Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما سبل معاقبة الغرب روسيا على غزوها أوكرانيا؟

عشر خطوات يجب اتخاذها للتعامل مع الغزو العسكري غير المبرر الذي يعدّ سابقة لم تحدث في أوروبا منذ عام 1945

قصف روسي على ضواحي كييف (أ ف ب)

لم تشهد أوروبا منذ عام 1945 أي خطوة تشبه الغزو العسكري الروسي غير المبرر لأوكرانيا. يمر العالم بأسوأ أزمة منذ تلك التي اندلعت في كوبا عام 1961. وليس من المبالغة القول إن الحرب الدموية قد تصل إلى جيران أوكرانيا في "ناتو"، وعندها سنكون متجهين فوق منحدر زلق إلى حرب عالمية ثالثة.

لذلك، يجب على الغرب اتخاذ عشر خطوات للتعامل مع الموقف:

- أولاً، يجب على المملكة المتحدة وحلفائها الغربيين تصنيف روسيا كدولة إرهابية. كانت روسيا تشنّ حرباً خفية ضد أوكرانيا خلال الأعوام الثمانية الماضية، أدت إلى قتل 20 ألف مدني ومحارب. عدد الأوروبيين الذين انضموا إلى ما يُسمّى بـ"جمهوريتي دونيتسك الشعبية ولوغانسك الشعبية" قيد التكوين في شرق أوكرانيا كان أكبر بكثير من أولئك الذين التحقوا بتنظيم "داعش". يجب أن تحذو بريطانيا وأعضاء "ناتو" الآخرون حذو أميركا في قانون الحرس Guard Act (الذي يضمن الحكم الذاتي لأوكرانيا من خلال تعزيز قانون دفاعها)، والذي يصنف روسيا "كدولة راعية للإرهاب في حال قيام قواتها بغزو أوكرانيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

- ثانياً، يجب توسيع العقوبات لتصل إلى مستوى تلك المفروضة على إيران. في أبريل (نيسان) عام 2020، اعتمد البرلمان الأوروبي قراراً غير ملزم ينص على أنه في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا: "يتم إيقاف واردات النفط والغاز من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي فوراً، بينما يجب استبعاد روسيا من جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، سويفت"، "ويجب تجميد جميع الأصول المالية في الاتحاد الأوروبي وإلغاء تأشيرات السفر الخاصة بالأقلية المقربة من السلطات الروسية وعائلاتهم".

عندما تم إقصاء إيران عن جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك عام 2012، انخفضت عائدات الغاز والنفط بمقدار النصف تقريباً، الأمر الذي شلّ اقتصادها. ومن المجالات الأخرى التي دُرست لفرض عقوبات جديدة هي ديون الدولة الروسية والبنوك الحكومية الروسية وأعمال الطاقة والتعدين والمعادن الروسية.

- ثالثاً، يجب على المملكة المتحدة منع لندن من أن تكون مكاناً لغسل الأموال الروسية القذرة بعد الآن. آن الآوان لأن تستردّ لندنغراد اسمها التاريخي لندن. يجب منع الأقلية المقربة من السلطة والمسؤولين الروس من دخول المملكة المتحدة إلى أجل غير مسمى وينبغي تأميم أي أصول مالية يمتلكونها. ويجب أن تستخدم مؤسسة وستمنستر للديمقراطية تلك الأموال المؤممة لدعم التغيير الديمقراطي للنظام في روسيا.

- رابعاً، تحذير الكرملين من ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء الاحتلال الروسي وأن المحكمة الجنائية الدولية ستحاكم بوتين وأتباعه في الكرملين كمجرمي حرب. ومع  أن روسيا ليست عضواً في هذه المحكمة، قد يترتب على ذلك أن بوتين وأنصاره في الكرملين لن يتمكّنوا من حضور أي قمة دولية أو زيارة قصورهم في أوروبا.

- خامساً، تبنّي قانون ماغنيتسكي الأميركي (الذي ينص على معاقبة الشخصيات الروسية المسؤولة عن وفاة محاسب الضرائب سيرغي ماغنيتسكي في سجنه في موسكو عام 2009) على مستوى أوروبا. في مارس (آذار) عام 2019، اعتمد البرلمان الأوروبي قراراً لصالح تبنّي الاتحاد الأوروبي قانون ماغنيتسكي، وفي سبتمبر (أيلول) عام 2020، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن هذا سيكون أحد أهداف مفوضيتها. بعد وقوع أي غزو، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدفع باتجاه تبنّي قانون ماغنيتسكي بشكل جماعي.

- سادساً، لا ينبغي الاكتفاء بتعليق ترخيص خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي من مدينة فيبورغ في روسيا إلى مدينة غرايفسفالد في ألمانيا المعروف باسم "نورد ستريم تو"، بل يجب إغلاقه بشكل دائم. على أوروبا ألا ترحب بالغاز والنفط الروسيين بعد الآن.

- سابعاً، على أعضاء "ناتو" البحث في فرض منطقة حظر طيران فوق العاصمة كييف وعلى المناطق الأوكرانية الواقعة غرب نهر دنيبرو على أقل تقدير. من شأن هذا توفير ملاذ آمن للاجئين وحرمان روسيا من احتكارها السيطرة على الأجواء.

- ثامناً، يتعيّن على المملكة المتحدة وحلفائها في "ناتو" إرسال قوات خاصة إلى غرب أوكرانيا حيث يمكنها مساعدة نظرائها الأوكرانيين في التدريب وتنظيم حركة مقاومة.

- تاسعاً، على المملكة المتحدة وحلفاء "ناتو" تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بمعدات عسكرية فتاكة يمكن استخدامها لتدمير طائرات سلاح الجو الروسي والصواريخ المرتقبة.

- أخيراً، حريّ بالمملكة المتحدة وحلفائها توقّع أن تستمر الحرب لفترة طويلة وعليهم التخطيط وفقاً لذلك من خلال تخزين الإمدادات العسكرية والطبية في الدول الأربع المتاخمة لأوكرانيا والأعضاء في "ناتو"، وتنظيم طريق إمداد إلى غرب أوكرانيا، وهي منطقة من غير المرجح أن يطالها الاحتلال.

يجري الآن في أوكرانيا تقرير مصير الغرب الديمقراطي. إذا سمح الغرب باحتلال أوكرانيا وتحويلها إلى دولة تدور في فلك روسيا مثل بيلاروس، فسيكون ذلك بداية نهاية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

أعاد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي السيادة إلى المملكة المتحدة. ويجب ألا نسمح لروسيا بتدمير سيادة أوكرانيا التي اختارت أن تكون دولة مستقلة قبل ثلاثة عقود، والتي ضحّت بآلاف الأرواح في معركتها للانضمام إلى صفوف العالم الديمقراطي.

تاراس كوزيو هو زميل باحث في مركز جمعية هنري جاكسون للبحوث بلندن، وأستاذ مادة العلوم السياسية في أكاديمية موهايلا بالجامعة الوطنية بكييف. مؤلف كتاب "القومية الروسية والحرب الروسية الأوكرانية"، الصادر عن دار روتليدج للنشر في يناير (كانون الثاني) 2022، وشارك في تحرير كتاب "قاعدة أوكرانيا: دنيبروبتروفسك والحرب الروسية الأوكرانية".

© The Independent

المزيد من آراء