Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد الالتفاف على "اتفاق الحديدة"... الحكومة اليمنية تهاجم المبعوث الأممي

المتحدث الرسمي: لم يعد نزيهاً... ويسعى لـ"شرعنة الحوثيين" عبر مظلة دولية

مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث (رويترز)

توالت ردود أفعال الحكومة اليمنية، تجاه ما تضمنته الإحاطة التي تقدم بها المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة حول اليمن، التي عقدت الأربعاء، 15 مايو (أيار) الجاري، بعد أن وصفته بـ"غير النزيه" عقب إعلانه انسحاب أحادي الجانب لجماعة الحوثي من موانئ الحديدة بناء على اتفاق ستوكهولم.

واتهمت الحكومة اليمنية، على لسان المتحدث الرسمي باسمها، راجح بادي، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بأنه "لم يعد نزيهاً في أداء المهمة الموكلة إليه، وفقاً للقرارات الدولية"، حسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".

وتوصلت الحكومة والحوثيون في ديسمبر الماضي (كانون الأول) إلى اتفاق في السويد، برعاية الأمم المتحدة، لمعالجة ملفات عديدة، بينها محافظة الحديدة وموانئها، وتنص أبرز بنوده على "انسحاب جماعة الحوثي من المدينة وموانئها"، غير أن الحكومة اتهمت الحوثيين بالالتفاف عليه عبر "تسليم مسؤولية ميناء الحديدة إلى قوات موالية لها"، خلافاً لما نص عليه الاتفاق، الذي تم برعاية الأمم المتحدة.

اتهام مباشر للمرة الأولى
ويأتي هذا التصعيد الحاد في لهجة الحكومة اليمنية ضد البريطاني غريفيث، للمرة الأولى، عقب الإحاطة التي تقدم بها الأخير لمجلس الأمن الدولي، واتهمته مباشرة بأنه "انحرف عن مسار المهمة الموكلة إليه في اليمن، وأنه لم يعد يعمل على تطبيق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية".

سبق ذلك تصريح لوزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، الذي انتقد إحاطة المبعوث الأممي، التي أدلى بها نهاية الأسبوع الماضي، قائلاً إنه "لم يأت بجديد، ولم يكن فيها شيء يُذكر أو لافت عن الوضع الحالي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما اتهم رئيس الفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، اللواء صغير بن عزيز، المبعوث الأممي بـ"السعي لإنقاذ الحوثيين، ومحاولة فرضهم على الشعب اليمني، وشرعنة وجودهم بكل وسيلة عبر المظلة الدولية".

وأضاف عزيز، في تغريدات نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "غريفيث رأى أن الحفاظ على موقعه أهم من الحفاظ على حياة ملايين اليمنيين، الذين تشير إليهم تقاريره في كل إحاطة"، في إشارة إلى المزايا المادية، التي يتلقاها غريفيث في مهمته بغض النظر عن الحلول المنفذة على الأرض.

ولم تتوقف ردود الفعل الحكومية "الغاضبة" من غريفيث عند هذا الحد، إذ شنَّ عضو وفدها التفاوضي في مفاوضات ستوكهولم، التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) 2018، دون إحراز أي تقدم، العميد عسكر زعيل، هجوماً لاذعاً على المبعوث الأممي، واتهمه بـ"عدم النزاهة".

وقال زعيل، في تغريدة له على "تويتر"، إن "‏المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لم يعد وسيطاً نزيهاً، وقد تجاوز حدوده أكثر من اللازم".

وأضاف "يعمل غريفيث بشكل مخالف لمهامه كمبعوث العام للأمم المتحدة إلى اليمن مع الأطراف اليمنية لمناقشة تنفيذ البنود الاقتصادية لاتفاق الحديدة، الذي أبرم في السويد، لكن الاجتماع فشل بسبب مساعٍ من المبعوث الأممي نحو تغيير الاجتماع من مناقشة إيرادات موانئ الحديدة إلى شرعنة الانسحاب الحوثي الشكلي من موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف".

الموقف البريطاني منسجم مع غريفيث
يقول الدكتور فيصل علي، رئيس مركز "يمنيون للدراسات"، إن "الموقف البريطاني المنسجم مع المبعوث الأممي البريطاني غريفيث ليس غريباً، بل ومتوقعاً، إذ إن الشرعية بكل مكوناتها وحكوماتها المتعاقبة وخارجيتها لم تستطع تسويق مخرجات الحوار الوطني الشامل، وأبرزها مشروع الفيدرالية الذي تعرّفه الشرعية باليمن الاتحادي".

وأضاف خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية"، "بريطانيا الحالية هي وريثة الاحتلال البريطاني، الذي غيّر خريطة اليمن، وأسهم في تغيير خرائط المنطقة في سايكس بيكو 1916، وخريطة اليمن التاريخية في العهد العثماني تم التلاعب بها، وتمت قسمة الخريطة على اثنين، هما نظام الإمامة العميل للإنجليز في صنعاء، والاحتلال في عدن، وتغيرت خريطة اليمن في عام 1990 بإعلان دولة الوحدة، فكان الرد البريطاني في إعلان الانفصال عام 1994، وخابت آمال بريطانيا منذ تلك المرحلة، واليوم تريد بريطانيا عبر أدواتها الجديدة إعادة فرض تشطير اليمن الواحد".

وتابع قائلاً "منذ البداية حذرنا، ومعنا غيرنا، من ركاكة أداء وفد الشرعية في ستوكهولم، فبدلاً من إرسال وفد على قدر من المسؤولية تم إرسال موظفين يبحثون عن بدل سفر، ولم يكونوا مدركين على ماذا وقّعوا حينها، وما يجري في الحديدة وفي إحاطة غريفيث المقدمة لمجلس الأمن دليل على ذلك".

واستطرد "تذمر النخب اليمنية من غريفيث لا يعني أن هادي وحكومته وخارجيته متذمرون، والدليل أنه لم يصدر إلى الآن بيان رسمي يفند الإحاطة الأممية، عدا بيان مهزوز، وعلى استحياء نسب إلى الناطق باسم الحكومة دون ذكر اسمه".

ويرى علي، أن "المطالبة بإقالة المبعوث الأممي من منصبه، خطوة صحيحة ومطالبة بريطانيا بكف الأذى وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، لكن هذا الموقف سيتطلب دعماً كبيراً من التحالف العربي لهادي وشرعيته، ولا أظنهم سيفعلون ذلك".

فقدان الثقة في الدول الكبرى
أمَّا الباحث السياسي ثابت الأحمدي، فيرى أن "الشعوب اليوم لم تعد تثق بالمجتمع الدولي، ولا بالدول الكبرى اللاعبة الرئيسية في القضايا الكبرى".

وقال الأحمدي، إن "من يتابع حجم وكم النكات الشعبية تجاه مارتن غيريفت يدرك مدى سخرية الشعب من هذا التعاطي السياسي المفضوح، ويدرك من ناحية ثانية أيضاً وعي الشعوب في قاعها الاجتماعي، ومستوى النضج السياسي أيضاً".

واختتم بقوله "غريفيث لم يأت ليسهم في حل تعقيدات المشهد اليمني القائم، بل جاء ليساند الحوثيين بكل وضوح".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي