Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يستفيد العالم من درس "أوميكرون" في توزيع اللقاحات؟

لا تزال أفريقيا القارة الأقل تلقيحاً بينما تملك الدول الغنية مخزوناً من جرعات التطعيم

تعهد قادة دول مجموعة السبع في يونيو الماضي، بتوفير اللقاحات للدول الفقيرة (أ ب)

أثار ظهور متحورة جديدة من فيروس كورونا، أُطلق عليها "أوميكرون"، قلقاً عالمياً واسعاً، إذ فرضت بعض الدول غلقاً كاملاً لأجوائها، تجنباً لانتشار السلالة التي ما زالت غير معروفة.

ومنذ ظهور "أوميكرون" في جنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، سجلت البلاد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الإصابات بالفيروس، لتبلغ أكثر من 1200 حالة.

وفي حين عادت الحكومات حول العالم والهيئات الصحية المعنية بالأوضاع الوبائية إلى حالة الطوارئ، التي فرضها الفيروس القاتل قبل نحو عامين، فإن انتشار السلالة الجديدة أثار اللوم بوجه الدول الغنية جرّاء ما وصفته منظمة الصحة العالمية مراراً بـ"عدم عدالة توزيع اللقاح". فمن إجمالي 5.5 مليار جرعة لقاح، حصلت الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط على 80 في المئة من الجرعات، بحسب تعليقات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وانتقدت منظمة الصحة العالمية مراراً عدم المساواة "المعيب" في توزيع اللقاحات عالمياً. وسابقاً، قال المدير العام للمنظمة، إن "التوزيع غير العادل للأدوات المنقذة للحياة، بما في ذلك التشخيص والأوكسجين ومعدات الوقاية الشخصية واللقاحات، أدى إلى انتشار جائحة ذات مسارين". كما حذر المتخصصون لدى المنظمة من تطور سلالات جديدة من كورونا بين الكتل السكانية التي لم تحصل على اللقاحات المضادة للفيروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويجمع العلماء على أن "أوميكرون" أو "بي. 1.1.529"، كما تُسمى علمياً، متحورة "لا مثيل لها"، و"استثنائية جداً"، بسبب الطفرات واسعة النطاق التي طرأت عليها، والتي يتركز معظمها في البروتين "الشوكي"، الذي بات معروفاً أنه مفتاح دخول الفيروس إلى خلايا جسم الإنسان. ووصفها مسؤولو الصحة في بريطانيا بأنها "الأكثر قلقاً".

أفريقيا الأقل تلقيحاً

وفقاً لمؤشر "أور وورلد إن داتا"، البريطاني، لا تزال أفريقيا القارة الأقل تلقيحاً في العالم، إذ بلغت نسبة التلقيح الكامل بين سكانها الـ1.3 مليار نسمة، نحو 7 في المئة، مقابل 54 في المئة في أميركا الشمالية.

وقال المتخصصون في المجال الصحي من دول مختلفة حول العالم، إن ظهور سلالة "أوميكرون" في جنوب أفريقيا نتيجة لتجاهل التحذيرات بشأن عدم عدالة توزيع اللقاح، ما من شأنه أن يثير أزمة صحة عامة في الدول النامية، ويُطيل أمد المعركة مع الوباء.

وتعهدت الدول المتقدمة توفير اللقاحات للدول الفقيرة. وقالت الولايات المتحدة، إنها اشترت مليار جرعة من لقاح "فايزر - بيونتيك" لتوزيعها عالمياً، فوفقاً لصحيفة "بولتيكو"، الأميركية، فإن نحو نصف هذا العدد فقط وصل إلى الدول النامية حتى الآن.

وقال سيث بيركلي، المدير التنفيذي لهيئة "غابي"، الشريك لمبادرة "كوفاكس"، المعنية بضمان التوزيع العادل للقاحات، "سنمنع تطور سلالات جديدة، فقط إذا كنا قادرين على حماية سكان العالم أجمع، وليس فقط الأجزاء الغنية".

وشكا مسؤولو الاتحاد الأفريقي بشأن نقص اللقاحات منذ أن قامت الدول الغنية، الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، بشراء مسبق للجزء الأكبر من اللقاحات المتاحة في نهاية عام 2020.

وفي حين لم تعد دولة جنوب أفريقيا تعاني قلة عدد اللقاحات، فإن هناك حالة تردد وشكوكاً واسعة بشأن اللقاح بين السكان وسط تضاؤل الثقة في الحكومة وانتشار المعلومات المضللة.

والأربعاء الماضي، ذكرت وكالة "رويترز" أن حكومة جنوب أفريقيا طلبت من شركتي "جونسون أند جونسون" و"فايزر" تأجيل تسليم شحنات من اللقاحات، لأن لديها مخزوناً غير مستخدم.

وقال شابير مهدي، الذي يقوم بدراسة على لقاح "أسترازينيكا" في جنوب أفريقيا، للوكالة، "هناك قدر لا بأس به من عدم المبالاة والتردد بشأن اللقاح".

ووفقاً لإنغريد كاتس، الأستاذ لدى معهد هارفارد للصحة العالمية، فإن عدم التوصل إلى كيفية تطور السلالة ونقص المعرفة بشأن مدى فاعلية اللقاحات ضدها، يجعل من الصعب ربط الأزمة بمسألة عدالة توزيع اللقاحات. ومع ذلك، حذر الباحث الأميركي من أن المناطق الأقل وصولاً للقاح هي الأكثر عرضة لخطر تفشي المرض.

انتقادات لحظر السفر

وبدت انتقادات واسعة لقرارات حظر السفر التي اتخذتها عديد من دول العالم في أعقاب الإعلان عن السلالة الجديدة. وغرد بيتر سينغر، المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على حسابه بـ"تويتر"، الخميس، مشيراً إلى أن ظهور سلالة جديدة متطورة للغاية من فيروس كورونا يتعلق باكتناز الدول الغنية للقاحات، ووجه انتقادات إلى قيام عدد متزايد من دول العالم بفرض قيود على السفر إلى جنوب القارة الأفريقية. وكتب قائلاً، "كيف تضاعف عدم المساواة والظلم؟ تحرمون البلدان من اللقاحات، لذا تنشأ سلالات جديدة، ثم تفرضون قيود سفر عليهم".

وكانت دول حول العالم قد اتخذت إجراءات وقائية، بينها حظر السفر لمواجهة خطر انتشار المتحورة الجديدة، التي باتت مثيرة للرعب، بعد أن اتخذت دول أوروبية وعربية وخليجية، منها قطر، والإمارات، والبحرين، والأردن، والمغرب، إجراءات مماثلة تمنع السفر أو القدوم من دول أفريقية سجلت حالات لإصابات بـ"أوميكرون".

وفي كندا، قال باحثون، إن قرار حظر السفر من دول أفريقية كمحاولة لوقف انتشار السلالة الجديدة، مثال على اللا منطقية، التي قد تضر أكثر مما تنفع. ونقلت وكالة الصحافة الكندية عن كارولين كولجن، عالمة الأوبئة لدى جامعة سايمون فريزر، قولها إن "سلالة (أوميكرون) عثر عليها في بلدان خارج المنطقة المستهدفة من حظر السفر. إن الأمر مجرد وقت قبل أن تظهر في كندا"، مشيرة إلى أن قرار حظر السفر، يخاطر بتثبيط الشفافية في المستقبل.

وجاءت تعليقات العالمة الكندية قبل أن تعلن سلطات الصحة في كندا ثبوت إصابتين بالمتحورة الجديدة لشخصين من مدينة أوتاوا بمقاطعة أونتاريو، سافرا أخيراً إلى نيجيريا.

وغرد مادهوكار باي، متخصص الصحة العالمية لدى مدرسة ماكجيل للسكان والصحة العالمية في مونتريال بمقاطعة كيبيك، بأن تعامل دول العالم مع سلالة "أوميكرون" درس على ما يجب ألا تفعله في التعامل مع الأوبئة، منتقداً حالة الذعر العالمي بشأن السلالة الجديدة، التي لم يتم التعرف على خصائصها بعد، و"معاقبة الدول التي أبلغت عما لديها من إصابات، بينما لا أحد يشعر بالذعر لعدم تمكن ما يزيد على 3 مليارات شخص من الوصول للقاحات والاختبارات والعلاج".

المزيد من صحة