Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران النووية ليست حتمية

لماذا لا يستطيع العالم التخلي عن الدبلوماسية

مجسم سلاح نووي في أحد شوارع طهران (رويترز)

بعد أشهر من الغموض والمخاوف المتنامية في الغرب، أعلنت إيران في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، حيث يعقد أول اجتماع في فيينا في 29 نوفمبر (تشرين الثاني). لقد انخفض الضغط قليلاً، لكن توقعات النجاح قاتمة، لأن مطالب إيران تتجاوز شروط الاتفاقية الأصلية. وتطالب طهران واشنطن برفع جميع العقوبات التي فرضتها عليها منذ انسحاب الرئيس دونالد ترمب من الاتفاقية في عام 2018. كما تصر إيران على أن تقدم الولايات المتحدة ضماناً بألا ينسحب أي رئيس مستقبلي من الصفقة مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن التقدم النووي الإيراني يعني أن العودة إلى الاتفاق لم تعد الآن مغرية كثيراً للولايات المتحدة، لأن إيران اكتسبت معرفة [نووية] يعتد بها لا يمكن محوها بسهولة. في ظل هذه الظروف، سيكون من الصعب التوصل إلى صفقة، لكن يجب على إدارة بايدن أن تحاول، لأن حصول إيران على الأسلحة النووية سيجعل العالم مكاناً أكثر خطورة بكثير.

هذا، على الأقل، ما يعتقده معظم المراقبين، لكن (الخبير الأميركي الإيراني) راي تقية له رأي مختلف. ففي مقال بعنوان "القنبلة ستؤتي بنتائج عكسية على إيران" (18 أكتوبر 2021)، قدم تقية وجهة نظر أكثر تفاؤلاً. ويقول إن اختيار إيران إنتاج أسلحة نووية سيكلف النظام الإيراني الكثير من دون أن يعود عليه بأي فائدة استراتيجية. وتوقع تقية أن يصبح هذا واضحاً في نهاية المطاف للشعب الإيراني، الذي سينتفض حينها ضد النظام، بالتالي في رأيه، فإن المناورة النووية ستأتي بنتائج عكسية على إيران، حيث كتب أن "الضحية الأبرز للقنبلة الإيرانية ستكون (في النهاية) نظام الحكم الديني الإيراني نفسه".

طهران لن تغامر إلا إذا كان القادة الإيرانيون في حالة يأس شديدة تحتم عليهم المخاطرة بكل شيء من أجل سلاح نووي واحد

لكن هذه الادعاءات لا يتم التدقيق فيها. إنها تتجاهل أدلة مهمة، وتستند إلى مجموعة من الافتراضات المشكوك فيها، ولا تنظر إلى تجارب الدول الأخرى المسلحة نووياً لاستقاء الدروس منها. في الواقع، ليست القنبلة الإيرانية حتمية. وعلى خلاف توقعات تقية، لن تشن حملة ضغط عالمية ضد إيران في أعقاب تجربة نووية. ستشكل إيران النووية تحديات خطيرة للولايات المتحدة، وسيكون اقتراح تقية بأن هذا السيناريو سيقدم فرصة لتغيير النظام محفوفاً بالمخاطر ويفتقر إلى الحكمة. ويبقى الخيار الأفضل هو محاولة الحيلولة دون حصول إيران على قنبلة نووية في المقام الأول.

معوقات القنبلة

يقول تقية إن إيران قررت بالفعل إنتاج أسلحة نووية، وأنها ستفعل ذلك حتماً. ووفقاً له، "لم تفعل لا الدبلوماسية ولا العمل السري ولا التهديد باستخدام القوة العسكرية الكثير لإبطاء مسيرة إيران نحو القنبلة، ناهيك بإيقافها". إن تشكيك إيران في الولايات المتحدة وطموحاتها ومساعيها للهيمنة الإقليمية تعني أنها لا تستطيع "التوقف ببساطة عند أعتاب الحصول على القنبلة"، بل ستمضي بها إلى خواتيمها.

من المستحيل استبعاد كون آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، قد استقر بالفعل على قرار إنتاج القنبلة، لكن بدلاً من محاولة فعل المستحيل المتمثل في معرفة ما يدور في أذهان قادة إيران، من الأفضل فحص الأدلة المتاحة. وهنا تشير المعلومات إلى أن طهران لم تعقد العزم على إنتاج أسلحة نووية. عوض ذلك، تريد السلطات الإيرانية بناء القدرة على إنتاج الأسلحة في المستقبل في حال قررت أنها بحاجة إليها - وهو ما يعرف في اللغة النووية باستراتيجية التحوط.

لقد أشارت الاستخبارات الأميركية مراراً منذ عام 2007، إلى أن إيران تريد أن تكتسب القدرة على إنتاج القنبلة، وليس القنبلة نفسها. وكما أدلى مدير الاستخبارات الوطنية آنذاك جيمس كلابر بشهادته أمام الكونغرس في عام 2012 قائلاً: "تحتفظ إيران بخيار تطوير أسلحة نووية مفتوحاً جزئياً من خلال تطوير قدرات نووية مختلفة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج مثل هذه الأسلحة، إذا شاءت. بالإضافة إلى ذلك، قالت دوائر الاستخبارات الأميركية إن أي قرار إيراني مستقبلي في شأن بناء أسلحة نووية سيعتمد على "نهج تقييم التكاليف والمنافع". بعبارة أخرى، خلافاً لتأكيد تقية، فإن قرار إيران بإنتاج أسلحة نووية ليس نتيجة حتمية. في الواقع، إن استعداد إيران لتنفيذ اتفاق عام 2015 الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى - والذي قلص إلى حد كبير برنامج طهران النووي وقدرتها على تطوير قنبلة على وجه السرعة – دليل يُعتد به على أن إيران ليست مصممة على امتلاك أسلحة نووية، كما يرى تقية.

على الرغم من انسحابها من الاتفاق النووي، اضطرت حتى إدارة ترمب للاعتراف بأن طهران لم تكن تسعى حثيثاً لإنتاج أسلحة نووية، ولكنها كانت تتمسك بالوثائق والموظفين الأساسيين "للحفاظ على الخبرة الفنية ذات الصلة بقدرات الأسلحة النووية، وربما مساعدتها في أي جهد مستقبلي للحصول على أسلحة نووية إذا قررت ذلك. وحتى إسرائيل - التي تركز بدقة على التهديد النووي الإيراني – توافق هذا الرأي على ما يبدو، فقد قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير، "على حد علمنا، لم تتغير الوجهة [في شأن إنتاج أسلحة نووية]. إنهم لا يسيرون نحو قنبلة الآن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالطبع، يمكن أن تتغير النوايا، ولكن إلى أي حد سيكون من السهل على إيران صنع قنبلة نووية إذا قررت ذلك؟ يقول تقية إن بإمكان طهران إنتاج ما يكفي من المواد "بسرعة" لصناعة قنبلة. إنه بالتأكيد محق في ذلك، لكنه يتجاهل حقيقة أنه ما لم تقم إيران ببناء منشآت سرية - وليس هناك دليل على وجودها - فإن طهران ستحاول تحقيق "اختراق" نووي في موقع يخضع للمراقبة من قبل مفتشين دوليين، وينطوي ذلك على خطورة كبيرة من احتمال كشفها والتدخل لوقفها.

يمكن لطرد المفتشين الدوليين أن يمنع الإبلاغ عن أنشطة إيران، لكنه سيكون بحد ذاته إنذاراً كبيراً ومؤشراً على أن إيران تندفع وتمضي قدماً نحو القنبلة. حينها، قد لا يكون لدى المجتمع الدولي متسع من الوقت للتحرك، لكن في المقابل، سيكون هامش الخطأ لدى إيران ضئيلاً. ينبغي أن يكون القادة الإيرانيون في حالة يأس شديدة تحتم عليهم المخاطرة بكل شيء من أجل سلاح نووي واحد.

وحتى لو نجحت إيران في إنتاج ما يكفي من المواد النووية، فلا يزال يتعين عليها تجميع تلك المواد مع مكونات أخرى [في قنبلة نووية]، وربما تحميلها على صاروخ. يتجاهل تقية هذه الخطوات من العملية، والتي يبدو أن إيران لم تحرز أي تقدم فيها لأكثر من عقد من الزمان. ومثل هذا التقدم عرضة للكشف. وكما قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول)، "لم يحرز أي تقدم... في مشروع الأسلحة" وإنه "حتى إثر لحظة حدوث الاختراق [النووي]، الطريق طويل جداً قبل إنتاج القنبلة،" وربما يستغرق الأمر عامين. وتشير حقيقة عدم قيام إيران بأي استعدادات في هذا الشأن إلى أن الانتقال إلى الأسلحة النووية ليس وشيكاً.

لكن قدرة المجتمع الدولي على تعطيل اندفاع إيراني سريع نحو إنتاج القنبلة لا يعتد بها، كما يجادل تقية، إذا لم تكن لدى الولايات المتحدة أو إسرائيل الإرادة لوقفها. وبقدر ما يركز هذان البلدان على البرنامج النووي الإيراني، فإن المفاجأة الاستراتيجية ما زالت ممكنة. ومع ذلك، من الصعب للغاية تخيل سيناريو تسمح فيه الولايات المتحدة أو إسرائيل لإيران عن عمد بتجاوز العتبة النووية. لقد رفعت إسرائيل من وتيرة تدريباتها على توجيه ضربة عسكرية لمواقع إيران النووية. كما أنه، على مدى عقود، تعهد كل رئيس أميركي عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وقد صرح الرئيس جو بايدن أخيراً بأنه إذا فشلت الدبلوماسية، فإن الولايات المتحدة "ستتجه إلى خيارات أخرى". قد تكون الضربة العسكرية للحيلولة دون حيازة طهران أسلحة نووية أحد قرارات السياسة الخارجية القليلة المتبقية التي ستحظى بدعم غالبية الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس. وسيكون تنفيذ ضربة عسكرية قراراً أسهل بكثير من السماح لإيران بعبور العتبة النووي.

التمسك بالخطة

في السيناريو الافتراضي الذي يطرحه تقية، قد تثير إيران بامتلاكها السلاح النووي رد فعل عالمياً بقيادة الولايات المتحدة تؤدي إلى عزل النظام الإيراني عن الاقتصاد العالمي وحرمانه من فوائد الأسلحة النووية. وعندما تدرك عامة الإيرانيين ذلك، ستصاب بخيبة أمل وسيطيح الوضع بالنظام في نهاية المطاف، وقد تأتي مكانه قيادة جديدة مؤيدة للولايات المتحدة ستعمل على تفكيك السلاح النووي الإيراني.

في الواقع، من المحتمل أن تسير الأمور على نحو مختلف تماماً. أولاً، من غير المرجح أن تتشكل حملة ضغط عالمية ضد إيران، ولن يكون هناك دعم كبير للعقوبات التي تهدف في الحقيقة إلى تغيير النظام - وهي سياسة يرفضها معظم وأقرب حلفاء الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن أي تجربة نووية إيرانية ستلقى إدانة في جميع أنحاء العالم وتزيد الدعم الدولي لأي عقوبات جديدة ضد طهران، إلا أن الحماسة ستتضاءل في الأشهر والسنوات اللاحقة. كما أنه من المرجح أن تتحدى الصين وروسيا أي مسعى لعزل إيران، لا سيما أن بكين تشتري النفط الإيراني وتسعى هي وروسيا إلى تقييد طموحات الولايات المتحدة وتبيعان المعدات العسكرية لإيران. لذا فإنه على الرغم من الجهود الحثيثة التي قد تبذلها الولايات المتحدة، فإن النتيجة ستكون فرض نظام عقوبات ضعيف، يزداد ضعفاً مع مرور الوقت.

وتقية مصيب في رأيه حين القول إن إيران لا تقارن بكوريا الشمالية – ومثالها يتحدى ويدحض حجته لأنها تمكنت من الاحتفاظ بالسلطة وبأسلحتها النووية على الرغم من الضغط الهائل - لأن عزلة كوريا الشمالية مقصودة وعن سابق تصور وتصميم. كما أن كوريا الشمالية حالة غير عادية في التاريخ، لأن الضغط الدولي ضد القوى النووية الجديدة عادةً ما يقل تدريجياً بمجرد عبورها العتبة النووية، لذلك فإن المقارنة الأفضل ستكون مع الاستجابة الدولية لتجارب الأسلحة النووية التي أجرتها الهند وباكستان في عام 1998، والتي أثارت غضباً شعبياً وعقوبات فرضها الكونغرس الأميركي. ولقد تم تخفيف هذه العقوبات تدريجياً، ولم يكن لدى المجتمع الدولي رغبة يعتد بها في فرض تكاليف اقتصادية باهظة على أي منهما، نظراً لتقلص احتمالية نزع سلاح نيودلهي وإسلام آباد. وعلى الرغم من أن ارتباط إيران بالاقتصاد العالمي يخلق نقاط ضعف لديها، إلا أنه يعني أن محاولة الضغط على البلاد إلى نقطة الانهيار لن تنجح.

إن النظرية القائلة إن إيران المسلحة نووياً ستقف مكتوفة الأيدي بينما تحاول أميركا خنقها ليست جديرة بالتجربة والامتحان

وعلى الرغم من إقرار تقية بأن إيران المسلحة نووياً ستفرض تحديات كبيرة على الولايات المتحدة، فإنه يميل إلى افتراض أن معالجة هذه التحديات ستكون سهلة ومباشرة نسبياً لأنها، على حد تعبيره، ستؤدي إلى "إعادة ضبط مطلوبة بشدة" للسياسة الأميركية بحيث تتم إعادة تركيز اهتمامها على إيران والمنطقة، لكن في الواقع، ستواجه الولايات المتحدة خيارات صعبة في شأن التزاماتها تجاه الحلفاء وكيفية موازنة تلك المتطلبات مع غيرها من التهديدات الأمنية الوازنة - وربما الأكثر أهمية - من الصين وروسيا.

وتُعد توصية تقية بأن تنشر واشنطن أسلحة نووية في دول الخليج مثالاً على ذلك. فتأييد الكونغرس أو الشعب الأميركي مثل هذه الخطوة ليس مؤكداً. ومن المحتمل أيضاً ألا يكون هذا ضرورياً لأن الولايات المتحدة يمكنها بالفعل استهداف إيران بأسلحة نووية من منتصف الطريق في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن يؤدي وضع الأسلحة النووية الأميركية على حدود إيران في الواقع إلى زيادة مخاطر استخدام طهران لسلاح نووي في أي أزمة لأن النظام قد يشعر بالضغط من أجل "استخدامه أو فقدانه".

يسلط ما تقدم الضوء على أبرز عيب أو شائبة في حجة تقية وأخطرها: افتراض أن أي محاولة لزعزعة استقرار وتشجيع إطاحة نظام بغيض مسلح بالأسلحة النووية هو من قبيل الكارثة. من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تخشى عدم الاستقرار السياسي في الدول النووية على وجه التحديد بسبب مخاطر السرقة أو ضياع أثرها أو الاستخدام غير المقصود للأسلحة النووية، وعادةً ما تسعى إلى تجنب مثل هذا. إن النظرية القائلة إن إيران المسلحة نووياً ستقف مكتوفة الأيدي بينما تحاول الولايات المتحدة خنقها ليست جديرة بالتجربة.

إلى ذلك، من غير الواضح أيضاً ما الذي سيدفع الشعب الإيراني إلى التمرد ضد حصول بلادهم على أسلحة نووية. على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الإيرانيين يعارضون مثل هذا التسلح اليوم، من المحتمل أن يتغير موقفهم بعد القيام بتجربة [نووية]، والتي قد يعتبرها الكثيرون إنجازاً كبيراً ومصدراً للفخر الوطني. هذه الاستطلاعات نفسها تظهر باستمرار أن الإيرانيين يدعمون برنامج بلادهم النووي، على الرغم من تكلفته الكبيرة. وحتى في حالة انهيار النظام، فإن تقية يبالغ في الثقة بأنه سيستبدل بقيادة موالية لأميركا مستعدة لتفكيك الترسانة النووية الإيرانية، لكن، يمكن لفصيل أكثر تشدداً أن يتولى زمام الأمور – وحتى إذا سيطرت مجموعة من القادة الأقل عدائية مع الولايات المتحدة وحلفائها فإنها قد ترى مصلحة في التمسك بالأسلحة النووية لتعزيز مشروعيتها في الداخل أو لاستخدامها كورقة مساومة. لذا، ليس في محله، على ما يبدو، السعي إلى إرساء سياسة برمتها بناءً على تنبؤات بنتيجة الثورة.

بدلاً من الاستسلام لحتمية القنبلة الإيرانية، حري بالولايات المتحدة التركيز على الحيلولة دون تجاوز إيران العتبة النووية. إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي التوصل إلى اتفاق مع إيران يضع برنامجها النووي تحت رقابة دولية صارمة مقابل تخفيف العقوبات. ويبدو هذا أصعب اليوم بالنظر إلى انسحاب إدارة ترمب من اتفاق 2015 والتقدم النووي الإيراني مذذاك، لكن التاريخ يشير إلى سببين للتفاؤل، الأول أن إيران ليست ملتزمة بالقنبلة، والثاني مفاده أن من الممكن التأثير على قراراتها في شأن برنامجها النووي. ويقع على عاتق واشنطن إقناع طهران بأن مصالحها تقضي أكثر بالتوصل إلى اتفاق وليس في تصعيد برنامجها النووي. في سبيل ذلك، يجب على الولايات المتحدة الاحتفاظ بالخيار العسكري في جُعبتها، والبقاء منفتحة على الحل الدبلوماسي، والتحلي بالمرونة إزاء بدائل الاتفاقية النووية المعرضة للخطر.

*إيريك بروير هو زميل أول ونائب مدير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. عمل في مجلس الأمن القومي ومجلس الاستخبارات الوطني

مترجم من فورين أفيرز، نوفمبر (تشرين الثاني) 2021

المزيد من تحلیل