Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علاقة السعودية بالحريري مدار حملات إعلامية في لبنان

قيادي في تيار المستقبل: "رئيس الوزراء الأسبق يكن كل الاحترام للمملكة وحكامها" 

الأمير محمد بن سلمان وسعد الحريري في آخر لقاء لهما في الرياض خلال مناسبة اقتصادية (مبادرة مستقبل الاستثمار)

لا تزال العلاقة بين السعودية ورئيس الحكومة اللبناني الأسبق سعد الحريري محور نقاشات وتحليلات واسعة على الساحة الداخلية اللبنانية. ومنذ التسوية الرئاسية اللبنانية في عام 2016، والتي على أساسها وصل ميشال عون إلى سدة الرئاسة، مقابل تولي الحريري رئاسة الحكومة، بدأت الأحاديث تتزايد حول مدى قبول الرياض لهذه الخطوة التي أقدم عليها حليفها، حيث يرى متابعون أن السعودية استشعرت مسبقاً من تلك التسوية هيمنة "حزب الله" على مفاصل القرار في البلاد.

وفي هذا السياق نفى المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في بيان معلومات أوردها موقع "ليبانون ديبايت"، باسم "المحرر السياسي"، وتحت عنوان "الحريري ناقم على بن سلمان: قرر تدميري ونجح"، مؤكداً أن "كل ما ورد في المقال المذكور هو غير صحيح، وعبارة عن جملة من الأكاذيب، وهو من نسج خيال من يختبئ خلف اسم "المحرر السياسي" في إطار الحملات المبرمجة التي تستهدف الحريري".

ووفق المقال، فإن الحريري يبدي قلقه الشديد على مستقبله ومستقبل تياره السياسي، بسبب سوء علاقته بالرياض، مضيفاً أن "الحريري يشتكي من عدم تمكنه من الاستحصال على أي مال سياسي خليجي هو بحاجة ماسة له لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في ظل أوضاعه المادية المتردية وتوقف أعماله".

ويضيف المقال أن رئيس "تيار المستقبل" قلق جداً من نتائج الانتخابات النيابية المقبلة، بخاصة في الشمال، ويعمل جاهداً على إقناع بعض المرشحين، خصوصاً في عكار، للانضمام إلى لائحته، وأنه يعاني أيضاً مشكلة التحالفات، "التي هو بأمسّ الحاجة إليها في بعض المناطق، حيث من غير الممكن أن يجد حليفاً له فيها، بخاصة بعد المعارك العشوائية غير المجدية سياسياً التي خاضها في الآونة الأخيرة".

قرار كبير 

وإيضاحاً لبيان الرد، أكد مصدر قيادي في تيار المستقبل لـ"اندبندنت عربية"، أن هناك حملة إعلامية أبطالها من إعلاميين وسياسيين حاقدين على الرئيس الحريري، ويحاولون استهدافه بشتى الوسائل الممكنة، ولا سيما من بوابة علاقته مع الرياض، مشدداً على أن الحريري يكن كل الاحترام والتقدير للسعودية وللملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

واعتبر أن ما جاء في المقال ليس سوى استكمال لمحاولات الابتزاز السياسي التي عكسها تصريح الوزير السابق وئام وهاب، بأن "هناك قراراً بإقفال بيت رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والموضوع اتخذ من مكان كبير"، مضيفاً أن هناك إشاعات كثيرة يتعرض لها تيار المستقبل أخيراً من ضمنها ما نقل عن مفاوضات مع "حزب الله" حول إمكان التحالف بالانتخابات النيابية المقبلة.

ونفى كل ما يحكى عن انشقاقات داخل تيار المستقبل، مؤكداً أن الحريري كان أول من لاقى مطالب الشارع المنتفض في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، واستقال من الحكومة، كاشفاً عن أن التيار يستكمل "الثورة" الداخلية بتقديم مرشحين يحاكون تطلعات الشارع، وأن الرأي العام اللبناني وحده من يقرر مستقبل الحريري وتياره، مبدياً ثقته بالشارع الذي سيجدد وفاءه لمسيرة رفيق الحريري، وفق تعبيره.

الأبواب مغلقة

في المقابل، رد ناشر موقع "ليبانون ديبايت" الصحافي ميشال قنبور، على رد الحريري، وقال لـ"اندبندنت عربية"، إنه "لم يعد خافياً التوتر بالعلاقة بين المملكة العربية السعودية، وذلك لأسباب باتت معروفة منذ سنوات عدة"، معتبراً أن هذه العلاقة لا تتوقف عند مقال أو معلومة منشورة لتزيد من حدة التوتر بين الطرفين، بخاصة بعد أن تجلت على أرض الواقع، خلال فترة تولي الحريري مهمة تأليف الحكومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مواجهة "حزب الله"

وبرأي قنبور فإن التوتر في العلاقة بين السعودية والحريري، جاء نتيجة اختلاف وجهات النظر لكيفية مواجهة سيطرة "حزب الله" بالكامل على الدولة اللبنانية، وعلى كامل مفاصل الرئاسات الثلاث، أي رئاسة الجمهورية، والحكومة، والمجلس النيابي، ما أدى إلى وصول لبنان لهذه المرحلة الصعبة من الانهيار الاقتصادي والهيمنة الإيرانية.

اللقاء الأخير

وكان آخر لقاء رسمي بين سعد الحريري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد عقد في 24 من أكتوبر (تشرين الأول) 2018 في الرياض، بعد أن حل الحريري ضيفاً على أحد جلسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بجوار محمد بن سلمان وقيادات آخرين، وبدت العلاقة في حينها ودية للغاية، إذ سخر المسؤولان من الشائعات التي راجت قبلها بعام، والتي قالت إن الحريري قد احتجز في الرياض.

وقال ولي العهد "دولة الرئيس سعد سيكون ليومين في السعودية، فأرجوا أن لا تخرج إشاعات إنه مختطف"، ليرد الحريري مازحاً "بكامل حريتي".

هذه الودية تمتد لجميع الخطابات الرسمية بين البلدين، ففي إطلالة سعد الحريري الأخيرة التي أعقبت اعتذاره عن تأليف الحكومة، قال "لحم كتافي من السعودية"، مؤكداً أن سبب التعثر يعود إلى الرئيس ميشال عون المتحالف مع "حزب الله".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير