يمكن النظر إلى أنه كلما تغيرت الأشياء في استاد "أولد ترافورد" معقل نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، تبقى كما هي، وظاهرياً يبدو أن هذه هي الحال أيضاً مع إعلان تعيين ريتشارد أرنولد خلفاً لإد وودوارد.
بداية من الشهر المقبل سيتنحى وودوارد عن منصبه كنائب تنفيذي لرئيس النادي وهو أكبر مسؤول في مانشستر يونايتد، بعد فترة حكم استمرت ثماني سنوات ونصف العام، والتي تم خلالها قياس النجاح عبر الميزانيات العمومية وليس في خزانات البطولات والجوائز، وهو شيء يعترف به وودوارد نفسه.
في ظل تعيين أربعة مدربين وخروج النادي من دون ألقاب بالدوري الإنجليزي الممتاز، وإنفاق أكثر من مليار جنيه استرليني على عدد من التعاقدات المختلطة، يُعد هذا إرث وودوارد، ولا يؤخذ في الحسبان تقلب تولي المسؤولية عند رحيل المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون، لكن هذا ما سوف نتذكره به.
أرنولد الذي سيكون منصبه الرسمي هو الرئيس التنفيذي، بدلاً من النائب التنفيذي لرئيس النادي مثل وودوارد، هو من نواح كثيرة مرشح الاستمرارية، وقد كان المرشح الأوفر حظاً لهذا المنصب منذ أن أعلن صديقه وزميله عن رحيله الوشيك في أبريل (نيسان) الماضي، بعد انهيار مشروع دوري السوبر الأوروبي (سوبر ليغ) المحكوم عليه بالفشل.
ونشأ أرنولد في شمال غربي إنجلترا، خارج بلدة "تشستر"، وهو في نفس عمر وودوارد، والتحقا معاً بجامعة بريستول، لكنهما التقيا للمرة الأولى في شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" للمحاسبة.
وانضم أرنولد إلى يونايتد كمدير تجاري في عام 2007، وكان مسؤولاً عن إدارة ونمو رعاية النادي والترويج وأذرع الوسائط الرقمية من بين مجالات أخرى، وأصبح لاحقاً مُعترفاً به باعتباره القوة الدافعة وراء العديد من عقود الرعاية الرسمية الكبرى للنادي في عدة بلدان، والموقعة مع شركاء في مجالات عدة مثل صناعة المعكرونة والمراتب وزيوت التشحيم في جميع أنحاء العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الرغم من السخرية الموجهة لنموذج أعمال أرنولد بشكل منتظم، إلا أنه نهج تم تكراره من قبل المنافسين في جميع أنحاء أوروبا وساعد في دفع الجانب التجاري من أعمال يونايتد، وقد أشرف أرنولد عليه منذ ترقيته إلى منصب العضو المنتدب في عام 2013، وهي نفس الفترة التي تولى خلالها وودوارد المسؤولية النهائية عن العمليات اليومية.
وقد أثبتت هذه الإيرادات التجارية أنها حجر الأساس لنموذج أعمال يونايتد على مدى السنوات الثماني الماضية، حيث تمثل أكثر من نصف الإيرادات التي جلبها النادي في كل من الموسمين الماضيين.
ومنذ أن أصبح أرنولد العضو المنتدب، ارتفعت الإيرادات التجارية لنادي يونايتد من 152 مليون جنيه في عام 2013 إلى 279 مليون جنيه في عام 2020، قبل أن تنخفض إلى 232 مليون جنيه بسبب آثار جائحة فيروس كورونا، ولا يزال هذا الرقم هو الأعلى في أي نادٍ آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز بخلاف مانشستر سيتي، لكنه ظل راكداً أيضاً منذ عام 2016 فصاعداً، وربما يعكس ذلك ركوداً مماثلاً على أرض الملعب.
ومن الآن فصاعداً سيُحكم على أرنولد على أساس نتائج كرة القدم وليس العوائد المالية فقط، حتى لو كان من المتوقع أن يلعب دوراً في المقعد الخلفي على تلك الجبهة أكثر من سلفه.
وفي حين أن وودوارد كان عملياً في العديد من جوانب جانب كرة القدم للنادي حتى السنوات الأخيرة، حيث تناول الغداء مع المديرين التنفيذيين للمنافسين الأوروبيين لمناقشة صفقات الانتقالات، من المتوقع أن يفوض أرنولد ويتبنى نهجاً أكثر لا مركزية.
ومن المنتظر أن يقود قسم كرة القدم برئاسة جون مورتوغ قرارات كرة القدم، وقد تم تعيين مورتوغ في منصب مدير كرة القدم الذي تم استحداثه العام الماضي، وهو الدور الذي قيل إن أرنولد حارب من أجله، ويُعتقد أيضاً أن أرنولد قد شارك بشكل مباشر في التحرك لتسليم المدير المؤقت رالف رانغنيك دوراً استشارياً بعد نهاية الموسم.
ومن المتوقع أن يتمتع قسم كرة القدم ككل، والذي يضم المدير الفني دارين فليتشر، بقدر أكبر من الاستقلالية في عهد أرنولد.
وبناءً على ذلك فهناك اختلافات عن العهد السابق، وستكون التغييرات الأخرى أكثر دقة، فبينما نفذ وودوارد مهامه من مكاتب النادي في مايفير في لندن، سيستمر أرنولد في العمل داخل "أولد ترافورد"، وقد يكون التواجد على الأرض في مانشستر ميزة، بخاصة في مثل هذه الأسابيع حيث تظهر الانقسامات والتوترات داخل الفريق في أعقاب النتائج السيئة.
وتم وصف أرنولد من قبل أولئك الذين يعرفونه بأنه قادر على نيل الإجماع ويتحمل الضغوط والتدقيق اللذين يمثلان جزءاً من منصبه، ويقال إن نصيحة وودوارد لخلفه كانت التركيز على المدى الطويل وتجاهل الضجيج الذي يحيط بالنادي. لكن القول أسهل من الفعل، كما هي الحال في الجزء العلوي من قائمة مهام أرنولد.
وكان تعيين مدير جديد من أولويات وودوارد عندما أعلن السير فيرغسون اعتزاله عام 2013 مع عدم وجود هيكل شامل حول خليفته ديفيد مويس، وقد كان ذلك أحد أكبر أخطاء المدير التنفيذي المنتهية ولايته.
لقد غير يونايتد اللاعبين وغير المدربين والهيكل الداخلي، والآن يغير الرجل المسؤول عن الإشراف على كل شيء، وسيحدد الوقت ما إذا كانت النتائج ستتغير أيضاً.
© The Independent