Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطاب الصدر... بوصلة لفهم اتجاه الأحداث السياسية في العراق؟

زعيم التيار الصدري يلوّح بالشارع للرد على محاولات توريط بلاده في الحرب بين واشنطن وطهران الخصمين التاريخيين

مناصرو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال تجمع حاشد بعد صلاة الجمعة في مدينة الصدر في بغداد (أ.ب)

أيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، موقف الحياد الإيجابي الذي تبنته الحكومة العراقية في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، لكنه لمّح بشكل غير مباشر إلى أن حلفاء طهران في بغداد ربما يورطون بلادهم في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.

أكبر كتلة برلمانية

يرعى الصدر أكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب العراقي، وهو من بين الزعماء العراقيين القلائل الذين يحظون بتأييد شعبي جارف لجهة التأثير الشخصي، لا السياسي أو الحزبي. ولعب الصدر دوراً بارزاً في إيصال عادل عبد المهدي إلى منصب رئيس الوزراء، وساهم في اختيار جزء مهم من أعضاء حكومته.

وتشكل مواقف الصدر، بوصلة لفهم اتجاه الأحداث السياسية في العراق. ففي أول تعليق له على الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، التي تضم مبنى السفارة الأميركية، مساء الأحد 19 مايو (أيار)، حذّر الصدر من تبعات اندلاع الحرب بين الولايات المتحدة وإيران على العراق.

مهاجمة السفارة الأميركية يورط العراق

كان واضحاً أن الصدر يعتبر سقوط صاروخ قرب السفارة الأميركية في بغداد، بمثابة "تأجيج" للحرب بين إيران والولايات المتحدة، ما يهدد بـ "زج العراق في هذه الحرب، وجعله ساحة للصراع الإيراني - الأميركي".

وجاء حديث الصدر، إثر مجموعة بيانات صدرت تعليقاً على الهجوم الصاروخي في بغداد، وجه خلالها زعماء جماعات عراقية مقاتلة قريبة من إيران، إتهاماً صريحاً لإسرائيل بتدبير العملية، ما أثار سخرية المتابعين.

إحذروا معاداة الشعب

بالنسبة إلى الصدر، فإن "أي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة سيكون عدواً للشعب العراقي"، ودعا "الشعب العراقي إلى رفع صوته في وجه الحرب وزج العراق فيها".

ويعتقد كثيرون أن الصدر وجه رسالة صريحة لزعماء الميليشيات العراقية الموالية لإيران، محذراً إياهم من توريط العراق في حرب بين الولايات المتحدة وإيران،

ملوّحاً بعداء الشعب لمن يخطط لتحويل العراق إلى ساحة للصراع بين الخصمَيْن التاريخيَّيْن.

تظاهرات ضد الحرب

لا يستبعد مراقبون أن يدعو الصدر إلى تظاهرات حاشدة قريباً، مستغلاً شعبيته الجارفة، ضد الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، وضد الجهات المتهمة بالسعي إلى توريط العراق فيها.

وقال الصدر "إن لم يقف العراق وقفة جادة، فستكون تلك الحرب نهاية العراق في ما لو دارت رحاها".

ويفرز الصدر أطراف المواجهة، موجهاً خطابه إلى الطرف العراقي الثالث، الذي يلعب دور "الوكيل"، بالقول "يا هذا... لا تؤجج حرباً ستكون أنت حطبها"، مشيراً إلى أن "كلي الطرفين (الولايات المتحدة وإيران) غير مؤهلين لدخول الحرب... بل ولا يريدانها".

أبو الميليشيات

ويحمّل كثيرون الصدر مسؤولية تكاثر الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، بعد انشقاق معظمها من جيش المهدي، الذي أعلن عن تأسيسه أواخر العام 2003، لمواجهة الاحتلال الأميركي في العراق.

وعلى سبيل المثال، انشقت عن جيش المهدي، حركة عصائب أهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي التي شكلت رأس الحربة في مشروع تحويل "الميليشيات العراقية" الموالية لإيران، إلى بديل عن المؤسسة العسكرية الرسمية في العراق.

وقاد هذا الانشقاق، إلى سلسلة انشقاقات أخرى في جيش المهدي، فضلاً عن انشقاقات داخل الجماعات المنشقة عن الصدر أساساً، ما رفع عدد "الميليشيات العراقية" إلى المئات.

أقوى من الحكومة

لكن الصدر، وفقاً للواقع العراقي، هو الوحيد الذي استطاع أن يستخدم مصطلح "الميليشيات" علانية في وصفه المجموعات العراقية الموالية لإيران، تأكيداً لقدرته الفريدة في مواجهتها، وربما دحرها في أي نزاع، قياساً لشعبية وجماهيرية الطرفين.

ويعتقد كثيرون أن الصدر هو الشخصية الوحيدة التي يمكنها أن تفعل ما لا يمكن للحكومة العراقية فعله، في إطار حساسية الوضع، بسبب التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران.

وعلى الرغم من انفتاحه الكبير على العمق العربي للعراق، وتشجيعه رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي والحالي عادل عبد المهدي، على تعزيز علاقات العراق الخارجية، العربية منها والأجنبية، فإن الصدر هو أحد الأعداء العراقيين التقليديين للولايات المتحدة الأميركية، إذ يطالب بالحد من نفوذها في العراق، وترحيل جنودها العسكريين عن البلاد.

المزيد من العالم العربي