Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بتر أطراف فتى بعد تناوله بقايا وجبة نودلز سببت له مرضا

"الأطباء لاحظوا في البداية ظهور طفح جلدي لدى الفتى على شكل بقع صغيرة في مختلف أنحاء جسده"

ينصح موقع طبّي بوضع الطعام في الثلاجة أو في الجمّادة في غضون ساعتين بعد "طهيه أو رفعه عن مصدر حراري" (رويترز)

اضطُر أطباء في الولايات المتّحدة إلى بتر ساقي طالب يبلغ من العمر 19 سنة وجميع أصابعه، بعدما تناول بقايا طعامٍ من ثلاجته، الأمر الذي تسبّب له بمرض كاد أن يضع حدّاً لحياته.  

الدكتور برنارد شو وهو طبيب ناشط في النشر على محرّك "يوتيوب" باسم تشابيومو"  Chubbyemu، تناول في مقطع فيديو بالتفصيل نتائج الحالة التي عرضتها "مجلة نيو إنغلند الطبّية" New England Journal of Medicine، والتي تم الإبلاغ عنها للمرة الأولى في شهر مارس (آذار) عام 2021.

وبحسب هذه الدراسة، تمّ إدخال المريض إلى قسم العناية المركّزة للأطفال "بسبب الصدمة وفشل أعضاء عدّة في جسمه عن العمل وبروز طفح جلدي". وقد بدأت آلامه في الظهور للمرة الأولى قبل 20 ساعة من دخوله المستشفى بعد فترةٍ وجيزة من "تناوله بقايا أرزّ ودجاج ونودلز "لو ماين" Mein Lo من أحد المطاعم".

واستناداً إلى ما ذكره الطبيب برنارد شو في الفيديو، فإن المريض الذي أشير إليه بحرفي "جي سي" JC، كان يعاني من حمّى، ومن ارتفاع في ضغط الدم، وتبيّن أن هناك شحوباً على جلده. وبعدما تقيّأ، لاحظ الأطباء وجود "لون أصفر مائل إلى الاخضرار، لا صلة له بأيّ نوع محدّد من أنواع الأطعمة".

وفي موازاة تلك الأعراض، شكّل التنفّس غير الطبيعي للشاب جي سي مصدر قلق أكبر، إلى جانب الانخفاض في ضغط دمه. وبمجرّد أن تمّ تخديره، شاهد الأطباء تغيّرات في جلده.

ويقول شو: "أخذ الأطباء يلاحظون بروز طفح جلدي يحتوي على بقع صغيرة ظهرت في مختلف أنحاء جسده. في البداية، كان الشكل المنقّط أشبه بكدمات، لكن بعد ذلك تحوّل اللون إلى بنّي ذات احمرار داكن في الإجمال وبارز عند الحواف".

وواصلت الحالة المرَضية لـ جي سي تدهورها، فنُقل بواسطة مروحية إلى مستشفى آخر، كانت تتوافر فيه موارد أكبر. وبعد إجراء مزيدٍ من اختبارات للدم والبول، تم تشخيص إصابة الفتى بمرض "النيسرية السحائية"  Neisseria Meningitidis الذي أدّى إلى تصلّب في رقبته، وغثيان، وانهيار في جهاز التنفّس، وصدمة، وفشل في عمل عدد من أعضاء جسمه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما أوضحت "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتّحدة"  CDC، فإن هذه الحالة المعروفة أيضاً باسم مرض "المكوّرات السحائية" Meningococcal Disease، تسبّبها البكتيريا وتترافق مع أعراض كالحمّى المفاجئة والقيء. ويمكن أن "يؤدي هذا المرض إلى وفاة المصاب به في غضون ساعاتٍ قليلة".

وفي ما يتعلّق بالتغيّرات التي شوهدت على جلد المراهق، فقد سبّبها طفح جلدي أرجواني يُسّمى Purpura Fulminans قال الدكتور شو إنه يمكن أن يحدث فجأة. ورأت "مجلّة الجمعية الطبّية الكندية" Canadian Medical Association Journal أن هذا النوع من الطفح يمكن أن يكون نتيجة حادّة ونادرة لمرض "المكوّرات السحائية".

وعلى الرغم من مواصلة حال الشاب جي سي استقرارها، فقد كانت الالتهابات في جسده شديدة إلى درجة أنه تحتّم بتر أصابعه العشرة وساقيه.

زميل جي سي في مقر سكنه، تناول هو أيضاً بقايا الطعام ذاتها، لكن الأعراض لديه اقتصرت على القيء فقط، ولم تكن بالجسامة نفسها التي حصلت لرفيقه. وقد عكف الأطبّاء على مراجعة التاريخ الطبّي لـ جي سي، في محاولةٍ لمعرفة السبب في اختلاف الأعراض لديه عن زميله.

وتبيّن من خلال التدقيق في تاريخه الطبّي أن الفتى كان قد تلقّى فقط جرعةً أولى من لقاح مضاد لمرض المكوّرات السحائية قبل دخوله إلى المدرسة الإعدادية. ولدى بلوغه سنّ السادسة عشرة، لم يتلقّ الجرعة المعزّزة للقاح التي يوصى بها.

ويتعيّن بحسب ما توصي به "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، أن يتم إعطاء لقاح meningococcal  Serogroup B المضاد لداء "المكوّرات السحائية"، في سن الـ 16 إلى سن الـ 23. وأوضح الدكتور شو أن التطعيم يكون عادةً من جرعتين منفصلتين خلال فترة أشهر قليلة، إلا أن جي سي كان قد تطعّم بجرعةٍ واحدة فقط.

وأضاف أنه في حين كان واضحاً أن تناول بقايا الطعام هو ما تسبّب في ظهور الأعراض لدى الفتى، إلا أنه ما زال من غير المعروف كيف أن آثار بكتيريا "النيسرية السحائية" قد تغلغلت إليه. لكن لحسن الحظ، إن صحة الشاب آخذة في التحسّن وبدأ في التعافي من حالته المرضية.

موقع "ويب أم دي" WebMD (الذي ينشر أخباراً ومعلومات تتعلّق بالصحّة)، أشار إلى أن البكتيريا يمكن أن تنمو بسرعة على بقايا الطعام عند تخزينها في درجة حرارة طبيعية. ومع ذلك، ليس من الواضح أين احتفظ الشاب جي سي بوجبته قبل تناولها. وينصح الموقع الطبّي بوجوب وضع الطعام في الثلاجة أو في الجمّادة في غضون ساعتين بعد "طهيه أو رفعه عن مصدر حراري".

وفيما قد يعتمد الأمر على نوع الطعام الذي يتم تناوله، فإن "بقايا الطعام يمكن أن تُحفظ مدة 3 إلى 4 أيام في الثلاجة" وفقاً لمركز "مايو كلينك" الطبّي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة