Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة إسرائيل الجديدة تواجه التحدي الأمني الأول

إصابة 33 فلسطينيا في المواجهات مع الشرطة في القدس وسلاح الجو يشن غارات على غزة

بعد 48 ساعة، من تسلمها زمام الحكم، وجدت حكومة بينيت – لبيد الإسرائيلية نفسها في مواجهة أول تحد أمني، وهو آخر قرار يتخذه بنيامين نتنياهو، قبل عزله، ولم يكن هذا صدفة. وفي ليل الثلاثاء - الأربعاء، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع عدة في قطاع غزة رداً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع الفلسطيني بالتزامن مع المواجهات التي شهدتها القدس.

فبعد تأجيل حوالى الشهر لمسيرة الأعلام، في أعقاب التصعيد في القدس، ومن ثم الحملة العسكرية "حامي الأسوار"، ووسط نقاشات وخلافات في المؤسستين الأمنية والسياسية، في عهد نتنياهو، أقر موعداً جديداً لهذه المسيرة بعد يومين من تنصيب الحكومة، ليكون أول حدث يحمل في طياته تداعيات أمنية كان يمكن أن تؤدي إلى أزمة سياسية، وما كان لرئيس الحكومة الجديد، نفتالي بينيت، وهو اليميني المشجع السنوي لهذه المسيرة، إلا الموافقة عليها مع اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية لمنع أي تصعيد.

وكما في كل نشاط يميني استفزازي في القدس، يقع الفلسطينيون ضحية، حيث انتشرت قوات معززة من حوالى 2000 عنصر من الشرطة وحرس الحدود وطوقت مداخل المدينة لتحولها إلى ثكنة عسكرية وانتشرت وحدات شرطية في شوارعها ووقعت صدامات بين فلسطينيي القدس والعشرات الذين وصلوا من البلدات العربية داخل الخط الأخضر، والشرطة، واحتدمت بعد قرار إغلاق باب العمود، الشريان الأساسي لحياة سكان هذه المدينة، وأعلن عن إصابة 33 فلسطينياً. كما اعتدت قوات حرس الحدود على سيارة إسعاف فلسطينية وأطلقت باتجاهها الرصاص ومنعت طواقمها من التنقل لمعالجة ونقل المصابين.

وقبل وخلال المسيرة، أطلقت البالونات الحارقة من غزة وأدت إلى نشوب 20 حريقاً، على الأقل، في مختلف المناطق في غلاف القطاع. وتظاهر الفلسطينيون عند السياج الأمني وقد أطلق الجيش الرصاص وقنابل الغاز والمسيلة للدموع باتجاه الفلسطينيين المتظاهرين، فيما ذكرت تقارير فلسطينية أن شاباً فلسطينياً أصيب برصاص الجيش في قدمه.

من جهتهم، خرج سكان مستوطنات غلاف غزة بحملة ضد الحكومة وعبروا عن تخوفهم من تصعيد أمني من قبل غزة ودفع ثمن مسيرة الأعلام. 

قبة حديدية وتقييمات للوضع

منذ صباح الثلاثاء، عقدت الأجهزة الأمنية سلسلة اجتماعات قامت خلالها بتقييم الوضع وكيفية التعامل في حال وقوع مواجهات وتصعيد أمني خلال أو بعد المسيرة. كانت أولى الخطوات التي اتخذها جهاز الأمن، وبتوصية من وزير الأمن بيني غانتس، اختصار مسار المسيرة ونصب بطاريات منظومة الدفاع الصاروخية "القبة الحديدية"، تحسباً من إطلاق صواريخ من غزة. وفي محاولة لمنع توتر في الداخل، نشرت قوات من الشرطة في البلدات المختلطة، داخل الخط الأخضر، وفي منطقة المثلث والجليل الأسفل.

وعقد غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، بمشاركة مسؤولين من جهازي الأمن والشرطة، صباح الثلاثاء عدة جلسات استعرضوا خلالها الاستعدادات الأمنية والإجراءات لمنع أي احتكاك بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل عن غانتس قوله في هذه الاجتماعات إن "كافة الإجراءات والجهود التي اتخذت لمنع الاحتكاك والحفاظ على أمن الجميع"، فيما أعلن كوخافي أن الجيش على أهبة الاستعداد لاحتمال إطلاق صواريخ وتجديد المواجهات، قائلاً إن "الوضع في الساحة الفلسطينية قابل للانفجار والتصعيد".

وكان التخوف الإسرائيلي، إلى جانب خطوات تصعيدية تتخذها حركة "حماس"، هو وصول آلاف الفلسطينيين إلى القدس للتظاهر احتجاجاً على المسيرة في شوارع المدينة، بعد ما وجهت جهات فلسطينية ناشطة دعوات، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للتجمهر عند باب العمود بالتزامن مع انطلاق المسيرة، فيما حمل مسؤولون فلسطينيون وقادة أحزاب في القدس والضفة الحكومة الإسرائيلية الجديدة مسؤولية أي تصعيد أمني.

الشرطة من جهتها وضعت حواجز عند باب العمود ومنعت دخول الفلسطينيين فيما أقام المشاركون في المسيرة، وقد قدر عددهم بحوالى 2500 إسرائيلي، حلقات رقص بالأعلام الإسرائيلية عند إحدى بوابات القدس الشرقية لتستمر المسيرة عبر الحي المسيحي والحي الإسلامي وباب المغاربة، وصولاً إلى ساحة حائط البراق. وصرخوا هتافات ضد الفلسطينيين بينها "الموت للعرب" و"القدس موحدة لليهود". وأطلقت شعارات ضد رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينيت، في مقابل رفع صور من قبل مجموعات مشاركة داعمة له.  

وخلافاً للمسيرات السابقة، انتهت المسيرة بصلاة جماعية من دون خطابات ومنصات احتفالية.

أوستن يهاتف غانتس

إلى جانب انشغاله في تقييم الوضع وضمان تنفيذ الإجراءات الأمنية، تلقى غانتس اتصالاً من نظيره الأميركي لويد أوستن. ووفق غانتس، فإن التواصل كان بهدف التهنئة باستمرار ولايته كوزير للأمن، لكنه ذكر بلقائهما الأخير، قبل أكثر من أسبوعين، قائلاً "تحدثنا حول تعزيز وتحصين أمن إسرائيل مقابل التحديات في المنطقة إلى جانب بحث الملف النووي الإيراني، وفرص دفع السلام في المنطقة وتوسيع الاتفاقيات مع الدول العربية"، علماً أن الإدارة الأميركية دعت إلى الامتناع عن إقامة مسيرة الأعلام وعبرت عن قلقها من إعادة التصعيد على خلفية إجراءات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير