Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الجامع بين ريان المغربي وفواز السوري؟

العصابة التي خطفت ابن مدينة درعا تطلب فدية تفوق 145 ألف دولار لإطلاقه

بحسرةٍ، تلقّى العالم فاجعة الطفل المغربي ريان الذي فارق الحياة بعد أن ظل حبيس بئر سقط فيها، لمدة خمسة أيام، حبس فيها العالم أنفاسه في وقت بذل فيه عمال الحفر جهوداً متواصلة لانتشاله من مكانه المظلم.

حرقة قلب

وإن هزّ أنينه أصقاع الدنيا من جوف الأرض، كان الشارع السوري يتابع ريان بعين، وبعين ثانية يترقب بحرقة قلب، مصير الطفل السوري، فواز قطيفان من مدينة درعا، جنوب البلاد، بعد خطفه من قبل عصابة طالبت أهله بفدية مالية كبيرة، وأطل بمقطع مصور يتعرض فيه للعنف على يد خاطفيه.

ولعل المصادفة وحدها جمعت الطفلين في التوقيت نفسه، فكل منهما مغيب عن أهله، وإذا بات معروفاً مصير الطفل ريان ونهايته الحزينة، لكن القلوب ما زالت تخفق بالدعاء لأن يعود فواز إلى أهله بعد أن ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بمقطع مصور بثّه الخاطفون لطفل في العقد الأول من عمره مُلقى على الأرض بملابسه الداخلية، ويتلقى الضربات من قبل شخص مجهول، ويصرخ مستنجداً، يرجو خاطفه بالكف عن ضربه.

الطفل فواز وابتزاز الأهل

وتنادى الشارع السوري بكل أطيافه السياسية المنقسمة من موالاة ومعارضة للوقوف إلى جانب الطفل، والمناداة بالإفراج عنه بعد انتشار المقطع المصور من قبل الخاطفين بغرض ابتزاز أهله وإرغامهم على دفع 500 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل 145 ألف دولار.

ويروي عم الطفل في حديث عبر إذاعة محلية قصة الطفل منذ خطفه في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، العام الماضي، بعد إقدام العصابة على خطفه، على متن دراجتين ناريتين، وإلى اليوم تتفاوض العائلة مع الخاطفين لإنقاذ ابنهم الوحيد، ولديه أربع شقيقات، لكن من دون جدوى، لا سيما أن العائلة تمكنت من جمع نصف قيمة الفدية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبثّ الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان بياناً مصوراً باسم عائلة (قطيفان) أبدى شكره لكل من تعاطف مع قضية الطفل فواز، "قررنا جمع المبلغ وتقديمه خلال ساعات، وهذه المحنة أثبتت أن السوريين أصحاب عطاء وخير"، وبيّن في بيانه المصور أن العائلة لم تطلب المساعدة المالية أو جمع تبرعات إلى الآن، وإن قررت العائلة، حين تعجز، ستعلن عن ذلك.

الخطف في زمن الحرب

في المقابل، تحركت القوى والأجهزة الأمنية لكشف ملابسات حادثة الخطف والقبض على المجرمين، لكن العقبات، بحسب المعلومات المتوافرة، تتمحور حول صعوبة تحديد مكان العصابة الخاطفة، لكونها تستخدم في اتصالاتها برنامج التواصل الاجتماعي "تلغرام"، لكن قائد شرطة مدينة درعا أعلن متابعة واهتمام السلطات الأمنية في إعادة الطفل إلى ذويه، "من تاريخ إرسال فيديو ضرب الطفل، لا يوجد أي تواصل بين الخاطفين وأهله".

معارك واختفاء وخطف

ويتابع ناشطون قضية الطفل فواز، الذي اختطف من أمام مدرسته، بكثير من القلق حتى عودته إلى أهله مجدداً، وأعادت مأساة الطفل المغربي ريان إلى الواجهة قضية قطيفان، لكن واقع الحال في سوريا يختلف لقضاء كثيرين من الأطفال في المعارك والاختفاء والخطف.

وتعددت آراء أهالي القرية لجهة التصرف مع الخاطفين، فهناك آراء من قبل العائلة تشدد على ضرورة دفع الفدية، بينما هناك فريق لا يريد الرضوخ إلى مطالب الخاطفين كي لا تتكرر حالات الخطف وتتحول إلى مهنة للارتزاق وسط تفشي فوضى السلاح، علاوة عن أن القرية تقع على الحدود السورية الأردنية، ومن المرجح تهريب الخاطفين ضحاياهم خارج الحدود.

تضامن كبير

ولا يتوقع مراقبون أن تنفع الفدية في مثل هذه الحالات، والتي تنتهي مدتها، الأربعاء، في التاسع من فبراير (شباط) الحالي، ولا سيما في ظل الوضع الأمني المتردي.

ولاقت قضية الطفل السوري المحتجز تضامناً كبيراً من نشطاء ورواد التواصل الاجتماعي، وكذلك من قبل شخصيات سورية ولبنانية، منهم فنانون، ولا سيما نانسي عجرم، وسيرين عبد النور، وغيرهما، مطالبين بإطلاق سراحه والكشف عن مصيره وإنقاذه.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير