Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معركة إدلب الكبرى... من يطلق رصاصة البداية؟

الحملة العسكرية تحتدم في ظل واقع إقليمي ودولي حرج جدا

توتر على خطوط التماس في ريف ادلب وترقب لاندلاع معركة واسعة النطاق (الدفاع المدني بإدلب)

تترقب العيون المتربصة على خطوط التماس بين الجماعات المتقاتلة، وجيش النظام السوري في ريفي حماة وإدلب أي خطوة نحو الأمام من كلا طرفي النزاع، وإن بدت جبهات القتال على صفيح ساخن قبل انكفاء فصائل هيئة تحرير الشام المتشددة من مواقع كانت ترابط فيها تُعدّ الأهم مثل "كفر نبودة" إلى الجنوب من إدلب في معركة هي الأكثر شراسة في الشمال.

ضحايا الصراع

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وشدد على كل من (روسيا وتركيا وإيران ودمشق) بضرورة حماية المدنيين الرازحين تحت الحصار.

وأورد كل من مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل فيديريكا موغيريني ومفوض شؤون الإغاثة الإنسانية كريستوس ستيليانيدس في بيان أنهما يتوقعان من ضامني اتفاق أستانا الوفاء فوراً بمسؤولياتهم والتزاماتهم، في وقت وصف (أبناء إدلب) من المعارضين أنفسهم ضحايا الإرهاب بكل أشكاله، ولا صلة لهم بكل التنظيمات المتطرفة، ومرحبين ببيان لهم بضرورة الإسراع بإعلان الحل السياسي المتاح عبر الجدية في تنفيذ القرارات الدولية وأهمها بيان جنيف والقرار 2254.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منفذ نجاة

في حين ألقت مروحيات تتبع لسلاح الجو السوري في 23 مايو (أيار) قصاصات ورقية على قرى وبلدات بالريف الجنوبي لإدلب، وفتحت مراكز القيادة الروسية منفذين للمدنيين ليتمكنوا من الخروج الآمن من قراهم، مع أنباءٍ تشي بمعركة كبرى على وشك الاندلاع. وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض دعا في بيان جميع الأطراف في المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتها بشكل عاجل، لتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والعمل على فرض وقفٍ لإطلاق النار وإلزام السلطة بالرضوخ لمتطلبات الحل السياسي.

ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم وشرّد حوالى 270 ألف مدني وأوقف عن العمل ما لا يقل عن 49 مرفقاً صحياً بشكل جزئي أو كلي خشية تعرضها للقصف بحسب ما ذكرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها استهداف 24 منشأة طبية في منطقة خفض التصعيد الرابعة خلال أربعة أسابيع، ودعت إلى تشكيل تحالف دولي خارج مجلس الأمن لحماية المستشفيات، وتسبب اندلاع النزاع منذ 26 أبريل (نيسان) الماضي بمصرع 265 مدنياً.

حافة الهاوية

وحول العملية العسكرية في إدلب وتداعياتها دولياً، رأى صفوان قربي عضو مجلس الشعب السوري أن الحملة تحتدم في ظل ظرف وواقع إقليمي ودولي حرج جداً، وهذا الموضوع مهم على المستوى الدولي وله ارتباطات بواقع سياسي معقد لكنه في الواقع الميداني واضح الرؤية بتقدم الجيش نحو إدلب. أضاف "هنالك توتر إقليمي مرشح للزيادة على صعيد الخليج وإيران ورفع وتيرة التهديدات الأميركية باتجاه طهران هي بالتأكيد تهديدات لا يمكن أن تصل إلى الحرب، كما أننا نشهد تقدماً ميدانياً للجيش عبر قوات من النخبة حتى إلى مناطق ستكون أبعد من إدلب".

مع إعلان الصفقة

ولفت عضو البرلمان السوري قربي النظر إلى أن العملية العسكرية في إدلب تتزامن مع بداية خطوات تنفيذ صفقة القرن والتي خطت أشواطاً والمطلوب منها خطوة ربما تكون أكثر علنية بهذا الاتجاه، بينما ستستمر أميركا بالضغط سياسياً في سوريا. وقال "الكل لا يريد أن يخسر أوراق القوة بين يديه من الحلفاء الروس والإيرانيين وحتى العراقيين، والجميع يلتقط أنفاسه في هذه المرحلة حيث التريث والترقب، وهي مرحلة حساسة يحاول فيها الجميع أيضاً ترتيب أوراقه وعدم خسارة أية ورقة مفيدة".

الإمداد التركي

وتوسّع القوى الجوية الروسية من جانبها دائرة قصفها، وتركّزُ على مناطق تسيطر عليها فصائل إسلامية متشددة جنوب إدلب، تزداد معها الضربات الجوية حدّة مع تدفقٍ غير مشهود للسلاح من الحدود التركية المتاخمة في الشمال السوري. ومع تعاظم الخلاف الروسي التركي، وإن بدا جلياً في إدلب، لا تتوانى أنقرة عن دعم الفصائل المسلحة ومدّها بمعدات وأسلحة ثقيلة بما فيها صواريخ تاو، وجافلين الأميركية، ومنظومات دفاعية بحسب معارضين.

أمرٌ أثار استغراب القيادة الروسية، وفاجأها إبان توقيع اتفاق في أنقرة للتهدئة مدته 72 ساعة، وسبقته مجموعة اتفاقات أبرزها سوتشي، وتوقيع الاتفاق في سبتمبر (أيلول) 2018، والذي يحدد منطقة خفض التصعيد، وعاشت المنطقة هدوءاً إلى أن انفجرت الأوضاع في أوائل الشهر الحالي.

الإحراج الروسي

في غضون ذلك، تجد موسكو نفسها محرجةً من تقاربها التركي الواسع الذي وصل إلى حدّ التعاون العسكري وموافقتها على صفقة بيع صواريخ إس 400 للجيش التركي وتقارب إيراني كمنفذ بحري لتوريداتها النفطية وكمنقذٍ لاقتصادها.

في المقابل، تحارب روسيا الاتحادية إلى جانب دمشق مع جيشها منذ عام 2015 بمعاركها المندلعة وآخرها حملة إدلب العسكرية، سبقتها مشاركة فعالة غيّرت مجريات المعارك في حلب ووسط البلاد، لتصطدم شمالاً بفصائل مدعومة تركياً.

رقّة ثانية

وتوعدت موسكو كما جاء على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي فيرشينين بعدم الحديث عن عملية واسعة النطاق في إدلب، ملوحاً إلى أن المدينة لن تصبح رقة ثانية في ضوء كلمة ألقاها في جلسة لمجلس الأمن ناقش فيها الأوضاع الإنسانية في البلاد.

أميركياً، لا تتوقف واشنطن عن إدانة الحملة العسكرية الجديدة ضد إدلب واصفة الوضع بأنه تهديد للسلم بسوريا وللمنطقة بأسرها، وذلك في تصريح أدلى به المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي داعياً إلى وقف التصعيد.

تبديد الاتفاقات

يتخوف السوريون الذين يطمحون إلى حل سياسي عاجل من أن يكون هذا الباب قد أُوصد ولم يعد سوى طريق الحرب لكسب الميدان، وهذا الأمر يبدو جلياً في انهيار أبرز الاتفاقات الضامنة لمنطقة خفض التصعيد، في وقت يتلقى حوالى 70 ألف مقاتل من المعارضة المسلحة دعمهم من أنقرة. ومع خشية تركيا من أن يصل جيش النظام السوري إلى حدودها الجنوبية أو مواقع قريبة من مركز نفوذها في ريف حلب بدعم روسي، ما يبدّد طموحها بتشكيل مناطق نفوذ لها في الأراضي السورية والاستمرار بإنشاء ما تصفه بالمناطق الآمنة.

المزيد من العالم العربي