Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاطر شبكات الجيل الخامس على شركات الطيران العالمية

حظر الهبوط على مستويات منخفضة أبرز المخاوف

حذرت شركات النقل الجوي الأميركية من خطط استخدام خدمات 5G اللاسلكية (أ ف ب)

تتوالى التحذيرات من خسائر ثقيلة تتكبدها شركات الطيران العالمية، بسبب شبكات الجيل الخامس. لكن ما علاقة شبكات الهواتف المحمولة المتطورة بأرباح أو خسائر شركات الطيران؟

قبل أيام، حذرت شركات النقل الجوي الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية من أن خطط شركات الاتصالات اللاسلكية لاستخدام خدمات 5G اللاسلكية التي تبدأ عملها في 5 يناير (كانون الثاني) المقبل، قد تعطّل آلاف الرحلات اليومية وتكلف شركات الطيران نحو 1.6 مليار دولار سنوياً في حالات التأخير.

وفي الوقت الذي تستعد صناعة الاتصالات اللاسلكية المتنقلة لنشر تقنيات الجيل الخامس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وسط تطوير الجيل السادس للمحمول، فإن ملايين الأشخاص في البلاد لا يستطيعون حتى الوصول إلى الإنترنت المنزلي.

وهذا الفارق في الوصول يُسمّى بـ"الفجوة الرقمية"، وتحاول لجنة الاتصالات الفيدرالية سدّها، وجزء من خطتها هو السماح لشركات الاتصالات اللاسلكية المتنقلة باستخدام طيف البث في النطاق 3.7 إلى 3.98 غيغاهرتز، الذي يشار إليه عادةً باسم "النطاق C".

ومن خلال ترخيص استخدام هذا النطاق، يمكن للشركات اللاسلكية تقديم خدمة 5G من خلال محطات قاعدة صغيرة نسبياً. وهذا من شأنه أن يجعل من السهل جلب شبكات الجيل الخامس إلى المناطق الريفية، حيث يتطلب توفير الإنترنت عبر الألياف بنية تحتية ضخمة ومكلفة لعدد قليل نسبياً من العملاء.

من أين جاءت المشكلة؟

تدور اهتمامات صناعة الطيران حول قطعة من المعدات تُسمّى بـ"مقياس الارتفاع الراداري" (أو مقياس الارتفاع الراديوي). وتستخدم جميع أنواع الطائرات مقياس الارتفاع بالرادار لقياس الارتفاع والمسافة بين الطائرة والأرض، حيث يعمل عن طريق إرسال إشارة نحو الأرض، ثم تحديد الارتفاع، بناءً على الوقت الذي تستغرقه الإشارة للانعكاس عن الأرض والعودة إلى الطائرة.

وتعمل أجهزة قياس الارتفاع في الرادار في نطاق التردد 4.2 إلى 4.4 غيغاهرتز، وستوضع هذه الأجهزة مع خدمات 5G، بما في ذلك الأجهزة التي يحملها الركاب بشكل روتيني على متن الطائرة (مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت مجموعات صناعة الطيران في لجنة الاتصالات الفيدرالية قد حذرت من أنه إذا تداخلت خدمات النطاق C مع مقاييس الارتفاع بالرادار، فإنه من المتوقع حدوث "اضطرابات كبيرة في السفر الجوي للركاب، والنقل التجاري، وخدمات طائرات الهليكوبتر".

وتدرك مجموعات صناعة الطيران تماماً مدى حساسية أجهزة قياس الارتفاع بالرادار للتداخل، وهو ما تضمنه خطاب تلقّته لجنة الاتصالات الفيدرالية، إذ أوضح معهد أنظمة المركبات الفضائية أن الخطط السابقة لاستخدام النطاق C للاتصالات السلكية واللاسلكية جرى إلغاؤها، لأن الدراسات السابقة وجدت أن التداخل لا يمكن التنبؤ به.

ووفق وكالة "رويترز"، فإن "اعتراض صناعة الطيران مفهوم، نظراً إلى أن الحكومة خصصت بالفعل ترددات C-band لـ5G، وإذا كانت هناك مشكلات، بخاصة مع أنظمة الرادار القديمة أو غير المطابقة للمواصفات، فسوف تفرض تكاليف على صناعة الطيران لتحسين الأداء.

حظر عمليات الهبوط منخفضة الرؤية

في تقرير حديث، كشفت وكالة "بلومبيرغ" أنه بسبب مخاوف السلامة، دقت إدارة الطيران الفيدرالية ناقوس الخطر من أنها ربما تضطر إلى حظر عمليات الهبوط منخفضة الرؤية في المناطق التي تغطيها شبكة 5G، وهي خطوة من شأنها تعطيل ما يصل إلى 350 ألف رحلة طيران، وتكبد خسائر  بنحو 2.1 مليار دولار سنوياً، بحسب تقديرات مجموعة الضغط "إيرلاينز فور أميركا".

وذكرت الوكالة أن إشارات الجيل الخامس تعمل على موجات قريبة من تلك التي تستخدمها أجهزة قياس الارتفاع الخاصة برادارات الطائرات، التي تقول شركات الطيران إنها يمكن أن تؤثر في قدرة الطيارين على تخمين الارتفاعات خلال الهبوط، خصوصاً في ظروف الرؤية الصعبة.

لكن، هذه التحذيرات لا تلقى صدى لدى مقدمي الخدمات اللاسلكية، الذين أنفقوا ما يقرب من 81 مليار دولار للحصول على حقوق استخدام الموجات محل الخلاف، الذين يؤكدون أن المخاوف المتعلقة بالسلامة لا أساس لها من الصحة.

لكنهم، على الرغم من ذلك يقترحون تقليل جودة الترددات بالقرب من المطارات، وهو الطرح الذي لا يعتقد مسؤولو الطيران أنه كافٍ. ويبدو أن شركات الطيران ليست في حالة مزاجية تسمح بتقديم أي تنازلات، بالذات بعد عامين قاسيين شهد القطاع خلالهما خسائر بمليارات الدولارات بسبب الجائحة. والآن صارت الكرة في ملعب المشرعين، الذين عليهم أن يتوصلوا إلى اتفاق بين القطاعين في الوقت المناسب، وقبل الموعد المتوقع لإطلاق الجيل الخامس بداية العام المقبل.

في الوقت ذاته، تعتزم شركة "بوينغ" بناء طائرتها المقبلة في العالم الافتراضي، حيث تتطلع الشركة إلى ترسيخ موطئ قدم في الحدود الإلكترونية لتسبق منافستها "إيرباص". وتخطط الشركة في المستقبل لاستخدام التصميمات الهندسية ثلاثية الأبعاد والروبوتات التي تتحدث مع بعضها البعض والميكانيكيين الذين تربطهم نظارات هولولينز التي تصنعها شركة "مايكروسوفت".

وتهدف الاستراتيجية، التي يستغرق تنفيذها عامين، إلى الاستفادة من منظومة رقمية واحدة لتوحيد عمليات التصميم والإنتاج وخدمات خطوط الطيران بالشركة. وكان الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" قد تعهد أيضاً بـ"ابتكار أنظمة إنتاج جديدة"، إذ يتطلع مزيد من الشركات إلى العالم الافتراضي لتطوير أنظمة الإنتاج لديها.

وسيجري تنفيذ ذلك ببناء نسخ متماثلة رقمية ثلاثية الأبعاد للطائرات لتشغيل عمليات محاكاة لنظام الإنتاج والأداء لكل طائرة. خلاصة القول، سيكون لكل طائرة توأم رقمي يتضمن كل معلومة عنها في العالم الافتراضي، مما يسمح للشركات بالتغلب على مشكلات التصميم وتقليل الوقت اللازم لطرحها في السوق.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم