Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير جديد للصحة في بريطانيا المحرجة بمواجهة كورونا

هو ساجد جاويد وزير المال السابق في حكومة جونسون

بعد ساعات من استقالة وزير الصحة البريطاني مات هانكوك على أثر الكشف عن انتهاكه إجراءات فرضتها حكومته للحد من انتشار فيروس كورونا، عين رئيس الوزراء بوريس جونسون، السبت 26 يونيو (حزيران)، وزيراً جديداً للصحة، هو ساجد جاويد وزير المال السابق في حكومة جونسون.

ويأتي هذا التغيير في وقت حرج لبريطانيا التي سجلت فيها أكثر من 128 ألف وفاة بكورونا وتواجه تفشي النسخة المتحورة من الفيروس "دلتا" الشديدة العدوى. وتسابق السلطات الزمن لتطعيم أكبر عدد ممكن من الناس لرفع القيود الأخيرة المطبقة حالياً في يوليو (تموز).

"العودة إلى الحياة الطبيعية"

وقال وزير الصحة الجديد الأحد إن الأولوية بالنسبة له تتمثل في تجاوز جائحة كوفيد-19 والعودة إلى الحياة الطبيعية، مشيداً بسلفه هانكوك.

وبدأ جاويد مهمته الجديدة بقائمة من المهام الملحة التي تتمثل في حالات كورونا الآخذة في الزيادة وتحذير المستشفيات من تزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية والإنهاك الذي أصاب الطواقم الطبية في معركتهم ضد المرض.

وقال لشبكة "بي بي سي"، "ما زلنا في جائحة وأود أن أرى نهاية لذلك في أسرع وقت ممكن وستكون الأولوية العاجلة بالنسبة لي أن نعود إلى طبيعتنا في أقرب وأسرع وقت ممكن". وأضاف لاحقاً، "بفضل الجهود الرائعة التي تبذلها (طواقم) هيئة الخدمات الصحية الوطنية وموظفي الرعاية الاجتماعية الذين يعملون بلا كلل كل يوم وبرنامج التطعيم الهائل لدينا أحرزنا تقدماً هائلاً في المعركة ضد هذا المرض المخيف".

وكان من المقرر أن تخفف بريطانيا إجراءات الإغلاق بشكل كبير في 21 يونيو، لكن ظهور المتحور "دلتا" الذي اكتشف للمرة الأولى في الهند أدى إلى تمديدها.

وانسحب جاويد (51 عاماً) من الحكومة مطلع 2020 لاستيائه من الشروط التي فرضت لممارسة مهماته.

وهذا المصرفي ونجل سائق حافلة باكستاني كان أول سياسي من عرقية إثنية تشكل أقلية، يتولى حقيبة الداخلية في حكومة رئيسة الوزراء المحافظة السابقة تيريزا ماي.

وأعلنت رئاسة الحكومة أن الملكة إليزابيث الثانية وافقت على تعيين النائب جاويد.

جونسون يدعم هانكوك

وكتب هانكوك (42 عاماً) في رسالة استقالته التي قدمها إلى جونسون "ندين للشعب الذي بذل كثيراً من التضحيات في هذه الجائحة بأن نكون صادقين حين نخذله كما فعلت بانتهاكي للإجراءات".

وأعرب جونسون الذي قدم دعمه في البداية لهانكوك، عن "أسفه" لهذه الاستقالة. وقال رداً على الرسالة إن هانكوك يجب أن يكون "فخوراً جداً بما حققه ليس بالتصدي للوباء فحسب بل قبل كوفيد-19 الذي يضربنا".

وأشاد بدوره في حملة التلقيح البريطانية الناجحة التي وصفها بأنها "إحدى أكبر النجاحات للدولة الحديثة". وقال إن "مهمتك كانت التعامل مع تحد لم يواجه مثله أي من الذين سبقوك في هذا المنصب، وكنت في مكافحتك لكوفيد على قدر هذا التحدي بحيوية كبيرة وذكاء وتصميم".

جدل

وكانت صحيفة "ذي صن" نشرت على صفحتها الأولى الجمعة صورة من كاميرا مراقبة، يظهر فيها هانكوك المتزوج وأب لثلاثة أطفال، وهو يقبل جينا كولادانجيلو وهي صديقة قديمة له أثار تعيينها بتكتم في مكتبه في السادس من مايو (أيار) جدلاً.

وبعدما اعترف بأنه خالف القواعد، اعتذر الرجل الذي دعا البريطانيين باستمرار إلى احترامها. وأكد رئيس الحكومة أنه قبل الاعتذار وجدد ثقته فيه، معتبراً أن القضية "أغلقت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أكد في رسالة استقالته أن "آخر ما أريده هو أن تصرف حياتي الشخصية الأنظار عن التركيز على ما يقودنا إلى خارج هذه الأزمة".

لكن الصحيفة نشرت، السبت، على موقعها الالكتروني تسجيل فيديو من كاميرا المراقبة.

وفي مواجهة هذه القضية التي تناقلتها جميع وسائل الإعلام، تضاعفت الدعوات إلى الاستقالة من قبل المعارضة والمعسكر المحافظ الحاكم. ووجدت هذه الدعوات صدى لدى وزير الصحة الذي اتهم بالنفاق.

وكتب زعيم حزب العمال كير ستارمر في تغريدة على "تويتر" أن هانكوك "محق في الاستقالة". لكنه رأى أنه كان ينبغي أن يقوم جونسون "بطرده".

وأشار حزب العمال أيضاً إلى إمكانية تضارب مصالح في تعيين جينا كولادانجيلو في الوزارة. وتعمل هذه السيدة في حملات الترويج ويعرفها هانكوك منذ دراسته الجامعية. وهي تدير حالياً سلسلة من المتاجر أسسها زوجها.

من هو هانكوك؟

وقبل هذه الفضيحة وجهت اتهامات مربكة أخرى إلى هانكوك الذي أصبح معروفاً لدى البريطانيين خلال الوباء بالمؤتمرات الصحافية اليومية خلال ذروة الموجة الأولى من انتشار الفيروس.

وخلال جلسة استماع في مجلس العموم في مايو الماضي، اتهمه المستشار السابق لرئيس الوزراء دومينيك كامينغز بـ "الكذب" في مناسبات عدة. ورأى أنه كان يجب "فصله". وفي منتصف يونيو، قال إن بوريس جونسون وصف هانكوك بأنه "فاشل" في تعامله مع الوباء مقدماً تسجيلاً على هاتفه النقال يثبت ذلك.

وواجه هانكوك انتقادات بسبب نقص معدات حماية الطواقم الصحية في بداية الأزمة وفي وقت لاحق بسبب الغموض في منح بعض العقود العامة.

وهانكوك تخرج من جامعتي أكسفورد وكامبريدج العريقتين. وقد انتخب للمرة الأولى عضواً في البرلمان عن حزب المحافظين في 2010.

ودخل هاوي الكريكت والمحلل الاقتصادي السابق في بنك إنكلترا، إلى الحكومة للمرة الأولى في 2012، إذ شغل مناصب وزارية مختلفة.

وتولى هانكوك منصب وزير الصحة في التاسع من يوليو (تموز) 2018، بعدما شغل منصب رئيس هيئة الثقافة والإعلام والرياضة.

وقبل دخوله معترك السياسة عمل في شركات عائلته.

المزيد من متابعات