اعتقالات في بريطانيا بسبب انتهاكات عنصرية

ألقت الشرطة البريطانية القبض على 11 شخصاً في إطار التحقيق في الانتهاكات العنصرية تجاه ثلاثة من لاعبي الفريق القومي الإنجليزي من ذوي البشرة السمراء، لأنهم لم يسجلوا ضربات جزاء في نهائي كأس أوروبا (يورو 2020) ضد إيطاليا.

وتعرض ماركوس راشفورد، وجادون سانشو، وبوكايو ساكا لسيل من التعليقات العنصرية والتهديدات عبر مواقع التواصل بعد مباراة نهائي كأس أوروبا في استاد ويمبلي بلندن الشهر الماضي.

وقالت شرطة كرة القدم البريطانية، إنه جرى تحديد 207 تعليقات على مواقع التواصل، باعتبارها جرائم جنائية، منها 123 تعليقاً على حسابات من خارج بريطانيا، و34 من داخل بريطانيا جرى القبض على 11 من أصحابها حتى الآن، ولا يزال التحقيق مستمراً.

وما زالت الشرطة البريطانية بانتظار رد شركات مواقع التواصل، مثل "فيسبوك" و"تويتر" على طلبها معرفة أصحاب 50 حساباً آخرين، تشملهم التحقيقات بتهم الانتهاكات الجنائية والعنصرية.

صورة من بيان وحدة شرطة كرة القدم بعد الاعتقالات (الشرطة البريطانية)

600 تعليق عنصري

وكانت الشرطة قد تلقت تقارير بشأن نحو 600 تعليق عنصري على مواقع التواصل، اعتبرت 207 جرائم انتهاك لقانون الاتصالات، وتوجيه تهديدات عدائية والتحريض على الكراهية العنصرية.

وبينما يصل الحكم في جرائم انتهاك قانون الاتصالات إلى السجن 6 أشهر، فإن تهمة توجيه رسائل عدائية قد يصل الحكم فيها في حال الإدانة إلى السجن عامين. أما تهمة التحريض على الكراهية العنصرية فتصل الأحكام فيها إلى السجن 7 سنوات.

ونقلت وكالة الصحافة البريطانية (بريس أسوشييشن) عن رئيس وحدة شرطة كرة القدم الضابط مارك روبرتس قوله: "هناك أشخاص يعتقدون أن بإمكانهم التخفي خلف حسابات مواقع التواصل، ويمكنهم الإفلات من العقاب حين ينشرون مثل تلك التعليقات البشعة. عليهم أن يفكروا ملياً، أن لدينا محققين يتابعون التعليقات المسيئة بسبب المباراة، وإذا ارتقت تلك التعليقات إلى مستوى ارتكاب جريمة فإن من نشروها سيلقى القبض عليهم. تحقيقاتنا مستمرة بزخم وسرعة، ونحن ممتنون لهؤلاء الذين أبلغوا عن تلك الانتهاكات".

وأضاف روبرتس، "لا يمكن التقليل من صعوبة التحقيقات في الانتهاكات عبر مواقع التواصل. لقد بُذل جهد كبير لتحديد 11 شخصاً (الذين ألقي القبض عليهم حتى الآن). وأود أن أشكر فيسبوك وإنستغرام وتويتر لردها على طلباتنا. في الوقت نفسه، نسعى للتواصل مع اللاعبين أنفسهم لنقدم لهم الدعم، ونأخذ إفاداتهم في تحقيقاتنا بغرض تقديم المتهمين للعدالة بالتعاون مع النيابة العامة".

وأصدرت وحدة شرطة كرة القدم في الشرطة البريطانية بياناً عقب الاعتقالات جاء فيه: "نرحب بالاعتقالات التي جرت في إطار تحقيقات شرطة كرة القدم بشأن التعليقات العنصرية البشعة التي وجهت للاعبي إنجلترا عقب نهائي يورو 2020. لن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز، ونأمل أن تؤدي تلك الاعتقالات إلى ردع واضح لمن يرتكبون الانتهاكات عبر الإنترنت، ويعتقدون أنه ليست هناك تبعات حقيقية لأفعالهم".

دعوة للإبلاغ عن الانتهاكات

ودعا البيان الجمهور إلى عدم التكاسل عن الإبلاغ عن أي انتهاكات على الإنترنت ومواقع التواصل، وأضاف "لا يجب التقليل من أهمية الإبلاغ عن المنشورات المسيئة (على مواقع التواصل)، ونوجه الشكر للأفراد والجمعيات الذين دعموا هذه التحقيقات حتى الآن. سنواصل العمل مع اللاعبين والمشجعين وكل المعنيين ومع السلطات المعنية، لضمان أن يجري اتخاذ أقصى ما يمكن تجاه هؤلاء الذين يثبت نشرهم انتهاكات عنصرية عبر الإنترنت".

ودعا البيان مواقع التواصل إلى تشديد إجراءاتها لمنع تلك الانتهاكات: "على شركات مواقع التواصل اتخاذ إجراءات مشددة لإزالة المحتوى العنصري وحظر استخدام من نشروها للمنصات ونحث الحكومة على الإسراع في طرح قانون (أضرار الإنترنت) لمحاسبة شركات مواقع التواصل".

وكانت موجة التعليقات المسيئة والعنصرية تجاه لاعبي الفريق الإنجليزي قد لاقت إدانة شديدة من اتحاد كرة القدم الانجليزي ومدرب الفريق القومي غاريث ساوثغيت ومن رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وقالت الشرطة البريطانية، إن بيانات أصحاب الحسابات من خارج بريطانيا التي اعتبرت منشوراتها في نطاق الجريمة قد أرسلت للدول المعنية لتتخذ السلطات الإجراءات المناسبة بحقهم.