Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيضانات السودان تلاحق اللاجئين

نقل الآلاف إلى مخيمات أخرى ولا يزال كثيرون من دون مأوى

تسببت فيضانات السودان هذا العام في مقتل 84 شخصاً وتدمير 40 ألف منزل على نطاق البلاد، وفق السلطات السودانية.

وخلف هذه الحصيلة ثمة مآس كثيرة، فاللاجئون إلى السودان، خصوصاً من جنوب السودان، تضرروا وغرقت مخيماتهم، وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 288 ألف مقيم ولاجئ تأثروا بالأمطار الغزيرة والفيضانات في 13 من ولايات البلاد الـ 18.

وفيما نقل آلاف اللاجئين إلى مخيمات أخرى، لجأ آخرون إلى قرى لم تغمرها المياه، لكن لا يزال كثيرون من دون مأوى.

ويقول إبراهيم محمد، مفوض اللاجئين في السودان، "أصبحوا بلا مأوى، ونواجه تحدياً حقيقياً في إيجاد مناطق جديدة ننقلهم إليها".

وارتفعت الحاجات الإنسانية بشكل كبير وزادت من حدتها الكارثة في جنوب السودان أيضاً، حيث أدت الفيضانات إلى نزوح نحو 426 ألف شخص.

وسجلت، الإثنين 20 سبتمبر (أيلول)، 150 إصابة بالملاريا بين اللاجئين، بينهم أطفال من مخيم القناعة ومخيم القيعة المجاور، بحسب إحصاءات مفوضية اللاجئين في السودان.

كذلك أدت الفيضانات إلى انتشار الناموس، وأظهر عدد من اللاجئين آثار اللسعات على أجسامهم.

وقال أنور أبو شورة، مسؤول مخيم القناعة، "نتوقع كارثة صحية".

ويتابع، "لم يشهد القرويون فيضانات كهذه منذ 40 عاماً".

على قارعة الطريق

لدى وصوله الى السودان ظن داوود كور أنه انتهى من معاناة التشرد في شوارع بلاده نتيجة النزاعات في جنوب السودان المجاور، لكن الفيضانات التي غمرت مخيماً كان يؤويه شردته مجدداً.

وصل كور إلى السودان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومنذ ذلك الوقت يعيش في مخيم القناعة في محلة الجبلين في ولاية النيل الأبيض السودانية جنوب البلاد، الذي يضم نحو 35 ألف نازح.

وبعدما غمرت الفيضانات مخيم القناعة بات كور على قارعة الطريق،

ويقول كور لوكالة الفرنسية، "تدفقت المياه بضغط عال ولم يكن هناك وقت لجمع متعلقاتنا، فحملنا أطفالنا فقط".

ويضيف، "الآن لم يعد لدينا طعام أو أدوية أو أي شيء نواجه به الناموس المنتشر بكثرة، فالمياه وصلت إلى ارتفاع عال وانهار الحاجز خلال يومين وأصبحت المياه محملة بالأوساخ".

ويحاول عدد من اللاجئين استخدام ركام المنازل المحطمة في بناء مساكن جديدة من خلال السباحة في مياه الفيضان الراكدة.

ويقول ديفيد بدي، أحد اللاجئين وهو في وسط المياه، "ليس لدينا طعام أو فراش ننام عليه، نحن نريد بناء سقف فوق رؤوس الأطفال وحسب".

فرص النجاة تبدو ضئيلة

وعبر داركوس مانويل، أحد اللاجئين عن مخاوفه، مؤكداً أن "فرص النجاة تبدو ضئيلة في ظل هذه الظروف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف، "الفيضان جرف طعامنا والناموس يأكل أجساد الأطفال والأمطار تواصل الهطول علينا ونحن نعيش في العراء".

وفي مخيم القيعة المجاور، الذي نقل إليه العديد من اللاجئين المتضررين، أبدت نجوى جيمس قلقاً على منزلها.

وتقول وهي تشير إلى بعض منازل المخيم التي تقترب منها المياه، "نخشى أن يصلنا الفيضان ويغمرنا مثل القناعة".

وتضيف، "الناموس في كل مكان وهناك إصابات عدة".

ويؤكد محمد علي أبو صليب، مسؤول مخيم القيعة، "نقلنا لاجئين من مناطق منخفضة إلى أخرى مرتفعة"، معرباً عن قلقه من الوضع الصحي.

ويضيف، "لكن ما زال معظم اللاجئين في العراء ونتوقع مزيداً من الفيضانات".

حاجز ترابي

وبينما ينشغل اللاجئون بانتشال متعلقاتهم من المياه، حذر عمال الإغاثة من احتمال انتشار الأمراض وسط اللاجئين.

وشاهد صحافي وكالة الصحافة الفرنسية لاجئين يستحمون في مياه الفيضانات الراكدة ويملأون قوارير منها بغرض الشرب، وحاول اللاجئون حماية مساكنهم ببناء حاجز ترابي حولها.

وتهطل أمطار موسمية غزيرة سنوياً في السودان بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول)، مخلفة فيضانات تلحق أضراراً بالممتلكات والبنية التحتية والمحاصيل.

وأكدت الأمم المتحدة أن السودان اضطر العام الماضي إلى إعلان حال الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، بعدما شهد فيضانات هي الأسوأ خلال عقود أدت إلى مقتل 140 شخصاً، فيما تضرر منها 900 ألف آخرون.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي