أعلنت مجموعتا "فيفندي" و"ميدياسيت" الإعلاميتان الأوروبيتان العملاقتان "التخلي عن أي منازعة" بينهما، بعد نزاعات قضائية استمرت سنوات، وانطلقت إثر فشل محاولة إطلاق منصة منافسة لـ"نتفليكس" عام 2016.
وأعلنت "فيفندي" الفرنسية المالكة لقنوات "كانال+"، والإيطالية "ميدياسيت"، الاثنين، الثالث من مايو (أيار)، أنهما "توصلتا إلى اتفاق شامل ينهي خلافاتهما، ويتخليان بموجبه عن كل المنازعات والدعاوى بينهما"، وفق ما ورد في بيان مشترك أصدرتاه أيضاً مع شركة "فينينفست" القابضة المملوكة لعائلة برلسكوني.
الخلاف
وكانت "فيفندي" و"ميدياسيت" قد اتفقتا عام 2016 على إطلاق منصة إلكترونية ترفيهية من شأنها منافسة مجموعة "نتفليكس" الأميركية العملاقة، من طريق شراء المجموعة الفرنسية نسبة 100 في المئة من باقة قنوات التلفزيون المدفوعة "ميدياسيت بريميوم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن "فيفندي" نددت سريعاً بهذا الاتفاق، معتبرةً أنها خدعت في شأن القيمة الفعلية لباقة قنوات "ميدياسيت بريميوم". بعدها، باشرت المجموعة الفرنسية بحملة سريعة للاستحواذ على 28.8 في المئة من "ميدياسيت"، وهو ما اعتبرته عائلة برلسكوني خطوة عدائية.
كذلك اصطدم هذا المسعى بمندرجات القانون الإيطالي في شأن التعددية الإعلامية، والتي أرغمت "فيفندي" على "تجميد" ما يقرب من 20 في المئة من أسهمها وإيكالها إلى شركة ائتمان.
وفي يونيو (حزيران) 2017، رفعت "ميدياسيت" وشركة "فينينفست"، وهي أبرز المساهمين فيها، دعوى قضائية في حق "فيفندي" مطالبتين بتعويضات مقدارها ثلاثة مليارات يورو.
مذاك، حاولت السلطات القضائية الإيطالية والأوروبية البت في المنازعة، وقد حققت "فيفندي" خصوصاً نصراً في سبتمبر (أيلول) 2020 أمام القضاء الأوروبي، لكن محكمة في ميلانو حكمت عليها بدفع 1.7 مليون يورو من التعويضات لحساب "ميدياسيت".
التسوية
وبحسب التسوية التي أعلن عنها مساء الاثنين، تعهدت "فيفندي"، ثاني أكبر المساهمين في "ميدياسيت"، بيع كامل نسبة الـ19.19 في المئة من مساهمتها المجمدة في رأسمال "ميدياسيت" في غضون السنوات الخمس المقبلة، على أن تبقي مساهمتها في المجموعة التلفزيونية الإيطالية بنسبة 4.61 في المئة.
كما ينص الاتفاق على أن تصوت "فيفندي" لمصلحة نقل مقر "ميدياسيت" إلى هولندا. وتسعى المجموعة إلى دمج أنشطتها في إيطاليا وإسبانيا ومساهمتها بنسبة 15.1 في المئة في شركة "بروسيبنسات.1" الألمانية، ضمن مجموعة قابضة تعمل بموجب القانون الهولندي تسمى "أم أف إي" (ميديا فور يوروب)، وهي خطوة لطالما عارضتها "فيفندي" وصولاً إلى المحاكم.
وأبرمت المجموعتان العملاقتان الأوروبيتان في مجال المرئي والمسموع أيضاً اتفاقات "حسن جوار" في مجال التلفزيون المجاني لفترة خمس سنوات.
وتعهدت "دايلي موشن" التابعة لـ"فيفندي"، دفع 26.3 مليون يورو لإنهاء نزاع متصل بحقوق المؤلف مع شركتي "آر تي إي" و"ميدوسا" التابعتين لـ"ميدياسيت". ومن المتوقع إنجاز هذا الاتفاق في 22 يوليو (تموز) المقبل.
