Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثي يمطر مأرب بالصواريخ الباليستية

ثمة دعوات أطلقتها أبوظبي تحث فيها جيوش الدول الحليفة على العمل معاً لبناء "درع" يحمي من خطر الطائرات المسيّرة

قصف حوثي على مأرب (أرشيفية - رويترز)

استهدفت مليشيا الحوثي أحياء سكنية في مدينتي مأرب وشبوة بصواريخ باليستية بعد أسابيع من تكبيد القوات التابعة للشرعية في اليمن الميليشيا خسائر فادحة.

في غضون ذلك، حضت الإمارات جيوش الدول الحليفة على العمل معاً لبناء "درع" يحمي من خطر الطائرات المسيّرة، بعد تزايد توظيف التقنية الجديدة في زعزعة استقرار دول المنطقة، إثر تمكن الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

وافتُتح في أبو ظبي الأحد مؤتمر متخصص في "الأنظمة غير المأهولة" بحضور ممثلين عن جيوش دول عربية وغربية، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لمناقشة تطور هذه الأنظمة وكيفية التصدي لأخطارها.

وقال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء أمام قادة عسكريين وخبراء "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتفهم أهمية حماية أمتنا من خلال ضمان أن هذه التقنيات هي أدوات يمكننا استخدامها، لكن لا يمكن أن تُستخدم ضدنا".

وأضاف "أصبحت هذه الأنظمة أرخص بكثير ويمكن الوصول إليها أكثر من أي وقت مضى. وإمكانية الوصول هذه تسمح للأنظمة بالوقوع في أيدي الأشخاص الذين لا نريد أن تقع في أيديهم، وهم الجماعات الإرهابية".

تكاتف الجيوش ضد المسيّرات

وتابع المسؤول "هذا التحدي يتطلب منا التكاتف والعمل معاً لضمان أنه يمكننا بناء درع يحمي من خطر استخدام هذه الأنظمة".

وتعرّضت الإمارات الشهر الماضي لثلاث هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة شنتها ميليشيا الحوثي بعد خسارتها مناطق في اليمن على أيدي قوات يمنية موالية للحكومة درّبتها الإمارات. ونجحت الدفاعات الإماراتية في إسقاط غالبيتها، بعدما أدى الهجوم الأول إلى وقوع ثلاثة قتلى في أبو ظبي.

وقال وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي في المؤتمر "علينا أن نتّحد لمنع استخدام الطائرات من دون طيار في تهديد أمن المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية".

يأتي انعقاد المؤتمر في وقت يتصاعد خطر الطائرات المسيّرة في المنطقة، فقد تعرّضت السعودية لمئات الهجمات من قبل المتمردين اليمنيين، بينما اتُهمت إيران بالوقوف خلف هجوم بواسطة طائرة مسيّرة ضد سفينة إسرائيلية العام الماضي.

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة آتية من لبنان دخلت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادثة من نوعها خلال يومين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على الصعيد اليمني، مع كل انكسار ميداني تتكبده ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على تخوم مدينة مأرب الاستراتيجية (شرق اليمن)، تباشر بقصفها بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة، مستهدفة الأحياء المدنية الآهلة بمئات الآلاف من السكان وغالبيتهم من النازحين.

واليوم جددت هجماتها على المدينة بصواريخ باليستية عدة استهدفت أحياء سكنية متفرقة.

وأعلن الموقع الرسمي لمحافظة مأرب إطلاق الحوثي، 7 صواريخ باليستية خلال ساعتين صباح اليوم الأحد، مستهدفة الأحياء السكنية وتجمعات النزوح.

وأكد الموقع سقوط قتلى وجرحى من المدنيين خلال القصف، إضافة إلى إحداث حال من الهلع جراء الدمار العنيف الذي خلفه ونتجت منه خسائر مادية للمواطنين.

وأخيراً، كثف الحوثيون من عملياتهم الصاروخية على مدينة مأرب التي تُعدّ خامس أكبر المدن اليمنية مساحة بغرض الاستيلاء عليها، ما أسفر عن عشرات الضحايا في أوساط المدنيين وعن أضرار كبيرة في المباني والبنية التحتية.

معارك لا تهدأ

ووفقاً لموقع وزارة الدفاع اليمنية، فإن القصف الحوثي على مدينة مأرب تزامن مع عملية تحشيد وهجوم واسع للميليشيات من المحور الرملي شرق جبال البلق الاستراتيجية التي فشلت الميليشيا منذ أشهر في السيطرة عليها وجبال قرون البور في الجبهة الجنوبية.

وكانت قوات الجيش الوطني استهدفت مساء أمس مخزناً مستحدثاً للأسلحة اتخذته الميليشيات بين سلسلة جبال الردهة وعقبة ملعا (جنوب المحافظة)، فضلاً عن غارات مكثفة شنتها مقاتلات التحالف العربي الداعم للشرعية على مدى الساعة، استهدفت عربات وآليات حوثية وأدت إلى مقتل من كان على متنها، وفقاً للموقع.

ومنذ فبراير (شباط) الماضي، تشهد جبهات مأرب معارك متواصلة، مع استمرار ميليشيات الحوثي حشد معظم قواتها في محاولة مستميتة للسيطرة على كامل المحافظة الغنية بالنفط وأهم معقل للحكومة الشرعية الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح، في ظل مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.

قتل ممنهج

وأمس السبت، سقط ثلاثة قتلى على الأقل ونحو 12 جريحاً إثر قصف بصاروخ باليستي شنّه الحوثيون على مسجد داخل معسكر العلم في محافظة شبوة (شرق).

وأوضحت وسائل إعلام يمنية رسمية أن القصف طال مسجد المعسكر أثناء تأدية عشرات الجنود المستجدين لصلاة المغرب، ما تسبب بسقوط ثلاثة قتلى على الأقل وجرح 12 آخرين.

ومعسكر العلم من أهم المعسكرات في محافظة شبوة، ويقع بالقرب من قطاع "العقلة" ثاني أكبر حقول النفط في اليمن.

وإزاء ذلك، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" مساء السبت، إن ميليشيات الحوثي تمتلك سجلاً حافلاً باستهداف المساجد وقتل المصلين في مأرب والبيضاء وشبوة وتعز وغيرها من مناطق اليمن، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

كما وصف هذه الحادثة بـ"الإرهابية التي تكشف دموية وهمجية ميليشيات الحوثي"، مضيفاً "تواصل ميليشيات الحوثي عمليات القتل الممنهج للمدنيين في مختلف المناطق تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يتقاعس عن مجرد إدانة هذه الأعمال الإرهابية، فضلاً عن القيام بمسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية في حماية المدنيين، وضمان عدم إفلات المسؤولين عن تلك الجرائم المروعة من العقاب".

كذلك طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة وكل جرائم القتل التي تمارسها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين، والعمل على إدراجها ضمن قوائم الإرهاب، وملاحقة ومحاكمة قياداتها باعتبارهم "مجرمي حرب".

أطفال حريب تحت النار

وغير بعيد من شبوة، أصيب ثلاثة أطفال في هجوم مماثل شنته جماعة الحوثي بطائرة مسيّرة مفخخة، استهدفت طلاباً أثناء خروجهم من مدرسة الوحدة، في مدينة حريب جنوب مأرب.

الزحف

ويؤكد الحوثيون أنهم سيواصلون محاولة التقدم نحو مدينة مأرب على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الكبرى في صفوفهم.

والشهر الماضي، تحدث الناطق باسم الجناح العسكري لهم يحيى سريع، بحسب ما نقلت عنه قناة "المسيرة"، عن عمليات هجومية نفذتها قواته في محيط مأرب أدت إلى "مقتل وإصابة وأسر 1840 في صفوف العدوان، بينهم 550 قتيلاً و1200 مصاب و90 أسيراً".

نزوح ومأساة إنسانية

وتسببت العمليات العسكرية في سقوط المئات من الضحايا المدنيين، إضافة إلى تجدد موجات كبيرة من النزوح القسري للسكان المحليين نحو مناطق بعيدة من المواجهات في ظل فقر متفشٍّ وظروف إنسانية صعبة، وسط مخاوف دولية متزايدة من سقوط ضحايا آخرين مع تصاعد وتيرة الهجوم الحوثي على المدينة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، وفقاً لإحصاءات رسمية.

اعتراف إيراني

وفي الثالث من الشهر الحالي، اعترفت إيران مجدداً، بدعمها الصريح لميليشيا الحوثي في اليمن. ووصف قائد "فيلق قدس" الذراع الدولية للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني الحوثيين بأنهم "أولاد ثقافة المقاومة" في إشارة إلى الميليشيات التي تدعمها طهران في عدد من البلدان العربية منها لبنان والعراق وسوريا.

وقال قاآني إن "الحوثيين لم يملكوا في السابق غير أسلحة من نوع كلاشنيكوف وآر بي جي... لكنهم قاتلوا خلال الأعوام الماضية بشكل جميل... إنهم يصنعون الآن صواريخ يصل مداها إلى أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك طائرات من دون طيار".

يذكر أنه مضى قرابة سبعة أعوام على الحرب في اليمن بين الحكومة الشرعية التي يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين انقلبوا على السلطة والدولة، وسيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، من بينها العاصمة صنعاء منذ 2014 بقوة السلاح.

المزيد من متابعات