Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنك إنجلترا محق في "ضبط الأعصاب" رغم مخاوف التضخم

يرى جيمس مور أن الأسعار ترتفع بالفعل بسرعة أكبر من المتوقع، ويمكن أن تزيد على ثلاثة في المئة خلال الأشهر المقبلة، لكن من المتوقع أن يكون هذا الأمر مؤقتاً، وأن يشهد الاقتصاد صعوبة في الانتعاش مع استمرار الجائحة في إثارة القلق

ربما كان بنك إنجلترا يولي اهتماماً لمواقف أنغيلا ميركل في ما يتعلق بخلق ظروف الإنتعاش الإقتصادي في بريطانيا (أ.ب)

لم ينل الصقور المنادون بلجم التضخم مبتغاهم في ختام الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية التابعة لبنك إنجلترا. فقد حذرت اللجنة من أن الأسعار التي ارتفعت بالفعل بسرعة أكبر من المتوقع، ستستمر في هذا الاتجاه بعد أن أثار الأمر قلق القلب التجاري للندن عندما وصل الارتفاع إلى 2.1 في المئة في السنة (المالية) المنتهية في مايو (أيار).

وتتوقع اللجنة الآن أن يتجاوز ارتفاع التضخم ثلاثة في المئة، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن هذا لن يحدث إلا لفترة "مؤقتة"، مدفوعاً جزئياً بأسعار السلع، التي لا يملك البنك أثراً يذكر عليها.

وعلى الرغم من أن هذا يكفي لإثارة القلق بين أشد المتشائمين، يظل هذا الرقم أقل كثيراً من نسبة الخمسة في المئة التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً.

ومن الأهمية بمكان أن البنك يعتقد أن الوضع سيكون مؤقتاً، تماماً كما يعتقد أن النمو الاقتصادي الأسرع من المتوقع سيكون مؤقتاً كذلك.

ومن الواضح أن استمرار عودة الانتعاش – من الخطأ تماماً أن نطلق على ذلك اسم الازدهار لأنه بعيد عن ذلك – يعتمد على (مواجهة) الفيروس، وقدرة الحكومة على وقف العمل بالقيود المتبقية الشهر المقبل.

والواقع أن الشعور بالرضا عن الذات عندما يتعلق الأمر باللعبة المقلقة بين البروتين والحمض النووي الريبي التي تتسبب في كوفيد-19 ليس بالتصرف الحكيم. ولقد ثبت ذلك مراراً وتكراراً.

وتود الحكومة بشدة أن تتقدم إلى الأمام، لكنها لم تضغط على زر "التأكيد" الخاص بموعد 19 يوليو (تموز) لرفع القيود، ولسبب وجيه.

لكن بوريس جونسون لا يزال عاجزاً عن مقاومة بعض آثار "علامته التجارية الصاخبة" التي ميزته حين ظل يعد ويكرر وعده المتعلق بمنح "الفرصة الحقيقية" للبريطانيين الذين حصلوا على جرعتي اللقاح للسفر هذا الصيف، وسط ضغوط شديدة من جانب القطاع (السياحي).

والسؤال هو هل سيكون ذلك موضع ترحيب (في الخارج)؟ فقد وجهت زعيمة ألمانيا أنغيلا ميركل تنبيهاً قوياً، حيث حذرت من أن متحور "دلتا" الذي تسبب في المشاكل الأخيرة لبريطانيا يعني أن الجائحة "لم تنتهِ". وهي تعتقد أن أوروبا تخاطر في هذا الصدد (بفتح حدودها لسكان بريطانيا).

إن التاريخ يذكرنا بأن ميركل هي الزعيمة الأكثر جدارة بالثقة عندما يتعلق الأمر بالزعامتين البريطانية والألمانية. ولعل بنك إنجلترا كان يولي اهتماماً لذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان تصويته مماثلاً تماماً لتصويته في المرة الأخيرة. فقد جرت الموافقة بالإجماع على قرار الاحتفاظ بمعدلات الفائدة البالغة 0.1 في المئة. أما عن الحفاظ على أهداف التيسير الكمي – أي شراء السندات بهدف تحفيز الاقتصاد – فسجل التصويت ثمانية أصوات موافقة في مقابل صوت معارض.

وكان كبير خبراء الاقتصاد المستقل، أندي هالداين، مرة أخرى، وحيداً في الدعوة إلى خفض بقيمة 50 مليار جنيه استرليني (70 مليار دولار) للمستهدف المقصود، المتمثل في 875 مليار جنيه من الأوراق الحكومية، فضلاً عن نحو 20 مليار جنيه من ديون الشركات.

وأعرب عن مخاوفه تجاه التضخم بصوت عالٍ في الأسابيع الأخيرة.

والسؤال الآن هو ما إذا كان أي شخص آخر سيرتدي ملابس الصقور الخاصة به بعد رحيله لإدارة الجمعية الملكية للفنون.

من المؤكد أن هؤلاء الذين يرغبون في العثور على أشياء تثير القلق في شأن المؤشرات "لن يتضوروا جوعاً" في الأشهر المقبلة، ومن المؤكد أن الأعصاب ستتوتر في بنك إنجلترا. والواقع أن مهمة لجنة السياسة النقدية بعيدة كل البعد عن السهولة في وقت الاضطرابات الكبرى التي لا سابق لها.

وعلى الجانب الآخر، هناك حقيقة مفادها أن المملكة المتحدة بعيدة كل البعد عن الخروج من المصاعب. فعلى الرغم من تحسن التوقعات في ما يتصل بتشغيل العمالة، لدرجة أن بعض القطاعات شهدت علامات نقص في اليد العاملة، لا يزال مئات الآلاف من الناس يعيشون في إجازات مدفوعة، ولا تشهد سوق العمل فائضاً في الفرص على وجه التحديد.

وهذا يعني أن البنك كان محقاً في التركيز على ما كان يجب التركيز عليه: أي فرص العمل والنمو.

وكان المحافظ أندرو بيلي في مرمى النيران لكل الأسباب الخاطئة مرة أخرى بعد أن أصدر نواب في البرلمان تقريراً لاذعاً عن تعامل هيئة السلوك المالي مع انهيار "لندن لرأس المال والتمويل"، وهي شركة استثمارية أهدرت مدخرات عملائها.

وحدث هذا تحت ناظري بيلي، حين كان يدير الهيئة التنظيمية، وهذا الأمر يمثل علامة سوداء في سيرته الذاتية. ومن المؤكد أن توجيهه شركات المملكة المتحدة إلى شاطئ الأمان وسط العاصفة الحالية من شأنه أن يمثل شكلاً من التعويض بالنسبة له.

 

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد