Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعلانات الهجرة غير الشرعية تغزو حراك الجزائر... من وراءها؟

المصالح الأمنية أعادت انتشارها في النقاط البحرية المعروفة بنقاط انطلاق "الحراقة"

منذ بداية شهر رمضان تنشط محاولات الهجرة غير الشرعية من الشواطئ الجزائرية (أ. ف. ب)

عادت الأخبار التي تتحدث عن إحباط قوات خفر السواحل الجزائرية عمليات هجرة غير شرعية نحو السواحل الإسبانية والإيطالية، على متن قوارب صيد مطاطية وخشبية يُطلق عليها في الجزائر اسم "الحراقة". فقد غابت هذه الأخبار منذ بداية الحراك الشعبي الذي استقطب الشباب. ويتخوف مراقبون من أن يكون ذلك بداية عودة اليأس إلى النفوس، إذ بعد نحو 3 أشهر من الوجود في الشارع للمطالبة بالتغيير، تبرز ملامح التخوف من عدم إحداث هذا التغيير.

الأسباب 

إذن، تعود محاولات الهجرة غير الشرعية بوتيرة متصاعدة منذ مطلع شهر رمضان. ويلاحظ محمد مرواني، الاختصاصي في علم الاجتماع في جامعة الجزائر أن التطلع إلى الديمقراطية والعدالة والمساواة في الفرص بغية بناء مستقبل أفضل، من بين أهم الأسباب التي تدفع شباب الجزائر إلى الارتماء في وسط البحر. 

ويرى مرواني أن أي هدف يتأخر تحقيقه يدفع صاحبه إلى اليأس والفشل والتراجع. وهو ما يحدث مع شباب الحراك بعدما توقفت عقارب ساعة التغيير بالنسبة إلى غالبيتهم، قائلاً إن استمرار المشاهد نفسها، استدعاء الوزراء والمسؤولين إلى المحاكم بسيارات فارهة وهم محاطون بحماية أمنية، ثم يعودون إلى بيوتهم من دون محاكمات أو حتى اتهامات واضحة، رفع درجة اليأس من حقيقة ما يجري. 

ويشير مرواني إلى أن صور فضيحة "الخليفة" عادت إلى الأذهان، أين تم استدعاء المسؤولين كشهود في القضية، وقد عادوا أدراجهم واحتلوا مناصب المسؤولية من بعد ذلك، ليدفع الخليفة الثمن وحده.

رحلة سرية

في السياق نفسه، كشف بيان للمركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ عن إنقاذ 51 شاباً من غرق محقق، إضافة إلى نجدة 7 شبان بينهم فتاة، عند سواحل وهران وتلمسان، غرب الجزائر. كذلك، تمت إغاثة 10 شبان بينهم أفريقيان يقيمان في الجزائر بطريقة غير شرعية، كانوا في رحلة سرية على متن قارب صيد، نحو سواحل مايوركا في جزر البليار الإسبانية. 

وتمكنت وحدة حرس السواحل في وهران، غرب الجزائر، من إنقاذ 16 مهاجراً سرياً، كانوا على متن قارب مطاطي على وشك الغرق، فيما أحبطت محاولة أخرى لمجموعة من 14 شاباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مشاهد الغرق تقلق العائلات 

ولطالما انطلقت القوارب المحملة بشباب الجزائر نحو سواحل أوروبا، "فراراً" من جحيم المشاكل التي تسبب بها النظام السابق، لتحقيق مستقبل أفضل. تلك مشاهد تتخوف العائلات والمصالح المعنية على السواء من عودتها. 

وذكرت مصادر مطلعة لـ"اندبندنت عربية" أن المصالح الأمنية المعنية أعادت انتشارها في النقاط البحرية المعروفة بنقاط انطلاق "الحراقة"، في محاولة للحد من الظاهرة، مشيرةً إلى أن ما يؤرق السلطات المختصة هو تحول شبكات تهريب البشر إلى النشاط على صفحات التواصل الاجتماعي، إذ يتم اصطياد الشباب اليائس الراغب في الهجرة إلى "الجنة" الأوروبية، مقابل مبالغ مالية ضخمة. وكشفت عن تمكن فرقة مكافحة الجرائم الإلكترونية، من توقيف 10 أشخاص استحدثوا صفحات ومجموعات خاصة بعروض الهجرة مقابل 600 أو 800 يورو للمهاجر الواحد. وقد تصل أحيانا إلى 1000 يورو. 

وعرفت معدلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر انطلاقاً من الجزائر منحى تنازلياً منذ بداية 2019، إذ سجّلت 4 محاولات سمحت بضبط 110 أشخاص فقط، وفق ما ذكرته وزارة الدفاع الوطني، التي أشارت إلى  إلقاء القبض على 4000 شخص حاولوا الهجرة إلى أوروبا عبر قوارب الصيد خلال 2018.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات