Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطلب الاستهلاكي الضعيف يضع الاقتصاد الأميركي على مسار التباطؤ

من المرجح أن ينعكس تراكم المخزونات مع تلاشي مخاوف سلسلة التوريد

ضعف إقبال المستهلكين الأميركيين على الشراء  (أ ف ب)

بعد أن أمضى تجار التجزئة في الولايات المتحدة أشهراً في تقديم الأعذار حول نقص المخزون للمستهلكين الأميركيين، يحاولون الآن جذبهم للعودة إلى المتاجر أو إلى مواقع التسوق الإلكترونية بوعود بالمبيعات الموسعة والخصومات وتسليم المنتجات بشكل أسرع، لكن يبدو أن الجمهور المُشتري لم يعد مهتماً بذلك، لذا فإن البضائع مثل الأثاث والأجهزة ومواد البناء، التي كان من المستحيل العثور عليها في يوم من الأيام تتراكم اليوم في المستودعات والمخازن. 

بعض الأدلة على ذلك جاءت مع شيكاغو (آي أس أم)، وهو مقياس أعمال في الغرب الأوسط، وغالباً ما يُنظر إليه على أنه مؤشر رئيس للنشاط الاقتصادي على الصعيد الوطني، حيث ارتفع مؤشر المخزونات 8.5 نقطة الشهر الماضي إلى 59.6 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ خريف الولايات المتحدة في 2018. وانخفضت الطلبات المتراكمة للمصنعين في المنطقة 18.8 إلى 60.8 نقطة، وهو أقل 6 نقاط من متوسط ​​12 شهراً. 

وبالمثل، أشار مؤشر مديري المشتريات (آي أتش أس) ماركت، لقطاع التصنيع الأميركي لشهر نوفمبر(تشرين الثاني) من هذا الأسبوع إلى زيادة بناء المخزون. وقال المؤشر، إن هذا يعكس في كثير من الأحيان مخاوف بشأن وضع الإمدادات في المستقبل.

تباطؤ الاقتصاد في الربع الأول 

ويبدو أن إزالة التشويش في سلسلة التوريد هذه تضع أكبر اقتصاد استهلاكي في العالم على المسار الصحيح للتباطؤ في الربع الأول من العام المقبل، حيث تقلصت المخزونات، مما يقلل الطلبات الجديدة. في حين قد يؤدي وجود فائض في السلع إلى ضعف الأسعار، وتهدئة حالة الذعر الحالية من التضخم. ولمرة واحدة، يبدو أن توقعات الاحتياطي الفيدرالي بأن التضخم المرتفع كان مؤقتاً، كان من الممكن أن يكون صحيحاً. 

وتقول الخبيرة الاقتصادية سوزان لشتيرن التي ترصد توجهات المستهلك الأميركي منذ عقود بحسب "فايننشال تايمز"، "هناك نقص في الطلب أكثر من العرض، وهو ما يتوافق مع ما يقوله المستهلك عن ظروف الشراء الحالية". وتضيف "إن مزاج المستهلكين سيء ولا يعتقدون في الغالب أن هذا هو الوقت المناسب لشراء المنتجات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن ماذا عن كل الأموال التي يمتلكها الجمهور في الحسابات المصرفية أو الأوراق المالية عالية الثمن؟ وفقاً لشتيرن، "الوحيدون الذين لديهم مدخرات هم أصحاب الدخل المرتفع، ويمكنهم اختيار عدم الإنفاق الآن. كما أن مستويات ديون المستهلكين مرتفعة للغاية. هذه هي الحال بشكل خاص بالنسبة إلى الشباب، حيث كانت هناك زيادة كبيرة في الاقتراض لتلك الفئة العمرية". 

وكانت هناك زيادات رئيسة في الأجور للعاملين بالساعة مثل العاملين في مستودعات "أمازون" أو متاجر "وول مارت". لكن التضخم الذي جاء مع الانتعاش تآكل في معظم تلك الزيادات. 

كما جفت التدفقات المالية الإضافية من المدفوعات الحكومية إلى ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض في الأشهر الأخيرة بعد أن وصلت إلى ذروتها بالقرب من 500 مليار دولار في مارس(آذار)، انخفضت إلى ما يزيد قليلاً على 200 مليار دولار بحلول أكتوبر (تشرين الأول). 

كان الديمقراطيون في الكونغرس وإدارة بايدن يأملون في تضمين بعض برامج مدفوعات مثل حزمة إعادة البناء الأفضل "بيلد باك بيتر"، وهي خطة تشريعية اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن، وتشمل التمويل للإغاثة من "كوفيد-19" والخدمات الاجتماعية والرعاية والبنية الأساسية، إضافة إلى الأموال المخصصة للحد من آثار تغير المناخ. وقد تم تقليص حزمة إعادة البناء الأفضل مرة أخرى في مفاوضات الكونغرس الأخيرة. 

كما أن الجمهور يُدرك أيضاً أن الزيادات الضريبية قادمة، ليس فقط لأصحاب المليارات. فقد تم تأجيل المدفوعات على القروض الطلابية التي ترعاها الحكومة، وهي عبء كبير على المستهلكين الشباب، في بداية الوباء. في حين ينتهي هذا التأجيل في فبراير (شباط)، وليس من المقرر تمديد الموعد النهائي. كل هذه المعطيات تشير إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو ارتفاع أسعار الفائدة والطاقة. 

اقرأ المزيد