سيحذر القادة الأوروبيون بوريس جونسون من استعدادهم لبدء حرب تجارية مع بريطانيا، وستستخدم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعات فردية مع رئيس الوزراء البريطاني في "كورنوال" للمطالبة باحترام شروط صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بإيرلندا الشمالية، وسيتم دعم الهجوم الدبلوماسي المنسق في قمة مجموعة السبع من قبل أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وشارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، الذي سيكرر رسمياً مطالب الاتحاد الأوروبي في اجتماع منفصل.
تهديدات الاتحاد الأوروبي
وأفاد مقر الإقامة الرسمية، ومكتب جونسون بأن الأخير سيرفض تهديدات الاتحاد الأوروبي ويوضح أنه مستعد لتجاوز جزء رئيس من الاتفاقية هذا الشهر ما لم يتراجع التكتل.
ويتعين على رئيس الوزراء البريطاني أن يقرر ما إذا كان سيمدد من جانب واحد إعفاء موقتاً متفقاً عليه يسمح بإرسال النقانق واللحوم المصنعة الأخرى من بريطانيا إلى إيرلندا الشمالية، ومن المقرر أن تنتهي صلاحيته نهاية الشهر الجاري.
وقال الاتحاد الأوروبي، إنه سيفرض عقوبات تجارية ما لم يتم الاتفاق على التمديد كجزء من اتفاق أوسع بشأن تنفيذ بروتوكول إيرلندا الشمالية، ويمكن أن تشمل العقوبات تعريفات جمركية على صادرات المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، وتعليق مجالات التعاون الأخرى بموجب الاتفاق التجاري الموقع العام الماضي.
مستعد لتمديد الإعفاء
وأوضح جونسون أنه مستعد لتمديد الإعفاء من جانب واحد حتى لو أدى إلى مواجهة أوسع مع أكبر شريك تجاري لبريطانيا، وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء، "كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
ولفت مصدر في "داونينغ ستريت" لـ "ذا تايمز"، إلى أنه سيتعين اتخاذ قرار في الأسابيع المقبلة، وحتى التأخير القصير المدى قد يؤدي إلى نقص في بعض المنتجات في محال إيرلندا الشمالية، وأضاف المصدر، "يتعين على المتاجر الكبرى اتخاذ قرارات بشأن سلاسل التوريد الآن، والوقت جوهري، وتفضيلنا القوي هو التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض، ولكننا في وضع صعب، فلا نريد أن نفعل ذلك، ولكن قد يكون هذا هو المكان الذي ننتهي فيه".
الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي
وقال جونسون إن الشيكات على البضائع المرسلة من بريطانيا العظمى إلى إيرلندا الشمالية بحاجة إلى المراجعة، وأضاف لـ"بي بي سي"، "ستفهم أن هناك طرقاً لفرض البروتوكول، وطرق إنجاحه، قد تكون مرهقة للغاية، أنا فقط أعطيكم إحصائية واحدة، وهي أن 20 في المئة من الشيكات التي أجريت في كل أنحاء محيط الاتحاد الأوروبي تتم الآن في إيرلندا الشمالية، ثلاثة أضعاف ما يحدث في روتردام"، وتابع، "أعتقد أنه يمكننا حلها".
وانتقد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب موقف الاتحاد الأوروبي من الاتفاقية، وقال، "يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي أقل نقاء، وأكثر براغماتية ومرونة في تنفيذه"، وأضاف، "الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير في ما يتعلق بذلك، خلاصة القول بالنسبة إلينا هي أن التهديد، والمخاطر، لاتفاقية الجمعة العظيمة تأتي من النهج الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي، وهو نهج أصولي بشكل خاص".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع ذلك، فإن مايكل جوف، وزير مكتب مجلس الوزراء، اتخذ نبرة أكثر مرونة بعد لقاء ميشال مارتن، رئيس الوزراء الإيرلندي، وقال، "البروتوكول موجود لدعم اتفاقية بلفاست بكل أبعادها، ومن المهم احترام الأبعاد الشرقية والغربية"، وأضاف، "أعتقد أن هناك استعداداً داخل الشخصيات البراغماتية داخل الاتحاد الأوروبي، للتأكد من أنه يمكننا تنفيذ هذه الترتيبات حتى لا تؤثر سلباً على حياة الناس عبر المجتمعات في إيرلندا الشمالية، وأنا أعلم أن الحكومة الإيرلندية تستخدم أفضل مساعيها من أجل المضي قدماً بطريقة عملية وبناءة" .
وقال مارتن، إنه يعتقد أن اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي والبروتوكول يقدمان حلولاً "لهذه القضايا"، وأضاف، "أعتقد أن المناقشات يجب أن تكتسب زخماً، لقد فعلوا ذلك من قبل، قبل توقيع اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لذلك في رأيي، إن كلاً من حكومة المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي قادران على التوصل إلى اتفاق هنا ".
أكبر تراجع للتجارة
يذكر أن الأرقام التجارية الصادرة من مكتب الإحصاء الوطني في مايو (أيار) الماضي أشارت إلى هبوط التجارة البريطانية مع الاتحاد الأوروبي بنحو الربع في بداية عام 2021، مقارنة مع السنوات الثلاث الماضية، حيث أثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفيروس "كوفيد-19" على التبادل التجاري بين الجانبين.
وانخفض إجمالي التجارة التي تشمل الواردات والصادرات، في السلع مع دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 23.1 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقارنة مع الربع الأول من عام 2018، قبل أن يبدأ الوباء، وقبل أن تصبح حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ملحوظة.
وانخفاض التجارة مع دول خارج الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.8 في المئة فقط خلال الفترة نفسها، يعكس تأثير عمليات التفتيش الحدودية الجديدة على الصادرات إلى القارة بموجب اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المتفق عليه بين حكومة بوريس جونسون وبروكسل، في حين يصر رئيس الوزراء البريطاني على أن تعطيل التجارة في الاتحاد الأوروبي يرجع إلى ما وصفه بـ "مشكلات التسنين" قصيرة المدى، التي يمكن التغلب عليها في الوقت المناسب، حيث يتكيف الجانبان مع العلاقة التجارية الجديدة، بينما يسعيان إلى إبرام صفقات تجارية جديدة مع دول أخرى حول العالم.
أخفق بوريس ونجحت ميركل
وكان رئيس الوزراء وزوجته كاري جونسون قد التقيا زعماء العالم، الجمعة، 11 يونيو (حزيران)، في خليج "كاربيس" في "كورنوال" البريطانية في اليوم الأول من قمة مجموعة السبع التي ستختتم الأحد.
وأصبحت أنغيلا ميركل، أول زعيم أوروبي، يزور الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، حيث تتنافس دول مجموعة السبع لبناء علاقة معه (كتب هنري زيفمان)، وستتوجه ميركل (66 سنة) التي تحضر ما يرجح أن تكون قمة مجموعة السبع الأخيرة إلى واشنطن في 15 يوليو (تموز)، ودعوة بايدن لميركل زعيمة ألمانيا منذ عام 2005، هي علامة على تصميمه على إصلاح العلاقة التي تضررت بسبب سنوات دونالد ترمب، حتى مع استعداد ميركل لمغادرة المسرح السياسي بعد الانتخابات في سبتمبر (أيلول) المقبل.
ومن المرجح أن تكون الزيارة آخر رحلة خارجية كبيرة لها، ويقال إن ميركل، التي ظلت في المنصب لفترة أطول من القادة الوطنيين الستة الآخرين مجتمعة، ترغب في استغلال زيارتها لحل النزاع بشأن خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي سيزيد من كمية الغاز التي يمكن لألمانيا استيرادها من روسيا، والتي يعارضها بايدن.
وعلى الرغم من لقاء دافئ وجهاً لوجه مع بايدن، لم يؤمن بوريس جونسون دعوة لزيارة واشنطن.