Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسم رمضان توج الممثلة المخضرمة رندة كعدي نجمة تلفزيونية

حصلت على تخصص جامعي ووظفت خبرتها وثقافتها لتؤدي أصعب الأدوار وتجذب الجمهور      

الممثلة المخضرمة رندة كعدي نجمة الموسم الدرامي الرمضاني (اندندنت عربية)

تنتمي الممثلة رندة كعدي إلى جيل فني مخضرم، يعوّل عليه كثيرون في نهضة الدراما التلفزيونية. وعلى الرغم من تنوع تجربتها الفنية بين المسرح والسينما والتلفزيون، فإنها لا تزال تحلم بالسينما التي تقتصر معظم تجربتها فيها على الأفلام القصيرة، وبالمسرح الذي يبعدها عنه سكنها في زحلة وبعدها عن العاصمة. تخصصت في مجال التربية الحضانية في زحلة، ثم درست في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية- قسم التمثيل، ودخلت مجال التمثيل صدفة عندما عرض عليها المخرج أنطوان ريمي المشاركة في أفلام قصيرة. أول أدوارها التلفزيونية كان في مسلسل "شارع الكسليك" ومن بعده في "سنابل القمح" و"الجاحظ"، ثم كرت السبحة وشاركت في كثير من الأعمال كان آخرها "للموت" و"عشرين عشرين" و"راحوا"، التي عرضت في موسم واحد. وفي هذه المسلسلات تمكنت رندة من فرض نفسها ممثلة قديرة جداً ولامعة، خصوصاً أنها أدت في هذه المسلسلات أدواراً صعبة ومختلفة مضموناً وتعبيراً. وخلال الفترة الأخيرة فرضت رندة نفسها بصفتها نجمة تلفزيونية، فريدة في أدائها ووعيها الدرامي وعيشها أصعب اللحظات الإنسانية، بقوة وجرأة وسلاسة.

أحبت المسرح منذ الطفولة، وتدربت على يد الفنان الراحل يعقوب الشدراوي، الذي صنع شخصيتها الفنية. والدها هو الكاتب المسرحي والتلفزيوني خليل كعدي، الذي شجعها على الفن بشكل عام، ولكنه رفض أن تشارك في أعمال مهمة لكي لا تنشغل عن الدراسة.

وعن المفارقة بين كون والدها كاتباً مسرحياً وعدم سماحه لها بالعمل في المسرح، أوضحت "هو لم يسمح لي، ليس لأنه يرفض أن أكون ممثلة، بل لأنه كان يخاف عليَّ بسبب ظروف الحرب. معهد الفنون كان قريباً من منزلنا في منطقة عين الرمانة، لكننا أجبرنا على تركه والانتقال إلى مكان آخر. ومن بعدها لم يعد يسمح لي بالنزول إلى بيروت بسبب الظروف الأمنية. وهذا يعني أنه لا توجد مفارقة في الموضوع بل إن والدي كان المشجع الأول لي".

وعن تجربتها المسرحية بما لها وعليها، توضح كعدي: "بعدي عن المدينة هو الذي جعلني أقصّر مسرحياً، والاكتفاء بتقديم عمل واحد كل أربع سنوات، لأن هذا الأمر كان يتطلب مني جهوداً قاسية بسبب بُعد المسافة بين بيروت وزحلة، واضطراري إلى العودة ليلاً إلى زحلة بسبب ارتباطي بوظيفتي مدرسة، عدا عن أن العروض المسرحية تكون في موسم الشتاء الذي هو أيضاً موسم المدارس. ظروفي الصعبة هي التي تحول دائماً بيني وبين المسرح، ولو أن فنانة غيري تعيش ظروفي هذه، لكانت اعتزلت منذ وقت طويل". في المقابل لا تخفي كعدي حرقتها من هذا الوضع، وتضيف "الفنان غير مقدر في لبنان، وهو مجبر على العمل في مجالات مختلفة لكي يستمر. لا يوجد دعم لا من النقابة ولا من الدولة، ولا أحد يهتم بالمسرح".

كعدي التي شاركت في 12 مسرحية حتى اليوم، تؤكد أنها لا تشعر بالندم على مشاركتها في أي منها وتقول "آخر مسرحيتين لي كانتا (القفص) و(صوتهم) للمخرجة لينا أبيض، وهما كانتا بلسماً لقلبي. في السابق، كنت أعمل دائماً مع إيلي كرم في مسرح المدينة، واليوم لم نعد قادرين مادياً على استئجار مسرح لعرض أعمالنا".

وعما إذا كان التلفزيون عوّضها غيابها عن المسرح، تجيب "لا يمكن التعويض مع أن التمثيل واحد. كل مجال لديه نكهته الخاصة ولا يمكن لأي منهما أن يحلّ مكان الآخر". وهل هذا يعني أنها تعمل في الدراما التلفزيونية كتحصيل حاصل فرضه ابتعادها عن المسرح؟ تردّ "بل أنا أعمل في التلفزيون بشغف وإلا ما كنت استمررت فيه حتى اليوم".

من ناحية أخرى، تشير كعدي إلى أن السينما هي حلمها الذي لم يتحقق إلا من خلال الأفلام القصيرة مع الطلاب. وتتابع "في رصيدي أكثر من 200 فيلم قصير، أما تجربتي في الأفلام الطويلة فهي محدودة وتقتصر على بضعة أفلام. لا أعرف لماذا لم يحب مخرجو السينما تمثيلي، مع أنني لا أتأخر عن أي كاستينغ أسمع به". لكنها تنفي أن يكون هذا الأمر سبباً يجعلها تشعر بالغُصة، وتقول "هم الخاسرون وهم من يجب أن يشعروا بذلك. أنا أسكن في مكان بعيداً جداً ولا توجد لديَّ علاقات مع الوسط، وربما لو كنت ألتقي المخرجين في مقاهي الحمراء لكانوا التفتوا إليَّ، لكن لا أحد يعرفني. لذلك أشارك في (الكاستينغ) وأغادر كالتلميذة الشاطرة، ومع ذلك لا أُطلب للأفلام، ربما لأنني لا أوحي لهم بشيء. هم يعرفون الممثلات المناسبات للأدوار لمن هنّ في مثل عمري، وهن يوجدن عادة في الجامعات ومقاهي الرصيف في (شارع الحمراء). وعلى ما يبدو فإن مجتمع المثقفين له عالمه ونكهته ولا يقبل بالغرباء".

على مستوى الدراما التلفزيونية، توضح كعدي أن لا مشكلة لديها في المشاركة في تصوير ثلاثة أعمال في السنة، كما حصل في الموسم الرمضاني الفائت، حيث لعبت في "للموت" دور الأم المربية والعاشقة الخجولة، وتبنت قضية الحب الذي لا عمر له حتى لو تخطت المرأة عمر الشاب. وكسرت في "راحوا" صورة الأم الجيدة، وتقول حول هذا الموضوع "كممثلة، لديَّ استعداد للعب أي شخصية تستهويني وتستفز الفنانة الموجودة في داخلي، ومشاركتي في ثلاثة أعمال ترتبط بالعرض والطلب. عندما يعجبني دور أقبل به حتى لو كانت مساحته صغيرة. صحيح أن بعض الممثلين يقولون إنهم يتقمصون الشخصية التي يلعبونها ولا يستطيعون التخلص منها بسهولة، ويصعب عليهم تصوير أكثر من عمل في وقت واحد، لكن الممثل الأكاديمي لديه تقنيات ومهارات مكتسبة تجعله بمنأى عن هذا الموضوع، وتمكّنه من الخروج من الشخصية بسهولة. عندما أغادر موقع التصوير أترك الشخصية هناك وأعود إلى البيت بمفردي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كعدي تؤكد أنها راضية عن الدراما اللبنانية بكل مراحلها، وتوضح "لم أشارك في أي عمل دون المستوى في نظر المشاهد أو في نظري، وخلال مسيرتي الطويلة مع مروان نجار لم نقدم عملاً لا يليق بالمشاهد، وكذلك مع شكري أنيس فاخوري في مسلسل (العائدة) بجزءيه، كما في مجموعة أعمالي مع كارين رزق الله وطارق سويد وكلوديا مرشليان. لم أشعر يوماً بالندم على أي دور شاركت فيه، لأنني أختار أدواري بمزاجي الفني، والعمل الذي لا يتطابق معه لا أقبل به. لا يمكن أن أشارك بالأعمال السخيفة إرضاء لأحد إلا لقناعاتي، لأنني فنانة أكاديمية، تحترم عملها والمشاهدين، سواء استقبلوني بفطرتهم أو بعمقهم الثقافي".

وعن ثنائيتها مع الممثل أحمد الزين قالت "هو لا ينتظر شهادتي لأنه كان (ابن البلد) قبل أن أخوض المعترك الفني، ولقد تشرفت بالوقوف أمامه في (للموت). نحن ننتمي إلى مدرستين مختلفتين، أحمد الزين من مدرسة الموهبة الكبيرة والخبرة الطويلة التي نستقي منها، وأنا أنتمي إلى مدرسة أكاديمية، وجمعت بيننا صلة الوصل التي تقوم على الطبيعية في الأداء بعيداً عن المبالغة، تحت إدارة المخرج المبدع فيليب أسمر الذي يقرّب المسافات بين الممثلين، ولا يسمح بأن يظهروا كأنهم من مدارس مختلفة".

وشددت كعدي على أنها تحرص قبل تصوير أي عمل على معرفة اسم المخرج وأسماء الممثلين المشاركين معها، وتوضح "خلال بناء شخصيتي وصناعة هوية لها، يجب أن أعرف كم تتحمل من مشاعر وأكسسوارات، انطلاقاً من الممثل الذي سيقف أمامها، لأن التمثيل يشبه اللعبة الرياضية ويجب أن أعرف الخصم لكي أستعد جيداً"، وهل هذا يعني أنها يمكن أن ترفض العمل عندما لا ترضى عن هذين العنصرين؟ تجيب "إذا أعجبني النص والدور فإنني أحاول. المسلسل يشبه حقل التجارب، ولا يمكن أن نضمن نجاحه أو فشله، ونحن نعطيه حقه، من خلال تركيب الشخصية، والأداء، والتواصل مع الممثلين الآخرين والباقي للجمهور".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة