Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما زال السفر من بريطانيا وإليها ساحة معركة

تغيير واحد في القواعد لا يحقق صيفاً مثالياً وقد يكون أفضل الطموح "سنة غير كارثية بالكامل"

يرجح أن نعود مع حلول نهاية السنة، إلى نحو ثلثي عدد الوافدين الذين كانوا يصلون إلى البلاد قبل تفشي الوباء (رويترز)

باتت الجهات الخاسرة نتيجة التغيير الأخير في ساحة معركة السفر في المملكة المتحدة واضحة، وهي شركات اختبارات "كوفيد - 19" التي كانت تلبي احتياجات الوافدين إلى بريطانيا على امتداد العام الماضي، من اختبارات "التدفق الجانبي" و"تفاعل البوليمراز المتسلسل" PCR.

قد تكون هناك صعوبة في إبداء كثير من التعاطف مع هذه الشركات. فهي تلقت هدية وداع من وزير النقل البريطاني غرانت شابس، تمثلت في الإبقاء على إلزامية الاختبارات لمدة 18 يوماً، بعدما كان قد اعتبر أن إجراء فحوص للوافدين الذين تلقوا تلقيحاً كاملاً، لدى وصولهم إلى البلاد، "لم تعد له فائدة". لكن الشركات المصنعة حققت مكاسب تُقدر بنحو 60 مليون جنيه استرليني (81 مليون دولار أميركي) خلال تلك الفترة، من بيع اختبارات إلزامية كانت من وجهة نظر رسمية، عديمة الجدوى.

من جهة أخرى، قد يشير المنطق إلى أن الجانب الرابح يتمثل في جميع شركات السفر، التي أشادت بإزالة عائق من أشد العوائق الكثيرة أمام مغامرة السفر. وقد تجسد الانسجام داخل قطاع السفر من خلال صدور هتافات الدعم لقرار الحكومة من جانب جوقة الرؤساء التنفيذيين لشركات السياحة والسفر.

جوليا لو بو سعيد التي تمثل وكلاء السياحة والسفر المنضوين في مجموعة "أدفانتج ترافيل بارتنرشيب" Advantage Travel Partnership، رأت أن "العودة إلى المملكة المتحدة ستصبح أسهل الآن بالنسبة إلى الأفراد الذين يتوجهون لقضاء عطلاتهم، كما للمسافرين من رجال الأعمال، وسيصبح في إمكان السياح الوافدين إلى بريطانيا، الذين يسهمون كثيراً في دعم اقتصاد المملكة المتحدة، التخطيط لزيارة البلاد والعودة إلى أوطانهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تشارلي كورنيش الرئيس التنفيذي لـ "مجموعة مطارات مانشيستر" Manchester Airports Group (مجموعة مشغلة لثلاثة مطارات هي "لندن ستانستيد"، و"مانشيستر"، و"إيست ميدلاندز") تحدث عن "شعور حقيقي بالإثارة للسفر، مع اقترابنا من موسم الصيف".

إلا أن تغييراً واحداً في قواعد السفر لن يحقق صيفاً مثالياً. فعلى سبيل المثال، يُعد مطار هيثرو اللندني من أكثر مراكز الطيران ازدحاماً في المملكة المتحدة، لكنه تراجع الآن كثيراً عن غيره في أوروبا. ففي اليوم نفسه الذي احتفل فيه الجميع بهذا الانفتاح، كشفت أرقام المطار أنه في شهر يناير (كانون الثاني)، كان أقل من نصف عدد المسافرين في فترة ما قبل الوباء، يمرون عبر هذا المرفق الجوي. وقد ألغى 42 ألف شخص رحلاتهم أو لم يقوموا بحجزها، بسبب قيود مواجهة متحورة "أوميكرون" التي طبعت شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني).

في المقابل، تعرضت السياحة الوافدة إلى بريطانيا لصدمة، لأنه حتى قبل نحو شهرٍ من الآن، كانت قواعد وصول الركاب إلى المملكة المتحدة من الأكثر تعقيداً وكلفةً في أوروبا. وبذلت هيئة "فيزيت بريتان" VisitBritain (هيئة السياحة البريطانية) جهداً لم يلق التقدير الكافي في محاولة تحقيق ما تُسمى "سنة النجاح"، التي توقعتها وزيرة الثقافة نادين دوريس للسنة 2022.

وترجح هذه المنظمة في أفضل الأحوال، أن نعود مع حلول نهاية السنة، إلى نحو ثلثي عدد الوافدين الذين كانوا يصلون إلى البلاد قبل تفشي الوباء. ومع قرار الحكومة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي منع نحو 300 مليون شخص من الاتحاد الأوروبي من الدخول إلى المملكة المتحدة بواسطة بطاقات هويتهم (يتعين عليهم حمل جواز سفر)، فإن "سنةً غير كارثية بالكامل" قد تكون أقصى ما نطمح إليه، وما يمكن أن نأمله.

يبقى للأشخاص الذين حققوا ثرواتهم من بيع اختبارات "كوفيد" للمسافرين، على الأقل، إنفاق ما شاءوا من المال، داخل بريطانيا وخارجها.

© The Independent

المزيد من منوعات