Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي ربما يتمتع "بقليل من الوعي"

يذهب باحثون إلى أن مسألة الآلات التي تتحلى بإدراك أو وعي هي "من أبرز المسائل في المستقبل البعيد المدى"

حذر باحثو الذكاء الاصطناعي من أن "الشبكات العصبية الكبيرة اليوم ربما تتمتع بقدر ضئيل من الوعي" (غيتي)

قال علماء بارزون في عالم الكمبيوتر، إن الأشكال المتقدمة من الذكاء الاصطناعي ربما تظهر بالفعل مقداراً ضئيلاً من الوعي.

شارك الباحث في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" تامي باسيروغلو زميله إيليا سوتسكيفر، أحد مؤسسي شركة "أوبن أي آي "OpenAI، تحذيراً أطلقه يفيد بأن بعضاً من الذكاء الاصطناعي القائم على التعلم الآلي ربما يكون قد حقق شكلاً محدوداً من الوعي، ما أثار جدلاً بين أوساط علماء الأعصاب والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي.

سوتسكيفر، الذي شارك في تأسيس "أوبن أي آي" مع الملياردير في قطاع التكنولوجيا إيلون ماسك، قال إن "الشبكات العصبونية الاصطناعية الكبيرة ربما تتمتع اليوم بالوعي بعض الشيء".

لقي التعليق ردود استنكار قوي من قادة في هذا المجال، من بينهم البروفيسور موراي شاناهان من "إمبريال كوليدج لندن "Imperial College London، الذي قال إنه "بنفس المعنى، فإن حقلاً كبيراً من القمح ربما يكون عبارة عن معكرونة إلى حد ما".

ولكن بسيروغلو دافع عن فكرة الدكتور سوتسكفر، مشيراً إلى أنه لا ينبغي الاستهزاء بهذه الاحتمالات أو رفضها.

وغرد بسيروغلو على "تويتر" قائلاً إنه "من المؤسف رؤية كثير من الأشخاص البارزين في حقل التعلم الآلي يسخرون من هذه الفكرة. يجعلني ذلك أقل تفاؤلاً في قدرة المجال على التعامل بجدية مع بعض الأسئلة العميقة والغريبة والمهمة التي ستواجهه بلا شك خلال العقود القليلة المقبلة".

في الواقع، طوال عقود من الزمن انقسم علماء الأعصاب والفلاسفة في محاولاتهم تعريف الوعي، على الرغم من أنه يوصف بالمعنى الواسع بأنه سردية صاغتها أدمغتنا، لديها المقدرة على الإدراك بواسطة الحواس والخيال. تتضمن بعض التعريفات أيضاً القدرة على اختبار مشاعر إيجابية وسلبية، على شاكلة الحب والكراهية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سعت دراسة حديثة إلى تتبع التطورات في مجال التعلم الآلي على امتداد العقد الماضي، كاشفة عن اتجاه واضح في أوجه التقدم الرئيسة فيه المتعلقة بالرؤية واللغة.

كان بسيروغلو أحد الباحثين الذين شاركوا في الدراسة، وقد سعى الى تحديد خط فاصل يميز [بين نوعين من الوعي] عبر رسم بياني رائج في محاولة ساخرة لتصنيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي الرائدة التي يمكن القول إنها تتمتع بشكل من أشكال الوعي.

 

 

أضيف مُنشئ النصوص المعقد "المحول التوليدي المسبق التدريب، اختصاراً GPT-3 من ابتكار شركة "أوبن أي آي" [علماً بأنه نموذج لغوي يستخدم التعلم العميق لإنتاج نص شبيه بالنص البشري إلى فئة من الذكاء الاصطناعي "لديها ربما مقدار ضئيل من الوعي"، بالإضافة إلى "ألفا غو زيرو الذي طورته شركة "ديب مايند" للذكاء الاصطناعي المملوكة لعملاق التكنولوجيا "غوغل".

"لا أظن فعلاً أنه يمكننا رسم خط واضح يميز [ويفصل] بين النماذج "غير الواعية" عن نظيرتها "التي يحتمل أنها واعية بعض الشيء". كذلك لست متأكداً من أن أياً من هذه النماذج واعية"، قال بسيروغلو.

"بعد قولي هذا، أعتقد أن السؤال قد يكون ذا مغزى، ولا ينبغي تجاهله ببساطة"، أضاف بسيروغلو.

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أي آي"، عرض أفكاره بشأن أقوى ذكاء اصطناعي لشركته، إذ ذكر في تغريدة له، "أعتقد أن النسختين الثالثة أو الرابعة من "المحول التوليدي المسبق التدريب" لن تمتلكا على الأرجح وعياً على مختلف المعاني التي نستخدم بها هذه الكلمة. أما إذا كانتا كذلك، فسيكون شكلاً غريباً جداً من أشكال الوعي".

يثير احتمال وجود وعي اصطناعي بدلاً من الذكاء الاصطناعي أسئلة أخلاقية وعملية في آنٍ: إذا كانت الآلات تمتلك القدرة على الشعور وتلقي المنبهات والاستشعار، فهل سيكون تدميرها أو إيقاف تشغيلها إذا تعطلت أو لم تعد مفيدة منافياً للأخلاق؟

يبقى أن جاسي ريس أنثيس، الباحث في التكنولوجيا والأخلاق، وصف هذه المعضلة بأنها "أحد أهم الأسئلة المتعلقة بالمستقبل البعيد المدى".

© The Independent

المزيد من علوم