Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مستر روبوت" مدرس تلاميذ غزة

أسهم الابتكار في فهم الدروس التكنولوجية والفيزيائية

"مرحباً يا تلاميذ، سأعرفكم بنفسي أنا مستر روبوت، رجل آلي ولكن لدي الكثير من المعلومات وسأتولى مهمة تعليمكم العلوم الهندسية والفيزياء بطريقة احترافية، لذلك رحّبوا معي بمعلّمكم التقليدي الذي سيكون مساعداً لي في هذه الحصة". بصوتٍ عالٍ، ردد تلاميذ غرفة الفصل الدراسي "أهلاً بك مدرسنا العزيز".

تنقّل "مستر روبوت" بينهم وسألهم عن استعدادهم لدرس اليوم في تقنيات الفيزياء، ومن ثمّ قال "ماذا تعلّمنا في الدرس السابق، لا أحد يجيب، على مدرّسكم التقليدي اختيار واحد منكم للإجابة". وهكذا، بمساعدة المدرّس الآلي بدأ الأستاذ عبد الرحمن عوض حصته.

شرح المعلم درس التوالي والتوازي في الدارة الكهربائية، ولجذب اهتمام التلاميذ وتركيزهم، بدأ "مستر روبوت" بالتفاعل مع الطلبة من خلال طرحه الأسئلة عليهم، ما خلق شغفاً في حصة الدرس.

صديق التلاميذ

كان الهدف الأوّل للمدرّس عوض من وراء ابتكار "مستر روبوت" تسهيل العملية التعليمية، وإعادة جذب التلاميذ لمقاعد الدراسة بعد تركها لمدة عامين بسبب الظروف المتعلقة بالواقع الصحي نتيجة تفشي فيروس كورونا، ومساعدتهم في التخلص من الصدمات النفسية التي تعرّضوا لها خلال القتال العسكري الذي دار أخيراً في قطاع غزة.

لم يمرّ شهر على ابتكار "مستر روبوت" حتى بات شريكاً أساسياً للمدرّسين في العملية التعليمية، إذ خلق تفاعلاً ورابطاً بينه والطلاب وبات صديقاً لهم، بخاصة أنه يُستخدم للتعليم التفاعلي لتلاميذ المرحلة الابتدائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول عوض "الروبوت أحد المرتكزات الأساسية في إدخال الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمة، لتعريف التلاميذ إلى التقنيات المتعلقة بصناعة الأنظمة الإلكترونية، وجاءت فكرته للخروج عن المألوف والابتعاد عن أسلوب التعليم التقليدي".

ويضيف "شخصية مستر روبوت الافتراضية تُستخدم في مسارين، الأول مساعدة المدرّس في جذب انتباه الطلاب كونه بات صديقاً لهم، فهو من حيث الحجم قريب إلى عمر التلاميذ وطولهم، ووجوده في غرفة الفصل يخلق حالة من التناغم بين الطالب والمادة العلمية، والمسار الثاني في إطار توظيف التقدم التكنولوجي في العملية الدراسية".

تطبيق منهجية العلوم الهندسية

يُستخدم "مستر روبوت" لتطبيق منهجية العلوم الهندسية "STEM" التي تعني العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهذا المصطلح يُطلق عادة على السياسة التعليمية وخيارات المناهج الدراسية لتحسين القدرة التنافسية لدى التلاميذ في تطوير العلوم.

ويشير عوض إلى أن العلوم الهندسية بحاجة إلى إثراء معلومات التلاميذ من الجوانب التقنية في مجال الإلكترونيات والميكانيكا، لذلك "مستر روبوت" يُعدّ جزءًا معززاً لتطبيق هذه النظرية عند الطلاب في المرحلة الابتدائية، ومحفزاً لهم في المرحلة الثانوية لصناعة تقنيات تكنولوجية أخرى.

ويُعتبر "مستر روبوت" تجربة فردية في نظام التعليم بالنسبة إلى غزة، كونه الأول من نوعه. ويقول المهندسون المحليون إنهم صنعوه على الرغم من ندرة الأدوات والمكونات الكهربائية، وصعوبة الحصول على المستلزمات الإلكترونية الضرورية، نتيجة الحصار المفروض على القطاع.

صُنع بنظرية بدائية

استغرقت صناعة "مستر روبوت" نحو شهرين، وكانت مهمة صعبة في ظلّ ندرة المصادر المعرفية للوصول إلى إنجاز رجل آلي. وأوضح عوض أن المعلومات عن صناعة روبوت قليلة جداً عبر الإنترنت بسبب الملكية الفكرية، لذلك اعتمدنا نظرية بدائية خلال إعداده.

ووفقاً لمنهجية الصواب والخطأ، وتكرار التجارب، وصل عوض برفقة مهندسي إلكترونيات آخرين إلى نموذج "مستر روبوت"، ومن بين الصعوبات الأخرى التي واجهتهم، عدم توافر أجهزة التوجيه والإرسال والاستقبال والقطع الإلكترونية.

وحول طريقة عمل "مستر روبوت"، يوضح عوض أنه جرت تغذيته ببيانات نصية ومعلومات حول تقنيات الفيزياء ومواد علمية أخرى، وربطها ببيانات صوتية ينطقها باللغة العربية الفصحى، ويتمّ التحكم به من خلال المدرّس بواسطة "ريموت كونترول".

ويلفت عوض إلى أنه نموذج أوّلي، وأن لديهم توجهاً لتطويره وتحويله إلى "روبوت" ذكي يمكنه التعليم بشكل ذاتي من دون مساعد، وهذا قابل للتحقيق في غزة إذا توافرت إمكانات التحكم والتوجيه الذاتي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي