Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خلاف موراي وليو دليل على أن الأبطال المحبوبين ليسوا لطيفين

أصبح نجم فيلم "عيد خنزير الأرض" رمزا أسطوريا لهوس الجمهور رغم اشتباكه مع العديد من زملائه النجوم. إننا نلحق الضرر برجل محير ورائع بتجاهلنا للخلافات

لم ينكر موراي أبداً بشكل صريح حدوث المشادة مع ليو (غيتي)

لفترة طويلة، كان بيل موراي محبوب الجميع. كان هذا هو الرجل الذي أشعل حفلة طلابية في اسكتلندا بموسيقى الروك، ثم قام بغسل الأطباق، الذي اصطدم بعربة غولف مسروقة في ستوكهولم عندما كان ثملاً، الذي سرق البطاطس المقلية من أطباق الغرباء وهو يقول لهم: "لن يصدقكم أحد أبداً". لقد كان المعادل البشري لطبق شهي يتم تقديمه في حفلة، من ذا الذي سيرفضه؟ لكن بقدر ما نحب الاستمتاع بالأفعال المعروفة عن بيل موراي، فإن بعض الذين عملوا معه كانوا في مواجهة رجل مختلف تماماً.

هناك عدد من الأشخاص الذين دخلوا في مشاحنات مع موراي يكفي لملء مجلد: لوسي ليو، ريتشارد دريفوس، أنجيليكا هاستون، شون يونغ، الراحل العظيم هارولد راميس. يصعب العمل مع موراي للغاية لدرجة أن دان آيكرويد، كاتب ونجم فيلم "صائدو الأشباح" Ghostbusters لقبه بـ"موراي الهائج كالإعصار". يقال إنه يميل للمرور في تقلبات مزاجية عنيفة لدرجة أنه من المستحيل في بعض الأحيان العمل معه في مشهد واحد. كل ما ورد، يضع أولئك الذين يحبون عمله في مأزق بعض الشيء: هل لا يزال من المقبول إضفاء هالة من الكمال على نجم سينمائي لا يطيقه كثير من الناس؟

في الأشهر الأخيرة، عادت واحدة من أكثر نزاعات موراي شهرة إلى الظهور مرة أخرى، حيث ناقش كل من ليو ودرو باريمور السلوك السيئ المزعوم للممثل أثناء تصوير فيلم "ملائكة تشارلي" Charlie’s Angels (الصادر عام 2000)، الفيلم المقتبس من مسلسل تلفزيوني كلاسيكي يحمل العنوان نفسه، ويتبع أسلوب الفن التجريبي بطريقة خفية. لعب موراي دور "بوسلي"، الوسيط الغاضب الذي يربط بين تشارلي، مالك وكالة مباحث، وعميلاته الجميلات (الملائكة) اللاتي يحاربن الجريمة (ليو، باريمور، وكاميرون دياز). إذا تساءلتم يوماً عن سبب عدم عودة موراي للمشاركة في فيلم التكملة الصادر عام 2003 تحت عنوان "خنق كامل" Full Throttle - حيث تم استبداله بـبيرني ماك- فربما كان ذلك بسبب خلافاته مع ليو خلال تصوير الفيلم الأول.

في شهر يوليو (تموز) قالت ليو لمدونة "إيجن إينف" الصوتية إن موراي راح "ينهال عليها بالشتائم" أثناء تصوير أحد المشاهد. مضيفة: "كانت بعض مفرداته معيبة وغير مقبولة، وما كنت لأتقبلها وأنا مكتوفة اليدين... لذا، نعم، لقد دافعت عن نفسي، ولست نادمة على ذلك. لأنه وبغض النظر عن مدى انخفاض موقعك في التراتبية المهنية أو المكان الذي تأتي منه، لا داعي للتنازل ولا للتعامل باستعلاء مع الآخرين، لن أتعامل بفوقية مع أحد وما كان علي فعل ذلك حينها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعمت باريمور زعم ليو في برنامجها الحواري الذي تقدمه عبر شبكة "سي بي أس" الأميركية، وقالت: "ما حدث حقاً هو أن بيل قد حضر للتو وهو في مزاج سيئ - كما تعلمون، قد يكون الكوميديون سوداويين قليلاً في بعض الأحيان. ما يجب أن تعرفوه هو كم دافعت لوسي عن نفسها وأن ما فعلته كان تصرفاً رائعاً نجم عن وضع مؤسف. لقد قالت حرفياً ’أنا لا أقبل هذا السلوك منك’. لقد دعمناها جميعاً وأيدناها وتجاوزنا الموقف".

لم ينكر موراي أبداً بشكل صريح حدوث المشادة- كما أنه لم يعلق أبداً على ادعاء ماك جي، مخرج "ملائكة تشارلي"، بأنه نطحه برأسه في موقع التصوير - لكنه أخبر صحيفة "صنداي تايمز" في عام 2009 أنه سيكون سعيداً "بطرد أي شخص يعمل معه بشكل نهائي إذا كان غير مهني"، مضيفاً: "عندما تكون علاقتنا مهنية، وأنت لا تلتزم بذلك، فانس الأمر".

من الجوانب الأكثر إيلاماً لهذه الحكايات عن الصراعات في الكواليس، هي أن حضور موراي رائع جداً كنجم سينمائي. في أفلام مثل "صائدو الأشباح" و"عيد خنزير الأرض" Groundhog Day و"فُقد أثناء الترجمة" Lost in Translation ، إنه قادر على أن يكون ماكراً وسريع الغضب ولكن قريباً من القلب أيضاً. تنتابكم رغبة في عناقه أو اصطحابه معكم إلى المنزل بعد انتهاء الفيلم. يعود هذا جزئياً إلى لمسة المخرج ويس أندرسون أيضاً. بفضل أدوار موراي في أعمال مثل "ذا رويال تينينبوم" The Royal Tenenbaums ، "الحياة تحت الماء مع ستيف سيزو" The Life Aquatic with Steve Zissou، وغيرهما من أفلام أندرسون، يجسد النجم شخصيات تحمل طابع تلك الموجودة في قصص الأطفال المصورة - رجل خير بائس، يظهر في حفلات لم يُدع لحضورها كي يجعل الجميع يعيشون قصة لا تنسى، سيقومون بسردها مرة تلو الأخرى مدى الحياة.

حقيقة، إنه لا يتلاءم في الواقع مع تلك الشخصيات الخيالية الغارقة في الطيبة- وأنه قد يتعامل بصفاقة تامة مع الأشخاص الذين لا يستسيغون هذا النوع من المعاملة- يفضح مخاطر معاملة المشاهير على أنهم أبطال. كي نرسم تلك الصورة البطولية لـ موراي، كان علينا تشذيب جوانب عدة من شخصيته، أو التظاهر بأنها غير موجودة. ومن خلال القيام بذلك، نخلق انطباعاً غير دقيق ورجعي قليلاً عنه، ونقلل من قيمة تجارب أولئك الذين واجهوا صعوبات خلال العمل معه.

ما زال بإمكان الجميع أن يحبوا بيل موراي. رؤيته يقوم بتصرفات ويقدم أداء لا يشبه أي شخص آخر في هوليوود تبعث على البهجة دائماً. أداؤه على الشاشة متفرد ومتجرد بدرجة لا تحتمل في العادة، لكنه مقبول بالنسبة لـ موراي بطريقة ما. إلا أنه يعد من الظلم بالنسبة له ولأشخاص مثل ليو عدم الاعتراف بالصورة الكاملة للرجل، لذلك الشخص المضحك والرائع وغير المعصوم عن الخطأ أيضاً. يقولون، لا تلتقِ أبداً بمن تعتبرهم أبطالاً، لكن الحقيقة معقدة قليلاً في الواقع: قابلهم، بالتأكيد، لكن لا تفترض أبداً أنهم سيرتقون إلى المستوى الذي نطالبهم به.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات