أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس 30 مايو (أيار) 2019، أن إيران "ترغب في التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة"، معرباً عن "استعداد بلاده للحوار حين تعلن الحكومة الإيرانية رغبتها الحقيقية بذلك".
ولفت ترمب إلى أنه "يسعى للتفاهم مع الجهات التي لديها علاقات متوترة مع بلاده"، قائلاً "أريد التفاهم مع روسيا والصين والجميع وإيران، إيران لو أرادت التحدث فأنا جاهز".
ترمب ورداً على أسئلة الصحافيين في البيت الأبيض قبيل توجهه إلى ولاية كولورادو، قال إن "إيران أصبحت بلداً ضعيفاً يسعى لعقد اتفاق مع الولايات المتحدة"، مؤكداً أن العقوبات الأميركية ستدفع طهران إلى "حوار جديد للتوصل إلى صفقة".
وبالنسبة لإسرائيل، أعرب الرئيس الأميركي عن أسفه لتنظيم انتخابات جديدة بفارق أشهر، بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التوصل إلى ائتلاف مع الأحزاب الممثلة في الكنيست، خلال المهلة المحددة لتشكيل حكومة، وقال إنه "من المؤسف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينجح في تشكيل ائتلاف الحكومة، إنه شخص رائع".
كذلك تطرق ترمب إلى الصين لافتاً إلى إن "الولايات المتحدة تبلي بلاء حسناً في محادثات التجارة مع الصين، وأن بكين تريد إبرام صفقة مع واشنطن".
صفقة باراك أوباما
وكان الرئيس الأميركي قد أدلى بتصريحات قبل أيام تحدث فيها عن إمكان التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وقال ترمب يوم الأحد 26 مايو، إن "بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران، بل تريد إزالة الأسلحة النووية"، واصفاً الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015 بـ "الفظيع".
أما الخارجية الأميركية فأكدت أنه "ليست هناك قنوات اتصال مع إيران حتى الآن"، معربة في الوقت نفسه عن استعداد واشنطن للتفاوض "إذا نفذت الحكومة الإيرانية شروط الولايات المتحدة". كما أكدت أن العقوبات على إيران ستبقى، وأنها لن تقتصر فقط على أنشطتها النووية.
تضارب إيراني
وتأتي تصريحات ترمب بعد تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "المحادثات مع الولايات المتحدة ممكنة"، لكن تصريحات المسؤولين الإيرانيين اتسمت بالتضارب، ففي الوقت الذي قال فيه روحاني إن "المحادثات ممكنة"، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي ليقول إن "بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة حول برامجها النووية والصاروخية".
ونقل موقع خامنئي الإلكتروني عن المرشد الإيراني قوله "قلنا من قبل إننا لن نتفاوض مع أميركا، لأن المفاوضات لا فائدة منها وتنطوي على ضرر".
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ مطلع مايو الحالي، بعدما سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز "بي 52"، كما أعلنت عزمها على إرسال 1500 جندي إلى المنطقة.
هذه الإجراءات العسكرية جاءت بعد الانسحاب الأميركي عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران عام 2015، وتشديد العقوبات على طهران في محاولة لخنق اقتصادها بوقف صادراتها النفطية.
تحذيرات دبلوماسيين أميركيين
في سياق آخر، وجه 76 جنرالاً أميركياً متقاعداً، ودبلوماسيون، تحذيراً للرئيس الأميركي، بألا يقدم على إشعال حرب مع إيران، وذلك بحسب موقع "كومون دريمز" الأميركي، الذي نشر تقريراً تحدث فيه العسكريون والدبلوماسيون الأميركيون، عن "إمكان خروج الأمور عن السيطرة بصورة سريعة، يمكن أن تقود إلى حرب مدمرة مع إيران".
وقال الموقع إن "العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين وقعواً خطاباً موجهاً إلى البيت الأبيض، طالبوا فيه ترمب بعدم الإقدام على محاربة إيران لأسباب استراتيجية".