Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن لـ"جائحة التطبيقات المراسلة" أن تقتل التعافي الاقتصادي؟

تكتب آنا إسحق قائلة إن الاقتصاديين ليسوا خبراء صحيين وإن علماء الأوبئة حتى ليسوا واثقين مما يتوقعون

إذا حصل معظم البالغين سن العمل على تلقيح كامل فقد يكون الأثر الاقتصادي لجائحة الإشعارات محدوداً ومؤقتاً (رويترز)

"أين الذروة؟" إنه السؤال الأهم للناس جميعاً تقريباً في المملكة المتحدة الآن، لا سيما أولئك الأسرى في منازلهم.

ولا يشعر علماء الأوبئة الذين يعانون لمعرفة المستوى المرتفع الذي ستبلغه العدوى في المملكة المتحدة بثقة كبيرة. وليس الاقتصاديون التواقون إلى تذكير الجميع بأنهم لا يمتلكون خبرة صحية على معرفة أيضاً. ويبدو أن رئاسة الوزراء تأمل في أن تتحقق الذروة قبل منتصف أغسطس (آب).

وإلى ذلك الحين، يبدو أثر حالات العدوى صارخاً، إذ يتلقى الناس دعوات وطلبات للعزل من قبل السلطات (وهذا واجب قانوني) أو طلبات للعزل "يراسلهم" في شأنها تطبيق "كوفيد-19" التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية. وليس من الصعب معرفة السبب: فقد أُصِيب بـ"كوفيد-19" الأسبوع الماضي شخص من كل 75 شخصاً في إنجلترا، أو ثلاثة أرباع المليون من الأشخاص، وفق بيانات صدرت عن مكتب الإحصاءات الوطنية. وهذا في مقابل شخص من كل 80 شخصاً في اسكتلندا، وشخص من كل 210 أشخاص في ويلز، وشخص من كل 170 شخصاً في إيرلندا الشمالية.

وهذا يسبب خسائر اقتصادية جدية. فثمة بيانات جديدة تبين أن "جائحة التطبيقات المراسلة" تفاقم نواقص موجودة بالفعل على صعيد الموظفين وتكبح نمو الشركات.

وتلمح رئاسة الوزراء إلى أن نماذجها تشير إلى أن الذروة قد تقع في منتصف أغسطس تقريباً. وذلك لأن الناس الملقحين تلقيحاً كاملاً بخلاف ذلك (يكون أسبوعان قد مرا بعد الجرعة الثانية في معظم الحالات) لن يضطروا بدءاً بـ16 أغسطس إلى الدخول في عزل إذا خالطوا شخصاً مصاباً.

ويقول كبير الخبراء في الاقتصاد البريطاني لدى "أكسفورد إيكونوميكس"، أندرو غودوين: "إن العدد الكبير للناس [المضطرين إلى الدخول في عزل] سيواصل الزيادة" حتى منتصف أغسطس على المستوى العملي. "وكثير من المخالطين عن كثب موجودون في مكان العمل". وهذا يعني أن نوبات كاملة من العاملين يمكن وقفها عن العمل دفعة واحدة، وعلى رغم أن الحكومة وسعت قائمتها من القطاعات التي تستطيع استخدام الفحوص لتجنب العزل، لا تزال القائمة قصيرة.

ولن تشبه هذه الموجة هذه المرة الموجات الأخرى، ما لم يحصل تراجع كامل عن السياسات المتعلقة بالنهج "الذي لا رجعة فيه" والذي وصفه رئيس الوزراء سابقاً.

ففي السابق، كلما ضربت موجة من العدوى بـ"كوفيد-19"، كان الرد عبارة عن إغلاق خفض حالات العدوى بسرعة. وهذه المرة، سيعني تجاوز الموجة معدلات أعلى من العدوى تستمر لفترة أطول. ومن الصعب معرفة متى ستحل هذه الذروة، وهذه المعرفة ضرورية لتحديد وتيرة التعافي الاقتصادي وتوقيته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإذا حصل معظم الناس البالغين سن العمل على تلقيح كامل، ولم يعد عليهم الدخول في عزل بعد منتصف أغسطس، يجب أن يكون الأثر الاقتصادي لجائحة التطبيقات المراسلة محدوداً ومؤقتاً. وفي حال إرسال الأفراد الذين تأتي نتائج فحوصهم إيجابية، على المدارس أيضاً العمل في شكل أكثر فاعلية في شأن المجموعات المعرضة.

ويقول غودوين: "يتطلب الأمر بالفعل من الناس أن يكونوا مسؤولين حقاً ويفحصوا أنفسهم."

ولا يقتصر الأمر أيضاً على رسائل التطبيقات. إن لشكل الإجازات المدفوعة دوراً يؤديه على صعيد النواقص في الموظفين. فالأشخاص الموضوعون في إجازات مدفوعة يأتون على الأرجح من قطاعات شهدت مستويات عالية من إلغاء الوظائف خلال الإغلاقات السابقة، لكنها تعاني أيضاً من أعداد كبيرة من الوظائف الشاغرة الآن، ومنها قطاع الضيافة. وستتوفر مرونة أكبر في سوق العمل بعد نهاية برنامج الإجازات المدفوعة مع انتقال الناس إلى وظائف جديدة داخل قطاعاتهم.

وهناك أيضاً أمران مهمان غير معروفين. الأول مدى سوء موسم الإنفلونزا الذي ستشهده المملكة المتحدة والثاني خطر ظهور نسخة متحورة لـ"كوفيد-19" لا تنفع معها اللقاحات. وفي تدوينة نُشِرت الجمعة، قالت الرئيسة التنفيذية لوكالة الأمن الصحي البريطانية، الدكتورة جيني هاريس، إن موسم إنفلونزا من المحتمل أن يكون أسوأ من العادة، "يترافق مع احتمال استمرار انتشار "كوفيد-19"، يعني أن هذا الشتاء المقبل سيكون مجدداً غير متوقع إلى حد كبير".

ويوافق الاقتصاديون على أن الأشهر المقبلة مليئة بالأمور المجهولة، وسيراقب كثيرون بعين الصقر التمهيد لإغلاق جديد وحالات الإدخال إلى المستشفى.

يقول الاقتصادي البارز في "بيرينبيرغ بنك"، كالوم بيكيرينغ: "إن التوقعات محفوفة بالغموض."

لكن وراء المسار الوعر المحتمل هذا الشتاء، تبدو عوامل اقتصادية أخرى، تُوصَف في الأغلب بأنها مقاييس "أساسية" للصحة الاقتصادية، في وضع جيد. يقول إن المصارف حسنة الرسملة، وميزانيات الأسر تبدو متينة. وفي رأيه، يمكن لأشهر قليلة صعبة تترافق فيها حالات العدوى بـ"كوفيد-19" والإنفلونزا أن تؤخر التعافي الاقتصادي لا أن تعرقله. فمقارنة بتوقعات الاقتصاديين في وقت سابق من هذا العام، تماسك الاقتصاد البريطاني هذا العام في شكل أفضل من المأمول.

ويقول بيكيرينغ: "إذا خسرنا بعض الزخم خلال الخريف والشتاء، سأكتفي بإضافة ذلك إلى توقعاتي للعام المقبل."

© The Independent

المزيد من تحلیل