Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استمرار نزيف قطاع الضيافة في بريطانيا

توقعات بحالات إفلاس مرتقبة تطال المطاعم

الشركات فقدت 40 إلى 60 في المئة من تجارة عيد الميلاد في أعقاب التوجيه للعمل من المنزل والحد من الاتصال الاجتماعي لإبطاء انتشار "أوميكرون" (أ ف ب)

يستعد رؤساء الحانات والمطاعم لموجة من حالات الإفلاس إذ من المقرر سداد فاتورة إيجار بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.9 مليار دولار أميركي) عشية عيد الميلاد بعد أن أدت قيود كورونا إلى انخفاض حاد في الخروج من المنزل، وتسعى الشركات جاهدة لتسديد مدفوعاتها ربع السنوية لأصحاب العقارات بعد انهيار المبيعات بنسبة تصل إلى 60 في المئة في أكثر أوقات السنة ازدحاماً، ووفقاً للأرقام الصادرة عن هيئة التجارة البريطانية والخاصة بقطاع الضيافة، فإن واحدة من كل ثلاث شركات ليس لديها احتياطيات نقدية متبقية.

وأظهرت الأرقام الصادرة عن شركة البيانات "سبرينغ بورد" أن الإقبال على التسوق، يومي السبت والأحد، كان أقل بنسبة 8.5 في المئة عن الأسبوع السابق، ويعد الانخفاض الأسبوعي أمراً غير معتاد للغاية مع اقتراب عيد الميلاد، وحذر، في الوقت ذاته، قادة الصناعة من أن الضيافة معرضة الآن لخطر "النزيف" إذ إن الشركات التي نجت من الإغلاق السابق تتعرض، أخيراً، للإغلاق.

جاء ذلك في الوقت الذي قلل فيه بوريس جونسون من احتمال تقديم أي دعم فوري جديد للشركات المتعثرة، قائلاً فقط، إن الحكومة ستُبقي الإجراءات الحالية قيد المراجعة.

وقالت كيت نيكولز، الرئيسة التنفيذية لشركة "يو كيه هوسبيتاليتي"، لـ"تليغراف"، إن الشركات فقدت 40 إلى 60 في المئة من تجارة عيد الميلاد في أعقاب التوجيه للعمل من المنزل والحد من الاتصال الاجتماعي لإبطاء انتشار "أوميكرون"، وأضافت، "الصناعة تنزف، تموت على قدميها، في حين تظهر هذه الأرقام الكارثية بوضوح أن مستويات التسوق الآن منخفضة للغاية لدرجة أنه من دون دعم حكومي لن يتمكن العديد من الشركات من البقاء حتى العام الجديد وستفقد كثيراً من الوظائف".

المخاوف تهبط بالأسهم والنفط

وأثارت المخاوف بشأن "أوميكرون" توتراً في السوق، حيث أغلق مؤشر "أف تي أس أيه 100" منخفضاً بنسبة واحد في المئة وتراجعت الأسواق في البلاد بشكل عام، كما انخفض خام برنت بأكثر من أربعة في المئة إلى 70.26 دولار للبرميل وسط مخاوف بشأن تأثير المزيد من عمليات الإغلاق والانهيار المحتمل لمشروع قانون تحفيز الرئيس جو بايدن البالغ 1.9 تريليون دولار، في حين انخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في الولايات المتحدة بنسبة 1.5 في المئة تقريباً.

في الوقت ذاته، امتنعت وزارة الخزانة البريطانية حتى الآن عن تقديم المزيد من الدعم المالي للضيافة، وقالت المصادر، إن الحزمة كانت تعتمد على المزيد من قيود "كوفيد-19".

وأخبر جونسون وسائل الإعلام، أن هناك "حزم تمويل موجودة بالفعل" للحانات والمطاعم، مضيفاً أن الدعم سيظل قيد المراجعة وفهم "مدى صعوبة ذلك" بالنسبة لأولئك العاملين في صناعة الضيافة.

وستقدم مجموعات الصناعة، بما في ذلك الضيافة في المملكة المتحدة واتحاد الشركات الصغيرة، نداء جديداً للمساعدة في مكالمة مع كواسي كوارتنج، وزير الأعمال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المفهوم أن نيكولز قد بعثت برسالة إلى كبار الشخصيات في الحكومة، تحذر من تدهور الوضع منذ الأربعاء الماضي، وقالت إن عدم اليقين بشأن التدابير المستقبلية له تأثير على الحجوزات والثقة، وأضافت، "إذا تأثرت هذه الفترة، فسيكون من الضروري إعطاء الشركات أكبر قدر ممكن من الإشعارات عملياً لتجنب الإنفاق غير الضروري وتراكم التكاليف".

وأصبحت جمعية شركات البيرة المستقلة، أحدث مجموعة صناعية تضغط على ريشي سوناك وزير الخزانة البريطاني لتقديم حزمة مساعدات، قائلة، "نحن بحاجة ماسة لظهور سوناك ليعلن تقديم دعم جديد للبيرة وقطاع الحانات في البلاد".

يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه الاقتصاديون من أن "أوميكرون" تخاطر بدفع الاقتصاد إلى الاتجاه المعاكس، حتى من دون إجراءات الإغلاق الرسمية.

تراجع واحد في المئة

وقال صامويل تومبس، من "بانثيون" للاقتصاد الكلي، إن الاقتصاد سينخفض بنسبة واحد في المئة على الأقل في يناير (كانون الثاني) 2022 منه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، وبخاصة مع بقاء المزيد من الناس في منازلهم، حتى لو لم يتم فرض المزيد من القيود.

وبلغ الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من عام 2021 ما يقرب من 200 مليار جنيه إسترليني (264.2 مليار دولار أميركي) شهرياً، ما يعني أن انخفاضاً بنسبة واحد في المئة يعادل حوالى ملياري جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار أميركي) من الناتج المفقود، وتشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني يميل نحو إدخال قواعد جديدة بعد عيد الميلاد، والتي قد تشهد منع المطاعم والحانات مرة أخرى من خدمة العملاء وجهاً لوجه، والطلب من الناس الجلوس في مجموعات لا تزيد على ستة.

قطاع الضيافة

وقال باتريك دارديس، الرئيس التنفيذي لسلسلة الحانات "يونغ"، إن هذه الإجراءات "ستدمر قطاع الضيافة وصناعة البيرة بأكملها"، وستؤدي إلى إغلاق آلاف الشركات بشكل دائم، وقد رُددت هذه التعليقات من قبل جمعية البيرة والحانة البريطانية، التي قالت، "أي إغلاق سيقضي تماماً على أي أمل في التجارة بالنسبة لمعظم الحانات، وكثير منها ببساطة ليس لديها مساحة خارجية صالحة للاستعمال"، وأضافت الجمعية، "حتى بالنسبة لتلك الحانات التي تضم مساحات جلوس خارجية، لن تستطيع النجاة".

وقالت نيشا كاتونا، التي تدير مطاعم "موغلي ستريت فود"، إن الصناعة تكافح بالفعل مع الرسائل الحالية من الحكومة للناس ليكونوا حذرين. وأضافت، "الرسالة من الحكومة هي عدم تناول الطعام بالخارج ولكن لا يوجد دعم مالي عن طريق الإجازة لدعم المطاعم التي يجب إغلاقها لأنها فارغة أو لأن موظفيها يظهرون نتائج إيجابية لكورونا".

اقرأ المزيد