Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خارجية إيران: لا نملك شروطا مسبقة للتفاوض مع السعودية

كان وزير خارجية الرياض قد أكد أن بلاده عقدت 4 جولات محادثات في بغداد

تخوض السعودية وإيران مباحثات لاستعادة العلاقة المقطوعة منذ أعوام في العاصمة العراقية (غيتي)

بعد يوم من تصريح مسؤول سعودي حول سير المفاوضات بين بلاده وإيران، قال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن المحادثات بين الدولتين مستمرة على أفضل وجه.

وأضاف زاده، "المحادثات مع الرياض تضمنت قضايا وملفات إقليمية"، مؤكداً ألا شروط مسبقة لدى بلاده في هذا الخصوص.

ولفت المسؤول الإيراني أن بغداد لا تزال تحتضن المفاوضات، وأن طهران تحاول استئناف العلاقات من خلال الوصول لاتفاق مع جارتها في الضفة الأخرى من الخليج.

ونفى المتحدث ما أشيع خلال الأيام الماضية عن زيارة وفد سعودي إلى العاصمة الإيرانية لمناقشة إعادة فتح السفارة.

4 جولات

وكان وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، قد أكد أمس الأحد، الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) عن أن بلاده عقدت جولة رابعة من المحادثات مع إيران، معرباً عن أمله بأن تضع المفاوضات التي وصفها بـ "الاستكشافية" أساساً لحل الخلافات العالقة بين البلدين.

وقال الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مع ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في العاصمة الرياض، إن الجولة الرابعة من المحادثات مع الجانب الإيراني جرت يوم 21 سبتمبر (أيلول) الماضي من دون أن يحدد البلد الذي احتضنها.

محادثات بغداد

وتأتي تصريحات وزير الخارجية السعودي بعد أسبوع تقريباً من حديث مسؤوليْن عراقيين لـ "أسوشييتد برس" قالا إن ممثلين من السعودية وإيران عقدا جولة جديدة من محادثاتهما في بغداد، وهو الاجتماع الأول بين الخصمين الإقليميين منذ تولي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي منصبه في أغسطس (آب) الماضي.

وكشف مسؤول عراقي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته عن أن الاجتماع الذي عقد في سبتمبر الماضي، ناقش القضايا العالقة بين الرياض وطهران، وفق خريطة طريق متفق عليها مسبقاً بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي، مشيراً إلى أن الاجتماع لم يكن على المستوى الوزاري لكن المحادثات كانت "إيجابية" على حد وصفه.

ويلعب العراق منذ انطلاق المحادثات بين السعودية وإيران في أوائل أبريل (نيسان) الماضي، دور الوسيط بين الخصمين الإقليميين، وعقدت منذ ذلك الحين جولات عدة من المفاوضات التي تتزامن مع محادثات فيينا التي تسعى الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية من خلالها إلى إعادة طهران للامتثال إلى بنود الاتفاق النووي.

وعزز العراق دوره كوسيط بعد استضافته الشهر الماضي مؤتمراً إقليمياً جمع رؤساء دول عربية ومسؤولين بمن فيهم وزيرا خارجية السعودية وإيران بهدف تخفيف التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

"دولة جارة"

وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2016 بعد الهجوم على سفارتها في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، إلا أن الأشهر القليلة الماضية شهدت خطوات دبلوماسية نادرة من الجانبين لحل الخلافات بين الخصمين الإقليميين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم تقتصر التصريحات السعودية حول المحادثات مع إيران على المستوى الوزاري، إذ وصف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الشهر الماضي إيران بـ "الدولة الجارة"، معرباً عن أمله بأن تؤدي المحادثات مع طهران إلى "نتائج ملموسة لبناء الثقة والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

وأكد الملك سلمان خلال كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحد بأن السعودية "تحتفظ بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية"، مشدداً دعم الرياض للجهود الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

لقاء نيويورك

وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية، الشهر الماضي، أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان التقى في نيويورك مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى، في سياق خطابات التقارب التي يلقيها الجاران على ضفاف الخليج بين الحين والآخر.

وأوضحت الوكالة الإيرانية أن اللقاء عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وحضره ووزراء خارجية وممثلون لدول بينها السعودية وإيران والكويت وقطر ومصر والأردن وتركيا وفرنسا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وفيما لم يتضح بعد مدى التقدم إن وجد بعيد الاجتماع السعودي – الإيراني الأول منذ صعود الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي للسلطة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الشهر الماضي، إن المحادثات حققت "تقدماً جاداً" بشأن أمن الخليج، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وأشار خطيب زاده إلى أن الطرفين أجريا محادثات "جيدة" بشأن العلاقات الثنائية المقطوعة بينهما منذ أكثر من خمسة أعوام، مؤكداً بأن التقدم حول أمن منطقة الخليج العربي كان "جاداً للغاية"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

محادثات أبريل

وكان مسؤولون سعوديون وإيرانيون أجروا جولات من المحادثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشف عنها للمرة الأولى في أبريل (نيسان) الماضي، فيما يعد أبرز تواصل مباشر بينهما منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في يناير (كانون الثاني) 2016.

وتعد السعودية وإيران أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات المنطقة ومن أبرزها النزاع في اليمن، إذ تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، فيما صرح مسؤولون في الحكومة الإيرانية بوجود دعم إيراني للحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، على الرغم من نفي الخارجية.

وتشترط الرياض تغييراً في سلوك طهران، كما ورد في تصريح سابق لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عندما قال "نريد من إيران وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وسلوكها العدواني، وعند استعدادها لذلك فإن الأبواب ستفتح ليس للتقارب وحسب، بل حتى للشراكة".

وأضاف في مقابلة بثتها شبكة "سي أن أن"، "إذا كانت إيران على استعداد لمعاملة دول المنطقة باحترام ومحاولة تعزيز نفوذها من خلال القنوات الطبيعية والنشاط بين الدول، فأعتقد أنه شيء يمكننا أن نأمله ونود رؤيته، لأنه في النهاية إيران جزء من المنطقة وستبقى جزءاً منها".

المزيد من الشرق الأوسط