Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دياب يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك: لبنان وشعبه "على شفير الكارثة"

جعجع يرد "لن يقدم أحد على مساعدة أحد آخر إذا كان هذا الآخر لا يبدأ بمساعدة نفسه"

تتفاقم الأزمة المعيشية في لبنان وتستمر طوابير السيارات أمام محطات الوقود (رويترز)

لبنان وشعبه "على شفير الكارثة"، هذا ما أعلنه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الثلاثاء 6 يوليو (تموز).

ودعا دياب المجتمع الدولي إلى التحرك لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية الطاحنة.

يأتي ذلك، في وقت لم يشهد مسار تأليف حكومة جديدة حركة تبشّر بولادة مجلس للوزراء يواجه الأزمة الاقتصادية والمالية، على الرغم من عودة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري من الخارج، ولقائه عدداً من المسؤولين، منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أعلن أن مبادرته لحل عقدة التأليف ما زالت مستمرة.

وفي الأثناء، تتفاقم الأزمة المعيشية، وتستمر طوابير السيارات أمام محطات الوقود، وترتفع الأصوات المحذرة من تفاقم المشكلة، لا سيما من المستشفيات والأفران، منذرة بافتقاد مادة المازوت التي تحتاج إليها، خصوصاً مع تزايد انقطاع التيار الكهربائي.

وتحول الغضب من نقص الوقود إلى مشاجرات في محطات البنزين، وبدا أن رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال يحذر من احتمال نشوب مزيد من الاضطرابات.

وقال دياب في كلمة بعد اجتماع مع مجموعة من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت "الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة".

وأضاف أن "لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف".

ويتولى دياب حكومة تصريف أعمال منذ استقالته في أعقاب انفجار كارثي في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس (آب). ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن الساسة المنقسمون من الاتفاق على حكومة جديدة.

أسوأ حالة كساد في التاريخ الحديث

ووصف البنك الدولي الأزمة اللبنانية بأنها أسوأ حالة كساد في التاريخ الحديث. وفقدت العملة أكثر من 90 في المئة من قيمتها، وانزلق أكثر من نصف السكان إلى الفقر.

وفي ما يتعلق باستئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي قال دياب "لا يحق لهذه الحكومة استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي لتطبيق خطة التعافي التي وضعتها الحكومة، لأن ذلك يرتّب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها".

وفي الشهر الماضي، حمّل مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي زعماء لبنان المسؤولية عما وصلت إليه البلاد من أزمة سياسية واقتصادية. وقال إن بعضهم قد يتعرض لعقوبات إذا ما استمر تعطيل خطوات تشكيل حكومة جديدة وبدء إصلاحات.

وقال دياب "أصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله، كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم".

واعتبر دياب أن المطلوب هو تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، في ظل سباق لبنان مع الانهيار الاقتصادي والمالي الكبير.

جعجع: المشهد حزين

ورداً على "صرخة" دياب"، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، "أن أحداً لن يقدم على مساعدة أحد آخر إذا كان هذا الآخر لا يبدأ بمساعدة نفسه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسأل جعجع، في بيان، دياب "هل قمت بما يمليه عليك ضميرك وواجبك الدستوري والأخلاقي؟ إذا كنت تصف أمام الدول الصديقة للبنان الوضع الحالي بالخطير، ألم يكن الأجدى بك أن تعمل أنت بهذا التوصيف وتساعد نفسك وشعبك قبل أن تطلب منهم المساعدة؟ هل طوابير الناس على محطات البنزين وضع استثنائي يأتي في سياق تصريف الأعمال أم لا؟ وهل انقطاع أنواع كثيرة من الدواء والمعدات الطبية هو وضع استثنائي يقع تحت تصريف الأعمال أم لا؟ فلماذا لم تجتمع حكومتك وتتخذ القرارات الآنية والتكتية المباشرة من أجل التخفيف من آلام المواطن اللبناني الذي أنت مسؤول عنه وعن وضعه ومصيره في الوقت الحاضر إلى حين تشكيل حكومة جديدة؟".

أضاف جعجع "كل هذا على سبيل المثال لا الحصر، ولكن ما هو أدهى من ذلك، هل تعلم دولة الرئيس أنه منذ استلامك رئاسة الحكومة عندما كانت حكومة كاملة الأوصاف وحتى اللحظة أهدرت على الشعب اللبناني مليارات من الدولارات في سياسة دعم عشوائية لم يصل منها إلى المواطن، في أحسن الحالات، سوى 20 في المئة مما صرف هدراً وفساداً وتهريباً؟ لقد أضعت في سياسة الدعم هذه وكل ما رافقها من تهريب ومحسوبيات وزبائنية واستفادة لبعض المحظيين، لقد أضعت مليارات من الدولارات حتى عندما كنت رئيساً لحكومة قائمة وليس في سياق تصريف الأعمال فحسب، مليارات من الدولارات كانت كفيلة بتوفير الدعم الفعلي للمحتاجين من الشعب اللبناني أقله لخمس سنوات إلى الأمام؟".

وختم جعجع قائلاً "لقد كان المشهد اليوم في السرايا محزناً جداً، كما هو كل يوم في بعبدا أو غيرها من المقار الرسمية. وأما الحزن الأكبر فيكمن في طلب المساعدة من الآخرين في الوقت الذي نضيع فيه وقتنا وجهدنا وما تبقى لنا من إمكانات إهمالاً وتسييباً وفساداً ولا مبالاة".

"لبنان القوي" يدعو الحريري إلى الإسراع

في الإطار ذاته، جدد تكتل "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل دعوته "الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الإسراع في تأليف الحكومة برئاسته رحمة بالبلد وناسه". وأكد التكتل في بيان "استعداده لتقديم كل دعم ممكن للحكومة العتيدة في الإصلاحات التي تنوي القيام بها".

وكرر التكتل مطالبته بـ"السير بلا تلكؤ، في التدقيق الجنائي في مصرف لبنان كما في كل الوزارات والإدارات والمؤسسات والصناديق، خصوصاً أن الجميع باتوا على يقين بأن هذا التدقيق هو ممر إلزامي لكل إصلاح، ومن دونه لن يحصل لبنان على أي دعم خارجي".

وأكد "ضرورة تحمل مصرف لبنان كامل مسؤولياته في تأمين استيراد المواد التي تتصل بالأمن الاجتماعي للبنانيين، وخصوصاً الدواء والمحروقات والخبز، لا سيما بعدما تم تأمين التغطية القانونية اللازمة، وإلا فإنه يتحمل مسؤولية أي نقص في المواد وأي فوضى ناجمة عن ذلك".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي