Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

للمرة الأولى منذ 2014... النفط يخترق 90 دولارا

قفزة في أسعار "برنت" بدعم شح في الإمدادات والتوترات

قفزة جديدة لأسعار النفط عند مستوى 90 دولارا ( رويترز)

وسعت أسعار النفط من مكاسبها، الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، ليخترق خام "برنت" مستوى 90 دولاراً للبرميل للمرة الأولى في سبع سنوات، في ظل استمرار مخاوف تعطل محتمل للإمدادات العالمية ونقص المعروض بفعل التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا والشرق الأوسط، في سوق تشهد بالفعل شحاً في المعروض. كما تلقت أسعار الخام دعماً إيجابياً مع صدور تقرير مخزونات النفط الأميركية، الذي أظهر ارتفاعاً في مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.

جاء هذا الصعود من جديد، خلال تعاملات اليوم بعد أن كانت أسعار الخام قد استهلت التعاملات على تراجع في ظل موجة بيع، مع إقبال المستثمرين على البيع بهدف جني الأرباح قبيل قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي. ويختتم الاحتياطي الاتحادي اجتماعه، الذي يستغرق يومين، في وقت لاحق اليوم، إذ ينتظر المتعاملون بفارغ الصبر مزيداً من المؤشرات حول توقيت ووتيرة رفع أسعار الفائدة، وكذلك كيف سيبدأ البنك المركزي الأميركي في تقليص ميزانيته العمومية البالغة تسعة تريليونات دولار تقريباً. وبحلول الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش، قفزت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" -تسليم مارس (آذار) 2022- بنحو 2.3 في المئة، إلى 90.33 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها 2.2 في المئة في جلسة الثلاثاء. وهذه هي المرة الأولى التي يخترق فيها خام القياس العالمي مستوى 90 دولاراً منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" -تسليم مارس- بنسبة 2.5 في المئة، مسجلة 87.72 دولار للبرميل، بعد أن تراجعت 2.8 في المئة في الجلسة السابقة.

الأزمة الروسية الأوكرانية 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، إنه سيدرس فرض عقوبات على الرئيس فلاديمير بوتين إذا غزت موسكو أوكرانيا، فيما كثف القادة الغربيون الاستعدادات العسكرية ووضعوا خططاً لحماية أوروبا من أزمة محتملة في إمدادات الطاقة. كما تصاعدت المخاوف بشأن الشرق الأوسط يوم الاثنين.

التوتر المتزايد 

وقال هيرويوكي كيكوكاوا، مدير عام الأبحاث في شركة نيسان للأوراق المالية، "اتجاه السوق نحو النزول محدود بسبب التوتر المتزايد بين روسيا وأوكرانيا، والتهديد الذي تتعرض له البنية التحتية في الإمارات"، ورجح أن يواصل النفط ارتفاعه بعد اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وإلى ذلك توقع بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس"، عدم تأثر تدفقات النفط والغاز بشكل كبير بسبب التوترات المتصاعدة في أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال جيف كوري، الرئيس العالمي لأبحاث السلع في "غولدمان ساكس" في مقابلة عبر تلفزيون "بلومبيرغ" مع شيري آن وبول ألين، إن السيناريو الأساسي في التوقعات لدى البنك هو "عدم حدوث اضطراب"، موضحاً أن إقرار عقوبات أو وقوع حرب هما المصدران الرئيسان المحتملان لتعطيل أسواق المواد الخام من أوكرانيا. ويرى كوري أن أي اضطراب مدفوع بالعقوبات سيكون كـ"دمار متبادل مؤكد"، لأنه ليس من مصلحة أي شخص وقف تدفق الطاقة عبر أوكرانيا، لكن مع ذلك، قد يحدث بعض الارتفاع في الأسعار.

اجتماع "أوبك+ "

توقع مندوبون لوكالة "بلومبيرغ" أن يلتزم تحالف "أوبك+" بخطته، وأن يصادق على إقرار زيادة متواضعة أخرى في الإنتاج، خلال الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل، في الوقت الذي يحاول فيه تلبية الطلب المرتفع على النفط. وقال مسؤولون مما يقارب نصف أعضاء التحالف النفطي، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم كون المعلومات خاصة، إن التحالف الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا سيصادق على الأرجح على زيادة قدرها 400 ألف برميل يومياً لشهر مارس. والتزم التحالف بجدوله الزمني للزيادات الشهرية التدريجية في الإمدادات منذ إبرام الاتفاقية في يوليو (تموز) 2021.

التحدي الراهن 

وقال هيلج أندريه مارتينسن، محلل النفط الأول في "دي أن بي" "كان تحالف أوبك+ متسقاً وصادقاً بشأن استراتيجية زيادة حصص الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر، إلا أن التحدي الراهن لسوق النفط والتحالف هو كفاح العديد من الأعضاء لزيادة الإنتاج من المستويات الحالية"، حسب "بلومبيرغ".

الاحتياطي الاستراتيجي 

أعلنت وزارة الطاقة الأميركية عن موافقتها على تبادل 13.4 مليون برميل من النفط الخام من احتياطي النفط الاستراتيجي إلى سبع شركات، في إطار جهود بايدن للمساعدة في السيطرة على أسعار النفط التي قفزت لتسجل أعلى مستوى لها منذ 2014. جاء ذلك في خطوة تم الإعلان عنها قبل ذلك، فيما تعد ثاني أكبر عملية سحب من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط على الإطلاق، لتصل إجمالي كمية النفط الذي تم سحبه من الاحتياطات الاستراتيجية لما يقرب من 40 مليون برميل، وفقاً لما ذكرته وزارة الطاقة.

يأتي اللجوء إلى الاحتياطي ضمن خطة أعلنها الرئيس جو بايدن في نوفمبر (تشرين الأول) لسحب 50 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط ضمن تنسيق الجهود الاستثنائية مع الهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، لخفض الأسعار وتخفيف سيطرة "أوبك" على الإمدادات.

المخزونات الأميركية 

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء إن مخزونات كل من النفط والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير. وأظهرت بيانات من الوكالة الحكومية أن مخزون الخام زاد بمقدار 2.4 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 21 يناير (كانون الثاني) ليصل إلى 416.2 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين استطلعت "رويترز" آراءهم أشارت إلى انخفاض قدره 700 ألف برميل. وتراجعت مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي. وارتفعت مخزونات البنزين بواقع 1.3 مليون برميل إلى 247.9 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 2021، بينما كانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 2.5 مليون برميل.

وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 2.8 مليون برميل على مدى الأسبوع الماضي إلى 125.2 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تنخفض 1.3 مليون برميل. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي انخفض بمقدار 695 ألف برميل يومياً إلى 3.44 مليون برميل يومياً.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز