Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كان وزني حوالى 160 كلغ ولكن معالجة أزمة البدانة تقع على عاتقنا جميعاً

لنتحدّث بشأن المعنى الحقيقي للمسؤولية الشخصية وكيف بوسعكم التأكد من أنكم تضطلعون بها

ارتفاع معدلات البدانة في المملكة المتحدة (موقع غوف.يوكاي)

كان وزني يبلغ حوالي 160 كلغ. بفضل جراحة إنقاص الوزن وبرنامج "سليمنغ وورلد" Slimming World، أصبح وزني اليوم 82 كلغ وأنا أسعى إلى إنقاصه حتّى 66 كلغ.

أثناء حياتي الماضية، لم يكن بوسعي السير لمسافة 100 متر من دون أن أُصاب بوجعٍ في الظهر. مشيت لمسافة 25 كلم الشهر الماضي لهدفٍ خيري وتسلّقت بعض التلال شديدة الانحدار. انتقلت من كوني أعاني من السمنة المفرطة إلى كوني سمينة وحسب. أتمنّى أن أصبح في وقتٍ قريب بدينة وحسب. ومن ثمّ بأن يصبح وزني صحياً يوماً ما.

من خلال التصريحات العلمية والدعوة إلى حظر ترويج الوجبات السريعة لدى الأولاد، لا يقوم "مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة " بالتشهير بالبدينين. بل أبعد من ذلك، يعتبر أنّ الحقائق العلمية مهمّة ولا يمكن تلطيفها للحفاظ على مشاعر الأشخاص المتأثرين بها.

وهذا صحيح، فقد مررت بذلك بنفسي. أنا أتفهّم وأتشارك الألم مع أولئك الذين يعرفون أنّه في كلّ مرّة يُثار هذا النقاش علناً، وبغضّ النظر عن حساسية عمل الخير المتعلّق بذلك، فمن شأن هذا أن يصعّب الأمر على الذين يعانون من السمنة المفرطة من بيننا. وستتمّ ترجمة هذه الحقائق العلمية من منظار وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وسيتبنّاها المجتمع على الصعيد الأوسع. ليس ذلك خطأ مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة” ولكن يجب الإقرار به.

تشكّل خسارة الوزن جهداً جسدياً ونفسياً حتّى مع مساعدة الجراحة. فهو أمر صعب حيث أنّ الأشخاص الذين يودّون إنقاص وزنهم بضعة باوندات قبل فصل الصيف لن يفهموه فعلياً. ولكن، لأنّ الجميع تقريباً انخرطوا في عملياتٍ مختلفة للتحكّم في الوزن، فهم يعتقدون أنّهم يعرفون كيف تسير الأمور. وهذا بالتحديد ما يجعل الخرافات المرتبطة بالمسؤولية الشخصية متفشية.

تدرك غالبية الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بأنّ المعادلة الأنجح لفقدان الوزن تكمن في تناول كميات أقلّ والتمرّن أكثر. ولكن هذا أسهل قولاً من الفعل. فأن تكون سميناً هو أمر لا يغيّر جسمك وحسب بل يؤثّر على عقلك. معرفة الوقائع والتمكّن من التصرّف على أساسها هما امرين مختلفين تماماً.

عندما كنت سمينة بشكلٍ مفرط كنت أعاني من وجعٍ مستمرّ، وعلى غرار العديد من الأشخاص، عالجت نفسي بنفسي. غالباً ما قمت بذلك من خلال الاندفاع نحو تناول الطعام غير الصحي.

كان الطعام ولا يزال نقطة ضعفي. وعلى عكس الإدمان على الهيرويين، لا أستطيع الامتناع عن الأكل فجأة ومرة واحدة. تصوّروا أنّكم مدمنون على الكحول ويتحتّم عليكم الاحتفاظ بالنبيذ في منزلكم، وتناول كمية معتدلة من الفودكا يومياً للبقاء على قيد الحياة. هذا هو مستوى التحدّي الذي نتحدّث عنه.

وبالتالي، قبل أن نسمع ذلك عبر الفقرات التلفزيونية النهارية والكلمات القاسية من أمثال بيرس مورغن، دعونا نتحدّث عمّا تعنيه فعلاً المسؤولية الشخصية من أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة ومن الذين يودّون تشجيعهم على فقدان الوزن.

تتتعلق المسؤولية الشخصية في إيجاد العقلية الصحيحة قبل أن تقدموا على أيّ أمر آخر. يقوم الأمر على إجراء تغييراتٍ طويلة الأمد وليس إجراء حمية غذائية.

أكثر ما أحبّه في مقاربة برنامج "سليمنغ وورلد" هو أنّه ليس حمية غذائية، على الرغم من أنّكم تقومون باحتساب السعرات الحرارية (أو syns وهو المصطلح المتعارف عليه في البرنامج، ونعم لا زلت أرتعش عندما أستخدم تلك الكلمة). يتمّ التركيز في المجموعة على تغيير علاقتكم مع الطعام لمدى الحياة، وعدم تجربة طرق لا تدوم أبداً. وهنا يكمن أحد الأسباب في أنّ أولئك الذين بلغوا وزنهم الهدف، يتشجّعون للبقاء ضمن المجموعة ويُمنحون عضويّة مجانية للسماح لهم بالبقاء.

يتعلّق الامر بتغيير السلوك لمدى الحياة ويستحقّ ذلك الدعم والتشجيع لمدى الحياة، تماماً كما أنّ الاشخاص المنخرطين في "ألكوهوليكس أنونيموس" Alcoholics Anonymous لا يُطرحون خارج البرنامج لدى إتمامهم المرحلة 12.

كونكم من أولئك الذين لا يعانون من السمنة المفرطة، ولكنهم مهتمّون بأزمة البدانة، فأنتم تضطلعون بدورٍ في هذا التحدّي - وهو ليس الدور الذي الذي تفكرون فيه غالباً.

لا تكمن مسؤوليتكم الشخصية في فضح الأشخاص البدينين على شاشات التلفزة معتقدين أنّكم بذلك تسدون خدمةً للوطن. ولا يتعلّق ذلك بالتنمّر علناً على الغرباء الذين يحاولون المضيّ في يومهم وحسب. ولا يقوم ذلك حتماً على وضع ضغط التظاهر بالاهتمام أمام ذلك الصديق الذي "سيكون جميلاً جداً إذا فقد الوزن".

بل يقوم ذلك الدور على التفهّم عندما تودّ إحدى الصديقات اللقاء في المطعم نفسه مراراً وتكراراً لأنها عملت على تحديد ما يمكنها تناوله هناك للمضيّ في حميتها. ويتعلّق الأمر بتغيير فهمك لعلاقة الشخص الذي يعاني من السمنة المفرطة بالطعام، إذ بوسعك دعمهم في اتخاذ خيارات أفضل، وليس انتقادهم ليصلوا إلى إخفاء خياراتهم السيئة. ويعني ذلك أيضاً تفهّم المشاعر التي تترافق مع تناول الطعام لدى عدد كبير من السكان - والقيام بما في وسعكم لعدم جرح تلك المشاعر لدى دخولكم في ذلك الجدال.

نضطلع جميعاً بدورٍ في معالجة أزمة البدانة المفرطة. طالما أنّ العبء الوحيد ما زال يقع على البدينين، عوضاً من النظر إلى كيفية قيام المواقف الاجتماعية بالـتأثير فيهم، لا شكّ أنّ الأمور ستتفاقم.

لذلك، إذا اخترتم التعيير بالسمنة عبر هذا البحث العلمي، فلتدركوا أنّكم المشكلة. ومثلما تقع المسؤولية على مفرطي الوزن، حان عليكم الوقت لتتحملوا شيئا من المسؤولية الشخصية ولتدركوا مدى ما تلحقونه بالمجتمع من ضرر.

© The Independent

المزيد من آراء