Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثلاثة رؤساء ولعبة واحدة

عودة إدارة تنازلت عن مطالبها بأن تكون القضايا الإقليمية والصواريخ ضمن الصفقة النووية

تراهن إيران على "النفس القصير" لأميركا (أ ب)

الرئيس باراك أوباما هو الذي بدأ لعبة التحول الاستراتيجي: التوجه نحو "المحور" في الشرق الأقصى، حيث الثروة والقوة والمنافسة مع "الصين الصاعدة وروسيا المنتقمة"، وتخفيف الوجود العسكري والالتزامات في الشرق الأوسط، حيث الصراعات والحروب التي لا نهاية لها، وتبني نظرية مساعده الأقرب نائب مستشار الأمن القومي بن رودس عن "القيادة من المقعد الخلفي"، وهذا ما مارسه في ليبيا خلال الثورة على معمر القذافي، إذ ترك العبء على الميليشيات والقوى الأوروبية، وما فعله بالانسحاب الكامل من العراق، والذي أعطى لإيران فرصة أكبر لتمكين النفوذ، وكانت فرصة أيضاً لظهور تنظيم "داعش" ضد أميركا وإيران وكل الأنظمة، وما فعله في سوريا بالتراجع عن "الخط الأحمر" الذي رسمه من دون أن يستشير فرنسا التي كانت تستعد لمشاركته في العملية العسكرية.

من أجل الاتفاق النووي

وكل ذلك من أجل الاتفاق النووي مع إيران بحجة أنه يؤخر حصول الملالي على قنبلة نووية نحو 15 عاماً، ويقيم توازن قوى شيعية بقيادة إيران وسنية بقيادة رجب طيب أردوغان و"الإخوان المسلمين" بما يسهل لواشنطن الانسحاب الجزئي من الشرق الأوسط.

الرئيس دونالد ترمب الذي جاء كنقيض لأوباما وكل "الإستبلشمنت" قام باللعبة نفسها، ولكن بأسلوب آخر، خرج من الاتفاق النووي ومارس "الضغط الأقصى" على طهران لدفعها نحو اتفاق يتضمن قيوداً أكبر على المشروع النووي ويشمل الحد من برنامجها الصاروخي ونفوذها الإقليمي وسلوكها "المزعزع للاستقرار"، وهذا لم ينجح طبعاً، لأن الملالي واجهوا العقوبات بما سموه "الصبر الاستراتيجي"، فهم راهنوا على النفس القصير لأميركا، والنفس الطويل لهم، ما دام شعبهم لا يحاسبهم، كما في أميركا، ويخضع لسلطة "الولي الفقيه" المطلقة.

جاء لينتقض سياسات ترمب

الرئيس جو بايدن الذي جاء لينتقض سياسات ترمب الداخلية والخارجية، أكمل ما فعله سلفه في سياسات خارجية عدة، أرجأ الانسحاب من أفغانستان بضعة أشهر فقط، بعد اتفاق ترمب مع حركة "طالبان"، ولكنه انسحب بطريقة مذلة، فلم يترك حكومة في كابول، بل ترك كل السلطة لـ"طالبان"، أكمل سحب القوات القتالية من العراق، ولعب ورقة الديمقراطية في مواجهة السلطوية، ولكن بعد أن تضررت الديمقراطية في أميركا التي يقول جوناثان كيرشنر أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في كلية بوسطن أنها دخلت "عصر اللا عقل" مع مجموعات تدعم نظريات "المؤامرة المتهورة والمتطرفة".

أثينا

فهي اليوم "تشبه أثينا في الأيام الأخيرة لحرب "البيلوبونيسية"، وفرنسا في الثلاثينيات: هبوط نحو الاسترخاء سوف يجعلها قريباً دولة مستهلكة للصراعات الاجتماعية الداخلية، وليست دولة قادرة على ممارسة سياسة خارجية بنّاءة يمكن التنبؤ بها وتستحق الثقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومتى؟ حين ما يراه والي نصر في "فورين أفيرز" أنه وقت "رغبة أميركا في فعل الأقل في الشرق الأوسط، وميل الصين وروسيا إلى الانخراط في المنطقة، وانتخاب حكومة متشددة في إيران تركز أقدامها في مواجهة قوى سنية أقل ثقة بالضمانات الأمنية الأميركية".

الاعتداءات الإيرانية

صحيح أن الاعتداءات الإيرانية عبر الحوثيين على المدنيين والأعيان المدنية في السعودية والإمارات العربية المتحدة دفعت بايدن إلى إرسال تعزيزات عسكرية مهمة إلى الخليج، لكن الصحيح أيضاً أن هذه خطوات موقتة لإدارة تكمل سياسات أوباما وترمب وتراهن على الاتفاق النووي مع الملالي، و"إذا لم تفتح أميركا الطريق إلى نظام إقليمي ثابت يبدأ بصفقة حول البرنامج النووي فسوف تجد نفسها مضطرة للعودة إلى المنطقة" كما يقول والي نصر.

أية عودة؟ عودة إدارة تنازلت عن مطالبها بأن تكون القضايا الإقليمية والصواريخ ضمن الصفقة النووية، إدارة لا تطمئن حلفاءها ولا تخيف أعداءها، تعقد صفقة نووية لتنسحب تاركة اختلالاً في التوازن الإقليمي لمصلحة إيران، وهذا ليس قدر العرب، فهم الأكثرية التي تتمتع بأكبر إمكانات بشرية ومالية واقتصادية، وحتى عسكرية، وهم في النهاية حماة المسرح العربي من المتحكمين والمتطفلين وأصحاب المشاريع الخطيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل