عقد وزراء الإعلام العرب، الأربعاء 16 يونيو (حزيران) الجاري، اجتماعهم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة. وسلّم وزير الإعلام السعودي المكلف ماجد القصبي، رئيس الدورة السابقة (الـ50)، رئاسة المجلس إلى نظيره السوداني حمزة بلول.
ودعا مجلس وزراء الإعلام العرب، الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الإعلامية إلى إطلاق حملات عربية على مدار العام بهدف مناصرة القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها الدفاع عن القدس. وشدد المجلس في القرارات التي صدرت في ختام دورته الـ51 التي عُقدت برئاسة السودان، على الهوية العربية للقدس الشرقية.
ودعا القرار الصادر عنه إلى تسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية وانتهاكه القوانين والمواثيق الدولية. وطالب بتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2222 الذي يدعو إلى حماية الصحافيين وملاحقة المعتدين عليهم. واعتبر القرار منطقة الشيخ جراح في القدس رمزاً من رموز النضال الفلسطيني، طالباً العمل على حشد وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التركيز على القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني.
وكلّف المجلس بعثات الجامعة العربية في الخارج وعلى وجه الخصوص اللجان الإعلامية، مواصلة الجهود لمخاطبة وسائل الإعلام المختلفة في هذه الدول، لشرح ما يجري في الأراضي العربية المحتلة من انتهاكات وتهويد لمدينة القدس، وفضح جرائم إسرائيل بحق الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية. ووافق المجلس على تمديد فترة العمل بالاستراتيجية الإعلامية العربية، التي تنتهي عام 2021، لمدة خمسة أعوم إضافية. ودعا المجلس دولة فلسطين إلى تقديم مقترح متكامل عن مشروع دليل مصطلحات قضيتها لاستخدامه في وسائل الإعلام العربية المختلفة.
وفي ما يتعلق بالبند الخاص بدور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، دعا المجلس كل وسائل الإعلام العربية الرسمية والخاصة إلى دعم جهود الدول العربية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في زمن الأزمة وما بعدها والتأكيد على أهمية محاربة التضليل والأخبار الزائفة وإعلاء مبدأ حق الرأي العام في التماس المعلومات الصحيحة ودعم جهود السلطات الرسمية والإعلام وكل المواطنين في هذا الإطار. واعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب برنامج عمل لتنفيذ أهداف الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة 2030.
استراتيجية للتعامل مع "فيسبوك"
وأكد مجلس وزراء الإعلام العرب دعم مقترح السعودية المتعلق بتطوير استراتيجية موحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية ("غوغل" و"فيسبوك" و"أمازون" و"نتفليكس") بناءً على دراسة أفضل النماذج الدولية في التعامل مع هذه الشركات. ودعا المجلس، الأردن إلى عرض مقترحه الخاص بتأطير العلاقة القانونية مع شركات الإعلام الدولية، وطرحه على اللجنة المعنية بوضع استراتيجية موحدة للتعامل مع كل شركات الإعلام الدولية.
وطلب القرار من "اتحاد إذاعات الدول العربية" تقديم تصوره حول مقترحه بشأن مشروع وثيقة تعامل الدول العربية مع الفضاء الرقمي والشركات الكبرى المسيطرة.
وكلّف القرار البحرين تنفيذ مقترحها لاستضافة وتنظيم الحلقة النقاشية البحثية حول إدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج الدراسية لكل المراحل.
ووافق المجلس على التشكيلة الجديدة لمكتبه التنفيذي برئاسة العراق، وعضوية السعودية وتونس والجزائر وجزر القمر والكويت ولبنان واليمن، إضافة إلى مصر وفلسطين كعضوين دائمين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الدول الأعضاء إلى العمل بصورة حثيثة على تحديث خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، مؤكداً على ضرورة أن تكون القضية الفلسطينية من المحاور الأساسية فيها.
وقال أبو الغيط في كلمته إنه "ينبغي ألا نترك للآخرين رسم صورة عن مجتمعاتنا وما يجري فيها، بل علينا أن نبادر نحن بتكوين هذه الصورة، من دون أن يعني ذلك أن ننخرط في تجميل الواقع أو التغطية على مشكلاته، بل المطلوب حقاً هو تقديم الصورة بأبعادها المختلفة وبصعوباتها وتحدياتها الحقيقية من دون تهويل أو تهوين".
ونبّه الأمين العام إلى أن الجولة الأخيرة من الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال شهر مايو (أيار) الماضي، "وما شهدته من هجمات وحشية على أهلنا في قطاع غزة، كشفت مجدداً عن أن المعركة مع الاحتلال تدور على الشاشات وصفحات الجرائد وصفحات التواصل الاجتماعي، تماماً كما تُخاض في الميدان في مواجهة المستوطنين وقوات الاحتلال".
ظهور السلالات المتحورة من الفيروس
من جهته، أكد وزير الإعلام السعودي المكلف ماجد القصبي أن "القضية الفلسطينية تشهد تطورات خطيرة، مما يتطلب بذل مزيد من الجهود لزيادة وعي المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام والعمل على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مشدداً على الدعم السعودي الثابت للشعب الفلسطيني. وقال إن "العمل العربي الإعلامي المشترك يواجه تحديات كبيرة، لا سيما التدفق الهائل للأخبار وتسارع الأحداث وتعدد الحاجات المعرفية للمتلقّين والبدائل الرقمية والتنافس العالمي في مجال الإعلام".
واعتبر أن "تداعيات جائحة كورونا تفرض واقعاً تلعب فيه وسائل الإعلام دوراً أكثر فاعلية من خلال حث الجمهور على تلقّي اللقاح باعتبار ذلك أهم وسيلة للتعافي، مع ضرورة توعية الإعلام بأهمية استدامة الإجراءات الاحترازية".
ولفت القصبي إلى أن "ظهور السلالات المتحورة من كوفيد-19 يفرض ضرورة استمرار الإجراءات الوقائية، ومن هنا جاء قرار السعودية بالسماح بتأدية 60 ألف حاج فقط من داخل المملكة لمناسك الحج هذا العام".
من جانبه، أكد خالد الغامدي، رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي، وكيل وزارة الإعلام السعودية للعلاقات الإعلامية الدولية، أن "الاجتماع عُقد بعد اجتماعين تحضيريَين، هما اجتماع اللجنة الدائمة للإعلام العربي والمكتب التنفيذي، وتمّت مناقشة 15 بنداً على رأسها القضية الفلسطينية والاستراتيجية الإعلامية العربية وخطة التحرك العربي في الخارج وخطة التعامل مع الشركات العالمية مثل غوغل وأمازون".
وأضاف الغامدي أن "السعودية تقدمت بمقترح حول إعداد استراتيجية للتصدي لجائحة كورونا وتداعياتها، من ثلاثة محاور، هي التعامل مع الوباء في الوقت الراهن وتهيئة المجتمع العربي ورفع وعيه للتعامل مع العالم ما بعد الجائحة، والاستعداد لأي تغيرات أو جوائح أخرى، ومحور العمل المشترك وكيفية تنسيقه لنضمن استدامة الوعي".
وأردف أن "الرياض تقدمت بمقترح مهم آخر بخصوص عضوية المكتب التنفيذي، بانضمام مصر كعضو دائم من دون انتخاب باعتبار أنها دولة المقر، وكذلك دولة فلسطين تُضاف كعضو دائم نظراً إلى خصوصيتها، والدولة التي تترأس الدورة الحالية السودان".
وحول التنسيق بين القاهرة والرياض، أكد الغامدي أن "الشراكة السعودية - المصرية تاريخية، والإعلام يحتاج إلى إبرازها وتعزيز التعاون بين الدولتين"، مضيفاً "بالأمس، زار وزير الإعلام السعودي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والتقى نخبة من كبار الإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف، وتحدثنا عن أوجه التعاون وورقة عمل تنفيذية، والآن نعمل عليها بالتنسيق مع رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري كرم جبر للخروج بخطة قابلة للتنفيذ مع جدول زمني لتطبيقها، بحيت تعكس الخطط الآليات التنفيذية".
