Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

1071 انتهاك بحق الصحافيين الفلسطينيين منذ بدء مسيرات العودة

التعديات الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة في مقابل تصاعد ارتكابات أمن "حماس" ضد صحافيين في غزة

مصوّر صحافي يلبس كمامة أثناء عمله على الحدود مع إسرائيل لتغطية إحدى مسيرات العودة (أحمد حسب الله)

تزايدت وتيرة الاعتداءات على الصحافيين الفلسطينيين بشكلٍ ملحوظ، سواء كان في قطاع غزة أو الضفة الغربية، ولم تقتصر الانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين على الجانب الإسرائيلي، بل شملت أيضاً السلطات الحاكمة التي مارست سلسلة إجراءات قاسية بحقهم، وصلت إلى حد الاعتقال والمحاكمة. لكن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحافيين، تبقى في الصدارة.

حريات

وعادةً ما يُقاس مدى الحريات (حرية الرأي وحرية التعبير) في قدرة الصحافيين على الوصول إلى المعلومات، وتسجيل الانتهاكات وتوثيقها سواء بحقهم أو ضد مواطنين بشكلٍ عام. ويوجد عدد قليل من اللجان المختصّة التي تحاول توثيق الانتهاكات ضد الصحافيين الفلسطينيين، إحداها "لجنة دعم الصحافيين" (منظمة غير حكومية) المخصّصة لمراقبة مدى الحريات والدفاع عن الصحافيين وتوثيق الانتهاكات، وسجّلت خلال مايو (أيار) الماضي 56 انتهاكاً من قبل إسرائيل، مقابل 5 ارتكبتها جهات فلسطينية داخلية.
 



أرقام الانتهاكات

وقد يكون البحث عن أعداد الانتهاكات بحق الصحافيين في فلسطين صادماً، فمنذ بدء مسيرات العودة في 30 مارس (آذار) 2018، سُجّل 1071 انتهاكاً جرت على يد إسرائيل، وأدت إلى مقتل صحافيين، وجرح العشرات أثناء ممارسة أعمالهم. وصرح رئيس لجنة دعم الصحافيين صالح المصري أنه "عادة ما يلبس الإعلامي شارةً معروفة دولياً، ومحميّة بموجب القانون الدولي، الذي يسمح بممارسة العمل من دون منع أو تضييق، لكن إسرائيل قتلت صحافيين أثناء ممارسة عملهم وكانوا يلبسون شارات واضحة".

الفترة الأعلى

وسجل شهرا أبريل (نيسان)، ومايو من العام الماضي، أعلى نسبة انتهاكات مرتكبة بحق الصحافيين. ووثّقت "لجنة الدعم" فيهما أكثر من 256 انتهاكاً، ارتكبت إسرائيل 220 منها، بينما نفذت الباقي (36 اعتداءً) السلطات الحاكمة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعلّق صالح المصري على ذلك بالقول إن "شهر أبريل شهد جرائم دموية بحق صحافيين فلسطينيين وانتهاكات غير مسبوقة لحقوقهم من قبل إسرائيل، تركزت معظمها في قطاع غزة، وذلك بصدد إسكات الصحافة وحجب الحقيقة، إذ قتلت إسرائيل صحافيين بشكل متعمد". وشهد شهر أبريل 2018، انطلاق أولى مسيرات للعودة على الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل، (قد يكون ذلك سبب ارتفاع عدد الانتهاكات) وبلغ عدد الانتهاكات الإسرائيلية فيه 130، من بينها صحافيان قُتلا وأُصيب 12 آخرون بالرصاص الحيّ والمتفجر، كما تعرض 62 للاختناق بالغاز السام، وسُجلت 12 حالة استهداف مباشر بقنابل الغاز. واستهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من 4 سيارات تابعة لطواقم صحافية فلسطينية.
 

الانتهاكات الفلسطينية

ولم تقتصر الانتهاكات في أبريل 2018 على الممارسات الإسرائيلية، لكن في الضفة الغربية سُجّل 25 انتهاكاً حصلت على يد السلطة الفلسطينية، فاعتقلَت 4 صحافيين، وفُصلت 3 صحافيات من عملهن من دون منحهن براءة ذمة عمل، بسبب منشورات كتبنها على "فيسبوك". كما استُدعي 6 صحافيين وأحيلوا على المحاكمة للسبب ذاته.
وأكد رئيس "لجنة دعم الصحافيين" أن هناك تصاعداً ملحوظاً لاعتداء إسرائيل على الحريات في الأراضي الفلسطينية، جراء تكثيف الصحافيين تغطيتهم لمسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وكشف أن الاعتداءات جاءت بالقتل العمد جراء إطلاق النار الحي والمتفجر واستهداف الصحافيين مباشرةً، أو عبر هدم مؤسساتهم الإعلامية، عدا عن الاعتقال والاحتجاز والاقتحام والمنع من التغطية أو المنع من السفر، وغيرها من الانتهاكات التي تمس حقوق حرية الصحافي في التعبير عن الرأي وأداء عمله بحرية.
 

انتهاكات في غزة

وسُجل عام 2019 انخفاض ملموس في عدد الاعتداءات المرتكبة من جانب إسرائيل ضد الصحافيين، مقارنةً بعام 2018. ولذلك أسباب منها، ضبط مسيرات العودة على الحدود مع إسرائيل، ومنع اقتراب المتظاهرين من السلك الفاصل. ويؤكد ذلك تقرير لجنة دعم الصحافيين الخاص بالربع الأوّل من عام 2019 الذي يُظهر أن إسرائيل ارتكبت 150 انتهاكاً. لكن عام 2019 شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الانتهاكات التي ارتكبها أمن "حماس" في غزة بحق صحافيين، ففي الربع الأوّل سجّل تقرير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (منظمة غير حكومية) ما يزيد على 87 انتهاكاً مارسته السلطات في غزّة.
ويُعد شهر مارس (آذار) الماضي الأعلى من جهة عدد الانتهاكات المرتكبة من جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنفسهم بحق صحافيين فلسطينيين. ورُصِد 72 اعتداءً ضد صحافيين، من بينها 25 حالة اعتقال، و11 حالة تعذيب خلال الاعتقال أو الاحتجاز، و10 حوادث اعتداء بالضرب استهدفت صحافيين خلال تغطيتهم للأحداث أو أثناء اعتقالهم، وحالتان فُرضت فيهما إقامات جبرية على صحافيَين.
ورأى منسّق "المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية" أحمد حماد أن فرض الإقامة الجبرية على الصحافيين يُعد انتهاكاً لم يسبق أن سُجل من قبل أي جهة فلسطينية، موضحاً أن الاعتداءات السالفة الذكر، ارتُكبت من جانب الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة "حماس" في غزة.
ولدى البحث حول الأسباب المؤدية لذلك، وجدت "اندبندنت عربية" أن شهر مارس الماضي، شهد حراكاً شبابياً تحت عنوان "بدنا نعيش"، قمعته أجهزة الأمن في غزة، واعتُدي خلال ذلك على الصحافيين الذين تولوا مهمة تغطية الحراك.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط