Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جولات المسؤولين الليبيين في الخارج تنعكس "ركوداً" على الجبهات في طرابلس

رفض دولي للحل العسكري في ليبيا: "العنف لا يولد إلا العنف"

قوات تابعة لحكومة الوفاق تتجول ضمن إحدى خطوط الجبهات في طرابلس (رويترز)

 

تتواصل حالة الركود والمراوحة على خطوط الجبهات في العاصمة الليبية طرابلس، بينما استمرت خلال اليومين الماضيين، التحركات والمواقف السياسية في تسارعها داخل ليبيا وخارجها، والتي صبّ أغلبها في اتجاه حلحلة الأزمة سلمياً والعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن من دون تحقيق أي نجاح يُذكر حتى الساعة.

إجراءات برلمان طبرق ضد الإخوان

وقال النائب طلال ميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، إن اللجنة تُعِدّ قائمة بالأشخاص والشركات والكيانات التابعة لجماعة "الإخوان المسلمين" التي صنفها البرلمان كجماعة إرهابية في ليبيا خلال جلسته الأسبوعية الاثنين الماضي. وأضاف ميهوب أن "اللجنة ستقدم القائمة إلى البرلمان بهدف إدراجها على لائحة الإرهاب، طبقاً للقرار الصادر بشأن تصنيف الجماعة ضمن الكيانات الإرهابية". وأوضح ميهوب أن "اللجنة تعمل على كشف كل تعاملات أجرتها الجماعة مع بعض الدول خلال الفترات الماضية".

تونس تدعو إلى حل سياسي
في موازاة ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي وتونس الجمعة، تمسكهما بوقف إطلاق النار في ليبيا، والعمل باتجاه تفعيل الحلّ السياسي برعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في البلاد، وفق تصريحات الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، ووزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، خلال مؤتمر صحافي عقداه عقب انتهاء أعمال مجلس الشراكة الـ 15 في بروكسل.

وأشارت موغيريني إلى الجهود التي يبذلها الاتحاد من أجل وقف القتال والتهدئة في ليبيا، "حفاظاً على حياة المدنيين ومنع الفوضى الداخلية والإقليمية". وشدّدت المسؤولة الأوروبية على تمسّك الاتحاد بالعمل "مع كل الأطراف للدفع باتجاه حوار ليبي – ليبي وعملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".
أما الجهيناوي فأكد أن تونس تتواصل مع كل الأطراف المتحاربة في ليبيا، وأن الهدف هو الدفع باتجاه السلام.
 

"العنف يولّد العنف"
وأكد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي من جانبه، أنه "يعمل من أجل وقف إطلاق النار" في ليبيا، مشيراً إلى اجتماعه في روما مع القائد العام لـ"الجيش الوطني" الليبي المشير خليفة حفتر. وقال كونتي، أمام منتدى مدينة أريتسو (إقليم توسكانا) عن السلام والحدّ من النزاعات المسلحة "بالأمس استقبلت الجنرال حفتر في قصر كيجي (مقر رئاسة الوزراء)، وأكدت له أنه لا يمكننا العمل مع خيار عسكري، فالعنف لا يولّد إلا العنف".
وكانت الحكومة الإيطالية أصدرت مذكرة عقب لقاء كونتي وحفتر، أشارت فيها إلى أنه "يندرج في إطار اجتماعات (رئيس الحكومة) مع ممثلي الأطراف الليبية، الشركاء الرئيسيين والأمم المتحدة، لمواجهة التدهور الميداني المقلق". 

وأشارت المذكرة إلى أن كونتي "أكد مجدداً ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، لتجنب حدوث أزمة إنسانية في البلاد".

 

"الجيش الوطني" يحرّر رهائن أجانب
ميدانياً، أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي نجاحها في تحرير أربعة رهائن من الجنسية الكورية الجنوبية والفيليبينية يعملون في مشروع النهر الصناعي خُطفوا في ليبيا منذ يوليو (تموز) 2018، مؤكدةً نقلهم إلى خارج البلاد تمهيداً لتسفيرهم نحو بلدانهم في عملية معقدة استغرقت كثيراً من الوقت والتعقب والبحث والاستدلال. وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في وقت لاحق وصول الرهائن الأربعة المحررين إلى أراضيها بعد جهود كبيرة قالت إنها بذلتها بالتعاون والتنسيق مع الجيش الوطني الليبي لنقل المحتجزين إلى أبو ظبي، تمهيداً لمغادرتهم إلى بلادهم. وذكرت الخارجية الإماراتية في بيان أن "ثلاثة منهم يحملون الجنسية الفيليبينية ورابعاً من كوريا الجنوبية تم احتجازهم العام الماضي على يد جماعات مسلحة أثناء عملهم كمهندسين مدنيين في محطة لتحلية المياه في ليبيا (النهر الصناعي)". وأضافت الوزارة أنه "وتلبيةً لطلب المساعدة الذي تقدمت به دولتا الفيليبين وكوريا الجنوبية، تواصلت دولة الإمارات مع الجيش الوطني الليبي، للعمل على إطلاق سراحهم وضمان أمنهم وسلامتهم".

 

تصفية مواطنين في طرابلس
من جهة أخرى، قامت إحدى المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس بقتل الشاب وليد جمعة أمام أبنائه، في مشهد خلّف ردود فعل قوية بعد انتشار فيديو للحادثة على الصفحات الليبية على مواقع التواصل. وتسبّبت عملية القتل بحالة كبيرة من الاحتقان بين سكان المنطقة، الذين عبّروا عن استهجانهم لتواصل سطوة المليشيات داخل مناطق عدة من دون أن تتخذ السلطات المحلية أي إجراء ضدها. في سياق متصل، نقلت مصادر صحافية ليبية متطابقة من العاصمة عن شهود من منطقة باب بن غشير، أن مسلحاً تابعاً للأمن المركزي بقيادة عبد الغني الككلي التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق أقدم على قتل شاب عشريني من منطقتهم يُدعى مختار نجيب. إلا أن شهوداً آخرين قالوا إن تبادلاً للنار حدث بين الشاب القتيل ومسلح من كتيبة "ثوار طرابلس" التي تملك مقراً في "باب بن غشير" أُصيب إثره هذا الشاب ولقي مصرعه في ما بعد. 
وإثر الحادثة، أغلق سكان المنطقة الغاضبين الطريق وأحرقوا إطارات في جزيرة سيدي المصري المؤدية إلى "طريق السكة" حيث مقر رئاسة حكومة الوفاق، محمّلين إياها مسؤولية عملية القتل، وهي الثانية في أقل من 24 ساعة بعد قتل المواطن وليد جمعة. كما ردّد المحتجّون شعارات مناهضة للمليشيات.
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي