إنه التاريخ الأكثر حضوراً والأعتى أثراً. وهو الحدث، أو الأحداث الأربعة، الأعلى استدعاء للانتقام وفي أقوال أخرى تعقب الجناة. وهي اللحظات التي حبس خلالها العالم أنفاسه وهو يتابع على الهواء مباشرة كيف سيستيقظ في اليوم التالي ليجد نفسه في عالم آخر يختلف قلباً وقالباً، وتحزبات وتحالفات، وأعداء وأصدقاء عن ذلك الذي كان قبل 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.
هذا اليوم المشهود الذي تعكرت فيه سماء نيويورك بغبار ولهب وشرر اصطدام طائرتين ببرجي مركز التجارة العالمي، وبغتت واشنطن بارتطام ثلاثة بالبنتاغون، وكانت بنسلفاينا أوفر حظاً حيث اكتفت رابعة بالتحطم، تعود ذكراه العشرين اليوم بما لم تعد به من قبل.
أبو زيد وغزوته
هذا العام، ليس كمثله عام بين الأعوام العشرين الماضية. فالحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة الأميركية عقب الحوادث الأربعة المزلزلة لكيانها وكيان العالم والتي استمرت على مدار عقدين كاملين انتهت ولسان حالها "وكأنك يا أبا زيد ما غزيت".
الغزو الذي بدأت خطواته بعد سويعات من الحوادث الأربعة المزلزلة كان الأسرع في التاريخ. لكن كذلك كان الانسحاب بعد 20 عاماً. فبينما الولايات المتحدة الأميركية ومعها دول الكوكب ما زالت في صدمتها العنيفة، ومليارات البشر مثبتون أمام شاشات التلفزيون، خرج المسؤولون الأميركيون ليعلنوا أن زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن هو المسؤول عما جرى.
واليوم يتذكر من كانوا مثبتين أمام الشاشات متابعين للأحداث الأربعة المزلزلة كلمات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، التي يعتبرها البعض إشارة البدء لـ"نظام عالمي جديد" نتجرع مذاقاته اليوم. "قال بوش أمام الكونغرس: حربنا ضد الإرهاب تبدأ مع تنظيم القاعدة، ولن تنتهي عنده. على الأميركيين ألا يتوقعوا معركة واحدة، بل حملة لم يسبق لها مثيل". ثم قال كلماته الشهيرة "إذا أرادت دول العالم أن تحارب الإرهاب فعليها أن تفعل شيئاً. فهي إما معنا أو ضدنا".
النظام العالمي الجديد
ورغم أن البعض يختلف في تأريخ "النظام العالمي الجديد" حيث يتنازعه من يقول، إن جورج بوش الأب هو من أسس له على أطلال الاتحاد السوفياتي السابق خائضاً حرب تحرير الكويت وبعدها أعين مسلطة على الخطوة التالية ألا وهي العراق، وفريق آخر يقول، إن جورج بوش الابن هو المؤسس الحقيقي لـ"النظام العالمي الجديد" عبر قرار غزو أفغانستان الذي وصفه البعض حينئذ بـ"المتهور"، حتى وإن بدا القرار حرباً يخوضها الخير ضد الشر، يظل العالم مسلماً بأن نظاماً عالمياً جديداً قد تم تدشينه.
وكان للخير والشر المتصارعين في ملعب أفغانستان أن يكونا ملء أسماع العالم وأبصاره على مدار عقدين كاملين قبل أن يتصالحا أو يتواءما أو يتفقا على مساحة تجمع بينهما، تاركين الجميع يضرب أخماساً في أسداس حول هوية من يرتدي قناع الخير ومن يلعب دور الشرير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن في عام 2001 المفصلي، كانت الأدوار واضحة، أو هكذا هُيئ للغالبية. جرى ما جرى من رفض لحركة "طالبان" التي كانت تحكم أفغانستان وتؤوي، وفي أقوال أخرى تستضيف، بن لادن تسليمه لأميركا فكانت الخطوة الأولى في 7 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2001. باغتت ضربات جوية أميركية قوات "طالبان" و"القاعدة" وتلاها دخول عدد محدود من القوات الأميركية الخاصة مدعومة بعناصر استخباراتية أفغانية للمساعدة في تحديد مواقع القصف والتواصل مع وتنظيم القوات الأفغانية المعارضة. بعدها بأسابيع قليلة، وتحديداً في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، كانت قوات التحالف تدخل كابول مدعومة من أميركا ما أدى إلى انسحاب قوات "طالبان" إلى جنوب البلاد. أما قادة الحركة ففروا إلى باكستان.
"طالبان" لا تختفي
وطيلة السنوات، لم تختف "طالبان" أو قواتها، بل ظلت تشن عمليات نتج عنها قتلى ودمار حتى كان قرار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في فبراير (شباط) عام 2009 بإرسال نحو 17 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان "لمواجهة التمرد المتصاعد". وانضمت هذه الآلاف إلى قوات أخرى قدر عددها بنحو 38 ألف جندي من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وظلت الأمور على حالها: هدوء نسبي، ثم عملية انتحارية ثم رد انتقامي، ثم إرسال لمزيد من القوات الأميركية التي وصل عددها إلى 100 ألف تقريباً، ثم غارة أميركية على باكستان التي فر إليها بن لادن وعدد من أعوانه نجم عنها مقتله في مايو (أيار) عام 2011.
وشهدت نهاية عام 2018 انتهاء السنوات القتالية الأميركية رسمياً وانسحاب أغلب القوات المقاتلة. وبدأت مرحلة تسليم الحرب إلى القوات الأفغانية مع بقاء نحو 10 آلاف جندي أميركي مهمتهم المعلنة "تدريب القوات الأفغانية ومكافحة الإرهاب".
تسليم وتسلم
بعدها تواترت خطوات التسليم والتسلم: اتفاق أميركي مع طالبان ينص على سحب القوات وإجراء محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، محادثات تأخرت شهوراً عديدة في الدوحة بين ممثلين عن الحكومة الأفغانية و"طالبان"، اتفاق في ديسمبر (كانون الأول) 2020 حول الخطوات الإجرائية الخاصة بالمحادثات، إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل (نيسان) الماضي بقاء القوات الأميركية بعد المهلة المنصوص عليها في الاتفاق بين أميركا و"طالبان" مع تأكيد أن الانسحاب سيتم بحلول 11 سبتمبر 2021، ثم انسحاب القوات الأميركية فجأة من قاعدة "باغرام" (شمال كابول) رغم انتشار أعمال العنف في جميع أنحاء أفغانستان بشكل غير مسبوق. هذا الانسحاب الفجائي الأخير الذي تم في جنح الليل بهدوء تام لدرجة أن القوات الأفغانية نفسها قالت إنها فوجئت بخلو القاعدة في الصباح تلاه، بل صاحبه الانتشار السريع المثير لقوات "طالبان" على ربوع البلاد لتسقط أفغانستان للمرة الثانية في قبضة "طالبان"، وكأن عشرين عاماً من الوجود الأميركي وقوات التحالف وتدريب القوات الأفغانية وتمكين النساء وعودة الفتيات لصفوف الدرس وغيرها من أحداث وحوادث لم تكن.
حتى الـ2300 جندي أميركي الذين قتلوا على مدار العشرين عاماً و20 ألفاً الذين جرحوا، والـ450 بريطانياً ومئات من الجنسيات الأخرى من الجنود الذين قتلوا، ما زال ذووهم ومن بقي على قيد الحياة منهم يجدون أنفسهم أسرى سؤال غير مسؤول جهراً: لماذا كان الغزو؟ ولماذا كان الانسحاب؟
أما الأفغان أنفسهم، وهم من تكبدوا وما زالوا الثقل الأعظم من مجريات عشرات السنين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مقتل نحو 60 ألفاً من القوات الأفغانية إضافة إلى مقتل وإصابة نحو 111 ألف مواطن (منذ بدأت الأمم المتحدة عملية توثيق الخسائر البشرية بين المدنيين في عام 2009) فلا وقت لديهم حالياً للسؤال عما جرى، بل التكهن عما سيجري.
رياح زعابيب
اليوم تجري الرياح والزعابيب والأعاصير حول أفغانستان بما لا يشتهيه أحد، باستثناء "طالبان" وحلفائها وهم كثر. بعد 20 عاماً بالتمام والكمال من "الحرب على الإرهاب" و"الحضارة في مواجهة الوحشية" و"الخير المضاد للشر"، يجد العالم طرفي الصراع بمكوناته الفسيفسائية من دول حليفة لهؤلاء ضد أولئك، وأخرى تلتزم الصمت لحين اتضاح الصورة، وثالثة تترقب لعل شيئاً ما يقلب الموازين في اللحظة الأخيرة قبل أن تعلن تحالفاتها، ورابعة هي جماعات وحركات ترى في عودة "طالبان" قبلة حياة لأيديولوجياتها الدينية وطموحاتها السياسية وسطوتها الإرهابية وخامسة هي القواعد الشعبية العريضة في أرجاء الكوكب التي تجد صعوبة بالغة في فهم وتوقع مجريات الأمور، والتنبوء بالحلقة الجديدة في النظام العالمي الجديد.
هنري كينغسلي (21 عاماً) (طالب جامعي أميركي) كان عمره سنة واحدة يوم 11 سبتمبر عام 2001. يقول إنه يعرف ما جرى في ذلك اليوم، "وهو أمر بشع. لكن بشاعة ما جرى لا تبرر فتح صفحة جديدة من البشاعة حيث توجد آلاف القوات الأميركية لسنوات طويلة في بلاد بعيدة ووقوع العديد من القتلى والمصابين، إضافة بالطبع إلى الكلفة المادية. أفهم تماماً أن يقوم الجيش الأميركي بمهمة عسكرية لضمان مصالحنا أو لتقديم المساعدة لشعوب مقهورة أو جماعات مظلومة لأسابيع أو أشهر. أما أن تمتد عمري كله، فهذا لا أفهمه". يضيف، "لكن ما لا أفهمه أكثر هو أن تعود القوات إلى أميركا لتعود الأمور في أفغانستان إلى ما كانت عليه قبل سقوط حكم طالبان وكأن شيئاً لم يكن. وهي ليست عودة عادية، لكنها عودة بمباركة غربية، وهو ما لا أفهمه أبداً".
ويضيف كينغسلي، أنه رغم ذلك لا يجد نفسه حاملاً لأحقاد ضخمة تجاه "طالبان"، "لا سيما الجيل الجديد. أتصور أن بينهم كثيرين في مثل عمري أو حتى أصغر، أي أنهم ولدوا أثناء أو بعد ما جرى في عام 2001. ربما يكونون أكثر إنسانية وانفتاحاً".
إنسانية الجيل الجديد
إنسانية الجيل الجديد من قوات "طالبان" ما زالت قيد المراقبة. لكن ما يرد من أفغانستان حتى اللحظة لا يشي بتغيرات كبرى، باستثناء ملابس ملونة أكثر وشعر منمق أطول وأذرع إعلامية أوفر وموضوعات متفرقة من شأنها أن تبقي العالم جالساً على حافة كنباته في الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر.
قبل أيام، قال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد ما لم يكن في البال أو الحسبان. فحين سئل عما إذا كانت أفغانستان ستصبح مجدداً قاعدة للإرهاب، لم ينفِ أو يؤكد بل قال، "وقت أصبح أسامة بن لادن قضية للأميركيين كان في أفغانستان. ورغم عدم وجود دليل على تورطه في أعمال إرهابية، إلا أننا نقدم وعوداً بأن الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد أي شخص".
ويبدو أن الإجابة لم تكن مقنعة، لا سيما مع قرب احتفاء أميركا والعالم بضحايا من راحوا في أحداث سبتمبر، فسئل مجاهد إن كان يعتقد حقاً أن بن لادن لم يكن متورطاً في هذه الأحداث، فقال بكل ثقة، "لا يوجد دليل. حتى بعد 20 عاماً من الحرب، لا يوجد دليل على تورطه. لم يكم هناك مبرر للحرب".
مبرر الحرب في الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر مسألة تطرح نفسها على الجميع مع اختلاف وربما تضارب المصالح والغاية من السؤال. "20 عاماً من الفوضى"، "20 عاماً من الوهم"، "20 عاماً من المكتسبات الضائعة"، وغيرها مئات العناوين لمقالات وتحليلات تتعامل مع الذكرى العشرين لأحداث سبتمبر هذا العام باعتبارها ذكرى السنوات الضائعة في ضوء العودة المبهرة لـ"طالبان".
نصف الكوب المملوء
الملاحظ هو أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية غارقة تماماً في تذكر ما جرى واستخلاص الدروس في ضوء المستجدات حيث جهود عاتية للتركيز على نصف كوب العشرين عاماً المملوء. فرغم الخسائر البشرية والمادية طيلة العقدين، ورغم بقاء "طالبان" على قيد الحياة، وظهور "داعش" في أفغانستان، ومشاهد المواطنين الأفغان الراغبين في الهروب من قبضة "طالبان"، ومؤشرات معاودة التضييق على الإناث، وأمارات ضياع إنجازات تعليم الفتيات وعمل النساء، وعلامات تبخر تدريب القوات الأفغانية وجهود بناء مؤسسات الدولة الأفغانية رغم كل هذا فإنه تم قطع دابر العمليات الإرهابية الكبرى ذات الطابع العالمي، وكُسِرت شوكة "القاعدة" وإن لم تختف من الوجود حيث انشطاراتها في "داعش" وجماعات أخرى في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وتم التأسيس لجيل جديد من النساء والفتيات في أفغانستان على دراية كاملة بحقوقهن في نظام عالمي جديد يختلف عن ذلك الذي كان قبل سقوط "طالبان" الأول في 2001.
تعزية روسية
وفي النظام العالمي الجديد، وبمناسبة مرور 20 عاماً على أحداث 11 سبتمبر، وجهت موسكو تعازيها لواشنطن. بعد 20 عاماً، وبعد حرب هي الأطول في تاريخ أميركا، وبعد مواجهة وجهاً لوجه هي الأحدث بين قطبي العالم القديم الاتحاد السوفياتي (السابق) وأميركا على أرض أفغانستان، عبر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن تعازيه لأميركا! عبقرية التعزية تكمن ليس فقط فيمن قدمها، ولكن في توقيت تقديمها ومناسبتها. نيبينزيا أضاف، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، "نقدم تعازينا إلى حكومة الولايات المتحدة الأميركية وعائلات أولئك الذين فقدوا أحباءهم نتيجة هذه الأعمال الإرهابية"، مضيفاً أن "الإرهاب شر لا يمكن القضاء عليه إلا بالجهود الدولية المشتركة".
الجهود الدولية المشتركة لمجابهة الشر المتمثل في الإرهاب تضع عينيها على هذا الجزء من العالم الملتزم صمتاً مشوباً بالحذر ولا يخلو من وجل. الشرق الأوسط في ظل النظام العالمي الجديد مغموس من رأسه حتى قدميه في حزمة منتقاة من الظروف الصعبة والأحوال الطارئة والأوضاع الخطرة. فبدءاً برياح ما يسمى "الربيع العربي" التي لا تزال آثارها تلقي بتبعاتها ونزع الغطاء عن جماعات الإسلام السياسي وتحالفاتها العالمية والإقليمية، مروراً بتقلبات جذرية في التحالفات والصداقات والعداوات ومستقبل العلاقات، وانتهاءً بوباء يأبى أن ينقشع وتخيم ظلاله على كل دولة من دول المنطقة بطريقته الخاصة ما زالت غالبية دول المنطقة تلتزم الصمت الحذر أو الحذر الصامت.
حدث في مثل هذا اليوم
هذا الحذر يحيي ذكرى 11 سبتمبر من منطلق "حدث في مثل هذا اليوم". تشير تدوينة ساخرة جرى تناقلها آلاف المرات إلى أن "دولاً عدة تتعامل مع المناسبة وكأنها حدث في كتاب الدراسات الاجتماعية المقرر على الصف الأول الإعدادي دون إدلاء بدلو أو صب لغضب أو توزيع لمشاعر العرفان والتقدير، إذ ربما تصبح طالبان صديقة، وفي حال كانت صديقة بالفعل ربما تتحول لعدو في ظل النظام العالمي الجديد عقب الانسحاب الأميركي المريع".
لكن ما يزكي روح الترقب الذي لا يخلو من قلق هو نبرات متصاعدة في دول غربية عدة على رأسها أميركا تلقي بكرة التطرف في ملعب الدول الإسلامية. هذه النبرات المتواترة في الذكرى العشرين للمواجهة بين "الخير الغربي" و"الشر الشرقي" تتناول "الأسباب الحقيقية" للفكر المتشدد الذي يعتنق العنف ألا وهي مشكلات هذه الدول وأنظمتها السياسية المتمثلة في الفقر والفساد والانفجار السكاني وسوء الحوكمة، وجميعها يغذي الفكر المتطرف بدرجاته.
النبرة الغربية تأتي هذه المرة منزوعة "الدور الغربي لحماية حقوق الإنسان في كل مكان" و"دعم الديمقراطية والحوكمة في كل ركن". النكهة في الذكرى العشرين يغلب عليها طعم "أهل مكة أدرى بشعابها".
وبينما يقف أهالي ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر المزلزلة في رحاب النصب التذكاري و"متحف 11 سبتمبر الوطني" في نيويورك لإحياء ذكرى أحداث العالم المزلزلة، وبينما يتلو كل منهم اسم قريبه الذي قضي في مثل هذا اليوم قبل 20 عاماً، يتابع العالم والجميع على قلب رجل واحد مدرك أن العالم مقبل على نظام عالمي ليس جديداً هذه المرة بقدر ما هو غامض.