رجّح تقرير صادر عن شركات تأمين نرويجية أن يكون الحرس الثوري الإيراني قد سهّل تنفيذ الهجمات، التي استهدفت أربع ناقلات نفط الأحد الماضي، قبالة مرفأ الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة.
وفيما لا تزال الإمارات والسعودية والنرويج تحقق في الهجمات التي أصابت سفينتين سعوديتين وأخريين إماراتية ونرويجية، خلص تقييم سري، اطلعت عليه وكالة "رويترز"، وأجرته "رابطة التأمين من مخاطر الحرب"، التي يتعامل معها مالكو السفن النرويجية، إلى أنّ الهجوم نفذته على الأرجح سفينة دفعت بمركبات مسيرة تحت الماء، تحمل كل منها ما بين 30 و35 كيلوغراماً من المتفجرات شديدة التأثير، مصمّمة للانفجار عند الاصطدام.
وأتت الهجمات على السفن الأربع وسط تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، في أعقاب قرار واشنطن هذا الشهر محاولة خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وتعزيز وجودها العسكري في الخليج، رداً على ما اعتبرته تهديدات إيرانية.
تشابه الهجمات مع اعتداءات نفذها الحوثيون
استندت الرابطة في ترجيحها ضلوع الحرس الثوري الإيراني بالهجمات إلى عوامل عدة. أولاً، الاحتمال الكبير بأن يكون الحرس الثوري سبق وزوّد حلفاءه الحوثيين في اليمن، الذين يحاربون الحكومة المدعومة من السعودية، بقوارب مسيّرة محملة بالمتفجرات وقادرة على إصابة أهدافها بدقة عبر استخدام نظام تحديد المواقع.
ثانياً، التشابه بين الشظايا التي عثر عليها في الناقلة النرويجية وشظايا من قوارب مسيرة استخدمها الحوثيون قبالة اليمن، وذلك على الرغم من أن المركبات التي استخدمها الحوثيون في وقت سابق كانت قوارب سطح وليست مركبات مسيرة تحت الماء، والتي يرجّح استخدامها في هجوم الفجيرة.
وثالثاً، حقيقة أنّ إيران، والحرس الثوري تحديداً، اللذين هدّدا في وقت سابق باستخدام القوة العسكرية، قد يلجآن إلى "تدابير غير متماثلة يمكن إنكارها بسهولة"، لمواجهة خصم أقوى من الناحية العسكرية.
وأشار تقرير الرابطة إلى أن هجوم الفجيرة تسبّب في أضرار محدودة نسبياً، ونفّذ في وقت كانت سفن البحرية الأميركية لا تزال في طريقها إلى الخليج العربي.
توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أسفرت الهجمات عن إلحاق ضررٍ بغرف المحرّكات في ناقلتين، هما "أمجاد" السعودية و"إيه. ميشيل" الإماراتية، فيما تضرّر القسم الخلفي من الناقلة السعودية "المرزوقة" وتعرّضت مؤخرة الناقلة النرويجية "أندريه فيكتوري" لأضرار بالغة.
وأضاف التقرير أن الهجمات نُفذت من على بعد ما بين ستة وعشرة أميال بحرية من الفجيرة، التي تقع قرب مضيق هرمز الذي يمرّ عبره حوالى خمس تجارة النفط العالمي، والذي هدّدت إيران بإغلاقه رداً على العقوبات الأميركية.
وقالت الرابطة إنه من المحتمل جداً أن يكون هدف إيران من الهجمات توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، بأنها لا تحتاج لإغلاق المضيق كي تعطّل حركة الملاحة في المنطقة. وأضافت الرابطة أنه من المحتمل أيضاً أن تواصل طهران تنفيذ هجمات مماثلة، وإن كانت أقلّ حدة، على السفن التجارية خلال الفترة المقبلة.
إيران من جهتها كانت رفضت مزاعم ضلوعها في الهجمات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنّ "أفراداً متطرفين" في الحكومة الأميركية ينتهجون سياسات خطيرة.
رسالة إلى مجلس الأمن
وفيما لم تتهم الإمارات أي جهة بتنفيذ الهجمات، أرسلت مع السعودية والنرويج رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جاء فيها أنّ الهجمات متعمدة وكان من الممكن أن تسفر عن سقوط ضحايا أو تسرب للنفط أو مواد كيماوية ضارة.
مدير "رابطة التأمين من مخاطر الحرب" سفين رينباكين أحجم من جهته عن التعليق على التقرير، قائلاً إنّ هذا التقرير "داخلي وسري أعدّ لإخطار الأعضاء، ملاك السفن في الرابطة، بشأن الحوادث في الفجيرة، وبالتفسير الأكثر ترجيحاً لها".
وعقب الهجمات، قال مصدران في الحكومة الأميركية إن مسؤولين أميركيين يعتقدون أنّ إيران شجّعت متشدّدين حوثيين أو فصائل شيعية في العراق على تنفيذ الهجوم.
يشار إلى أنّ الولايات المتحدة صنّفت، الشهر الماضي، الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، بعدما أدرجت في وقت سابق كيانات وأفراداً مرتبطين بالحرس الثوري، الذي يتحكم في قطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني، على قوائم الإرهاب. وردّت طهران على ذلك بتصنيف القيادة المركزية الأميركية منظمة إرهابية.