Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناعة القطيع في بريطانيا "ليست احتمالاً" مع تباطؤ معدل تراجع الإصابات

البروفيسور السير أندرو بولارد: من المحتمل أن تكون هناك بعض "التعثرات" في انتقال العدوى وحال من "عدم اليقين في شأن ما سيحدث خلال الأشهر الستة المقبلة" 

انخفض عدد الإصابات اليومية الجديدة لكن ذلك لم ينعكس بعد في بيانات الوفيات (رويترز)

حذر العالم البريطاني الذي يقف وراء تطوير لقاح أوكسفورد من أن مناعة القطيع ضد وباء "كوفيد-19" لم تعد تشكل "احتمالاً ممكناً" نظراً إلى انتشار متحور "دلتا"، وفي ظل التباطؤ الذي تشهده المملكة المتحدة في معدلات تراجع عدد الإصابات بالعدوى والحالات الاستشفائية، ووصولها إلى حال من الركود. 

ويرجح البروفيسور سير أندرو بولارد، رئيس مجموعة اللقاحات في "جامعة أوكسفورد"، أن تكون هناك بعض "التعثرات" في انتقال العدوى، وأن تطرأ حال من "عدم اليقين في شأن ما سيحدث بعد ذلك خلال الأشهر الستة المقبلة"، بحيث يتوقع العلماء ارتفاعاً في عدد الحالات قبل فصل الشتاء، مع ازدياد الطقس سوءاً وميل الناس إلى قضاء وقت أطول في الداخل.

وأوضح السير أندرو أنه نظراً إلى تزايد الأدلة على أن متغير "دلتا" شديد العدوى يمكن أن يصيب الأفراد الذين تلقوا اللقاح، فمن غير المتوقع أن يتم الوصول إلى مناعة القطيع او المناعة الجماعية، ما يعني أن العدوى مستمرة في التفشي والفتك بالناس، كما تبدو عليه الحال في الوقت الراهن. 

يشار إلى أن إجمالي الإصابات في بريطانيا الذي بلغ خلال سبعة أيام، أي حتى العاشر من آب (أغسطس)، 7.3 في المئة، تخطى عتبة أعلى نسبة وصل إليها في الأسبوع السابق، بينما سجل المعدل الراهن على المستوى الوطني 277.4 حالة لكل 100 ألف شخص.

وبعد انخفاض مفاجئ وغير متوقع في عدد الحالات كان قد سجل قرابة منتصف شهر يوليو (حزيران)، وصلت الإصابات إلى أدنى مستوياتها لتبلغ 20.106  في الـ 31 من الشهر نفسه، قبل أن تعاود ارتفاعها لفترة وجيزة ومن ثم تنخفض لتستقر. يُشار إلى أنه تم تسجيل 23.510  إصابات يوم الثلاثاء الفائت. 

وفي إنجلترا، كان هذا الاتجاه سائداً إلى حد كبير ما بين الشباب على مستوى البلاد، باستثناء منطقة الشمال الشرقي منها، حيث تواصل معدلات الإصابة الانخفاض بوضوح في كل فئة من الفئات العمرية.

إلى ذلك، شهدت الحالات الاستشفائية ارتفاعاً هي الأخرى في الأسابيع الأخيرة وإن كانت أقل بكثير من المستويات المسجلة ما قبل التطعيم. واستناداً إلى تحليل أجري حتى الثامن من أغسطس (آب)، فإن نسبة الحالات التي استدعت دخول المستشفى ارتفعت بنسبة 50 في المئة عن الأسبوع السابق.

ويرى كولين أنغوس وهو زميل أبحاث بارز وخبير في نمذجة التفاوتات الصحية في "جامعة شيفيلد"، أن هذا التحول "تراجع تماماً" إلى الخليط العمري للعدوى، مع ارتفاع معدلات حالات الإصابة بين الكبار في السن مرة أخرى.

وأضاف، "قبل الانكماش الأخير الذي سُجل في عدد الإصابات كانت الحالات في الفئات العمرية الأصغر سناً هي الأكثر انخفاضاً، وبالتالي سجلت الإصابات وسط الفئات العمرية الأكبر سناً نسبة أعلى. وبما أن هذه الفئة الأخيرة قد ينتهي بها المطاف إلى دخول المستشفى، فذلك يعني أن متوسط الحالات الاستشفائية يزداد مع ارتفاع سن المصابين بالعدوى. من هنا، لا يرجع ذلك إلى أن الأفراد الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس هم عرضة أكثر للخطر". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أنه نبه إلى أن الحالات الاستشفائية "ستعاود بالتأكيد ارتفاعها في مناطق عدة، بما فيها شمال إنجلترا، ما يُعد إشارة مبكرة إلى أن الأوضاع قد تسوء وتعود لتسلك المسار الخاطئ".

في غضون ذلك، تظهر بيانات "الخدمات الصحية الوطنية" NHS أن إشغال الأسرة بسبب "كوفيد-19" في المستشفيات، يبدو في انحسار في جميع مناطق إنجلترا، مع تسجيل أعلى المعدلات في لندن والشمال الشرقي من البلاد. وعلى الرغم من أن ذلك يُعد أقل بكثير من المستوى الذي تم تسجيله خلال موجة الشتاء، إلا أنه يأتي في وقت ترزح فيه مرافق الرعاية الصحية تحت ضغوط شديدة، مع أنها تسعى إلى بذل أقصى الجهود للتعامل مع الملفات الطبية المتراكمة لجهة رعاية المرضى.

ويشير البروفيسور كيث نيل عالم الأوبئة في "جامعة نوتينغهام"، إلى أنه "من الصعب للغاية" تفسير الاتجاهات الأخيرة، لكنه حرص على التأكيد على أن اللقاحات لا تزال تمثل ضماناً لتوفير حماية دائمة من الأمراض الخطيرة والحؤول دون الاستشفاء.

وأضاف أن "الغالبية العظمى من المرضى هم من غير الملقحين في الوقت الراهن سترتفع نسبة الوفيات بين الأشخاص المطعمين من جراء الفيروس، لأنه يتم تلقيح المزيد من الأفراد. إن أولئك الذين تم تطعيمهم في البداية هم الأكثر عرضة للخطر". ولفت إلى وجود "تفاوت كبير في الحالات الاستشفائية ما بين الأشخاص الملقحين وغير الملقحين". 

وبالنتيجة تبين أنه على الرغم من أن اللقاحات قد قللت من الآثار المدمرة لفيروس "كوفيد-19"، إلا أنه لا يمكن استخدامها لبناء مناعة القطيع بين السكان، وهو مفهوم وصفه أندرو بأنه "خرافي".

وفي هذا الإطار، قال العالم أمام "المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب" All-Party Group (APPG) عن التطورات المتعلقة بفيروس "كورونا"، "إننا على يقين تام أن في ظل موجات الوباء المتعاقبة من أن شبح متحور "دلتا" سيظل طاغياً في الوقت الراهن، ويهدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم، وهذا يعني أن أي شخص لم يتلق بعد اللقاح سيدخل حتماً في مواجهة مع الفيروس في مرحلة ما". 

وأضاف السير أندرو أنه نظراً إلى أن حقيقة مناعة القطيع "ليست احتمالاً ممكنا"، فإن ذلك "يشكل سبباً إضافياً لعدم السعي إلى تطوير برنامج لقاح في هذا الشأن".

وأصر البروفيسور نيل على أن العدد الكبير من الإصابات المسجلة يظهر "أننا لم نخرج من دائرة الخطر" حتى الآن، مجرياً سلسلة من المقارنات ذات الصلة مع داء الإنفلونزا. وتابع يقول: "إن فيروس كوفيد-19 يمكن أن يبقى مستمراً لعقود عدة، إلى أن نتمكن من الحصول على لقاح فعال يقضي على انتشاره. نحن اليوم نتعايش مع الأنفلونزا، ويتعين علينا التعامل بالطريقة نفسها مع كوفيد-19 الذي ما إن يغادرنا حتى يعود مجدداً".

في المقابل، يتوقع خبراء أيضاً ارتفاعاً آخر في عدد الحالات بعد عودة الأطفال إلى المدارس الشهر المقبل، مما يسهم في إطلاق موجة أوسع من الإصابات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

وقال الدكتور بيتر إنغليش، وهو رئيس سابق لـ "لجنة طب الصحة العامة" التابعة لـ "الرابطة الطبية البريطانية" BMA: "نحن على علم بأن الفيروس ينتشر بين الشباب والأطفال. إنني قلق للغاية مما سيحدث عندما تفتح المدارس أبوابها ويعود الناس الى الاختلاط من جديد في أماكن مغلقة".

وفي المحصلة، ارتفع عدد الوفيات الأسبوعية بفيروس "كورونا" في إنجلترا وويلز إلى أعلى مستوى له منذ نهاية شهر مارس (آذار)، استناداً إلى "المكتب الوطني للإحصاءات"، وسُجلت نحو 404 حالات وفاة في الأيام السبعة المنتهية في الـ 30 من تموز (يوليو)، أي بزيادة مقدارها 24 في المئة عن الأسبوع السابق.   

ما تقدم إنما يعكس تأثير تأخير "موجة الخروج" التي بدأت في المملكة المتحدة في مايو (أيار) عندما تم تخفيف المرحلة الأولى من القيود ومعاودة الإصابات ارتفاعها، وقد انخفض عدد الإصابات اليومية الجديدة منذ ذلك الحين، لكن ذلك لم ينعكس بعد في بيانات الوفيات، نظراً إلى طول الفترة الزمنية المقاسة ابتداء من إصابة شخص ما بالفيروس، مروراً بتشخيصه بمرض شديد وانتهاء بوفاته.

وقالت الحكومة البريطانية يوم الثلاثاء إن ثلاثة أرباع البالغين في المملكة المتحدة تلقوا جرعتي اللقاح المضاد لـ "كوفيد-19"، ويبلغ عددهم 39.688.566  شخصاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة