Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طماطم معدلة وراثيا بنكهة مدهشة!

علماء يكتشفون جينا نادرا قد يمكنهم من استيلاد ثمار ترقى طعمتها إلى السلالات البرية

بفضل بحوث الجينات، تُنتَجْ طماطم بنكهة شهيّة تشبه الأنواع البريّة منها (موقع "ويكيبيديا.أورغ")

توشك طماطم السوبرماركت أن تصبح شهيةً أكثر، بعدما وجد بحث جديد جيناً نادراً يتعلّق بتعزيز النكهة تحديداً. وخلال اشتغالهم على توطين نبتة الطماطم، ركّز المزارعون الذين ينتجون طماطم بكميات تجاريّة، على إعطائها صفاتٍ مثل الكمية، وتحمّل فترة تخزين طويلة قبل البيع، وصمودها إزاء الأمراض وتحمّلها الظروف الصعبة. ولكن جاءت تلك المميزات كلها على حساب جينات مهمة أخرى، يتعلّق أبرزها بالنكهة.

وبحسب دكتور كليفورد ويل، "يجد كثيرون أن الطماطم التي نشتريها من المتجر لا ترقى إلى التنوّع المتوفر في السلالات البريّة منها". ويتولى ويل إدارة برنامج يدعم العمل على جينات النكهة في الطماطم، ضمن "برنامج بحوث الجينوم النباتي" التابع لـ"المؤسسة الوطنية للعلوم".

اليوم، يعتقد العلماء أن باستطاعتهم العمل على إنتاج طماطم في المزارع تتميّز بنكهة لا تختلف عن تلك التي طالما حملتها النسخة البرية منها، وذلك في أعقاب بحثهم عن جينوم طماطم يشمل جينات من 725 نوعاً مختلفاً من نباتات المزارع والأصناف البريّة الوثيقة الصلة بها جينيّاً.

وفي حين أن طماطم المزارع متنوِّعةُ في أصنافها، فإن قاعدتها الوراثيّة تبقى ضيقة، كما أشارت الدراسة المنشورة في مجلة "نايتشر جينيتكس" . Nature Genetics

وضع الباحثون خارطة تشتمل على حوالي خمسة آلاف جينة جديدة. وحددوا نسخة نادرة من جينة تُسمى "توملوكس سي"TomLoxC  تعطي الطماطم طعماً أشهى، والأخير موجود في91.2 % من الطماطم البرية في مقابل 2.2% في الأنواع التي يستنبها الإنسان في المزارع.

وأوضح البروفيسور جيمس جيوفانيوني من "معهد بويس طومسون" في "إيثاكا" بنيويورك، أن "تلك النسخة النادرة من جينة "توملوكس سي" تحظى حاضراً بـ7 في المئة من أصناف الطماطم الحديثة، لذا من الواضح أن المزارعين بدأوا فعلياً بانتقائها، لا سيما أنهم باتوا يركزون على النكهة في العقود الأخيرة".

وأضاف، "وجدنا أن تلك الجينة تنتج أيضاً نكهات مركبة مستندة إلى مادة الـ"كاروتين"، وهي صبغة عضوية تعطي الطماطم لونها الأحمر. لذلك فإن وظيفتها تتجاوز توقعاتنا، وتعطي نتائج مثيرة للاهتمام بالنسبة للأشخاص الذين يستمتعون بتناول تلك الثمار اللذيذة".

والطماطم واحدة من أكثر الخضار المستهلكة حول العالم، على الرغم من أنها في الواقع تصنّف نباتيّاً بوصفها فاكهة، ويبلغ إنتاجها السنوي العالمي 182 مليون طن، بقيمة تتخطى 60 مليار دولار (46 مليار جنيه إسترليني).

يقول العلماء إن على المزارعين أن يكونوا قادرين على استخدام تلك المعلومات الوراثية لتعزيز نكهة الفاكهة التي تُوزَّع في المتاجر مع الحفاظ أيضاً على الجينات التي تبقيها مفيدة اقتصادياً. وكشف البروفيسور الدكتور تشانغ جون فاي من معهد "بويس طومسون" في "إيثاكا" بنيويورك، أنّ "مشروع الجينوم النباتي الشامل يقدّم خزاناً من جينات إضافية غير موجودة في الجينوم المرجعي. ويستفيد المزارعون مشروع الجينوم النباتي الشامل في الوصول إلى الجينات التي تهمهم، ثم يعملون على تحسين إنتاجهم من الطماطم".

© The Independent

المزيد من علوم