Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تبحث عن موطئ قدم في الساحل الأفريقي بمساعدة موريتانية

ملفا الأمن والحرب على الإرهاب استحوذا على محاور زيارة الوفد الأميركي إلى نواكشوط

وفد أميركي يشيد بتجربة موريتانيا في مكافحة الإرهاب  (سفارة واشنطن في نواكشوط)

لفتت زيارة جوناتان فاينر، النائب الرئيس لمستشار الأمن القومي بواشنطن، إلى نواكشوط أنظار المراقبين للدور الذي توليه إدارة بايدن لموريتانيا في تعزيز وجودها بمنطقة الساحل الأفريقي. والزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤولين أميركيين بهذا الحجم، ودفعت الموريتانيين إلى التساؤل عن طبيعة مستقبل العلاقة بين البلدين.

حضور طاغٍ للأمن والإرهاب

استحوذ ملفا الأمن والحرب على الإرهاب على محاور لقاءات الوفد الأميركي التي عقدها مع السلطات الموريتانية، حيث أكد فاينر في تصريحات أمام وسائل الإعلام الموريتانية، "أن الوضع الأمني في الساحل يمثل أولوية مشتركة للبلدين"، وأشار إلى "أن موريتانيا بصفتها مضيفة للأمانة التنفيذية لمجموعة دول الخمس بالساحل، تلعب دوراً رئيساً في كيفية تعامل دول مجموعة الساحل الأخرى مع التهديدات الإقليمية".

وقال المسؤول الأميركي، "إن نهج موريتانيا في الحرب على الإرهاب جدير بالثناء"، مشيراً إلى أنه "لا يعالج التهديد الأمني فحسب، بل الاحتياجات السياسية والاقتصادية والتنموية الأساسية التي إن تم تجاهلها يمكن أن تهدد استقرار وأمن أي بلد". وأضاف فاينر، أنهم "يفخرون بدعمهم المتواصل للدول الأعضاء في مجموعة الخمس بالساحل على صعيد ثنائي لمساعدتها في التعامل مع التهديدات الإرهابية المستمرة في المنطقة".

الطريق إلى الساحل الأفريقي

تحتل موريتانيا مكانة خاصة في تجمع دول الساحل الخمس، التي تأسست في العاصمة نواكشوط قبل سبع سنوات، وتستضيف مقر أمانتها التنفيذية لمجموعة دول الخمس بالساحل، كما تستضيف كلية عسكرية للدفاع تكون ضباط دول المجموعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى الصحافي الربيع ادوم، المهتم بقضايا الأمن في منطقة الساحل، "أن الأميركيين ينظرون إلى الجيش الموريتاني بوصفه شريكاً مهماً بالساحل في ظل التراجع الفرنسي؛ وفي الوقت نفسه تزايد الاهتمام الأميركي بدول الساحل الأفريقي لقطع الطريق على الصين وروسيا. في هذا الوضع تعتبر موريتانيا محطة مهمة في رحلة واشنطن لوضع قدم في الساحل".

ثناء أميركي

التعامل الموريتاني مع الحركات المتطرفة التي نشطت في البلاد قبل عقد من الزمن؛ كان محط تقدير واشنطن، بحسب تصريحات فاينر، ويرى الخبير في القضايا الأفريقية، إسماعيل الشيخ سيديا، الذي يرى أن "موريتانيا تحاورت بشكل جاد مع حَملة السلاح من أصحاب الفكر السلفي المتطرف المقبوض عليهم، وبالتالي استطاعت أن تُبعد شبح التطرف عنهم، لكنها أيضاً حازمة وحاسمة في التعامل مع هذا الفكر، حتى لا يؤثر في صفوف الشباب". يضيف أن "موريتانيا تحظى باحترام كبير لدى أميركا؛ ويظهر ذلك من خلال البرنامج التفضيلي لواشنطن؛ كما تُمثل خصوصية لديها باعتبارها الدولة العربية الوحيدة في تجمع دول الساحل، كما أنها تشترك بحدود مع دولة مالي التي تُشكل جذور المعضلات في منطقة الساحل منذ انقلاب 2013".

الخصوصية الموريتانية

أعطت الجغرافيا لموريتانيا ميزات مكنتها من لعب أدوار مهمة في دول أفريقيا جنوب الصحراء، كما منحها الاستقرار السياسي مقارنة بدول الجوار الأفريقي المضطرب فرصة لتكون وجهة أميركا الطامحة لموطئ قدم في دول جنوب الصحراء، التي تُمثل تحدياً أمنياً كبيراً للقوى العظمى في العالم.

ويذهب الصحافي الموريتاني الربيع ادوم إلى القول، إن "موريتانيا التي حقق جيشها قفزة مهمة في العقد الأخير؛ والبلد المستقر سياسياً على خلاف بقية نظائره في الساحل تعتبر ورقة مهمة بالنسبة إلى الأميركيين. كما أن الدعم العسكري واللوجيستي والشراكة الاستراتيجية مع واشنطن تعتبر غاية موريتانية في ظل الوضع المتوتر بالمنطقة".

لقاءات رفيعة المستوى

حظي الوفد الأميركي برئاسة جوناتان فاينر، النائب الرئيس لمستشار الأمن القومي بالولايات المتحدة الأميركية، وشخصيات أمنية ذات ثقل سياسي باستقبالات رفيعة المستوى، إذ اجتمع بالرئيس الموريتاني ووزيره الأول، كما نظم لقاءً مع وزير الخارجية الموريتاني، وزار الوفد كلية الدفاع لدول مجموعة الساحل الأفريقي في إشارة إلى الدور الأمني والعسكري. وشكلت هذه الزيارة المحطة الثالثة؛ ضمن جولة أفريقية قادت المسؤول الأميركي إلى كل من نيجيريا وأفريقيا الاستوائية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات