على الرغم من انكماش الاقتصاد العام الماضي بسبب أزمة كورونا، زادت أجور ومكافآت الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى على مؤشر "إس آند بي" في وول ستريت خمسة في المئة، ليصل متوسط حزمة المكافآت لرؤساء الشركات إلى 13.4 مليون دولار. وبحسب البيانات التي أصدرتها شركة "ماي لوغ آي كيو" للأبحاث، شهد العام الماضي خامس ارتفاع على التوالي في أجور ومكافآت رؤساء الشركات.
وضمت بيانات الشركة أجور ومكافآت الرؤساء التنفيذيين على رأس 400 شركة كبرى مسجلة على المؤشر. وحققت تلك المؤسسات في المتوسط العام عائداً لحملة أسهمها قدره ثمانية في المئة خلال 2020. واستندت "ماي لوغ آي كيو" إلى البيانات المسجلة للشركات في تقدير أجور ومكافآت رؤساء الشركات.
وفي تحليل للبيانات نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" للرؤساء التنفيذيين الأعلى والأقل أجراً، يتضح أن الأعلى ليسوا بالضرورة على رأس شركات حققت أعلى عائد لمساهميها، كما أن الأقل ليسوا بالضرورة على رأس شركات لم تحقق عائداً جيداً.
ولأن معظم الشركات تدفع لرؤسائها مكافآتهم السنوية في شكل أسهم بالشركة، فإن إجمالي حزمة الأجر والمكافآت يتباين بحسب أداء تلك الأسهم خلال العام، لكن في النهاية يتضح أن الأجر والمكافآت كانت على أساس مكاسب الشركات من أزمة الوباء، أو قدرتها على الأداء الجيد وعدم التضرر بشدة.
الأعلى أجراً
يلاحظ مثلاً أن خمسة رؤساء شركات الأعلى أجراً يديرون شركات معظمها يعمل في مجال البرمجيات، إذ كان القطاع الرقمي الأكثر استفادة من عام الوباء. وفي تحليلها لبيانات "ماي لوغ آي كيو"، حددت "وول ستريت جورنال" خمسة رؤساء شركات على رأس قائمة الأجور العام الماضي. وفي الإجمال، يوجد سبعة رؤساء تنفيذيين زادت حزمة أجورهم ومكافآتهم العام الماضي على 50 مليون دولار لكل منهم، وذلك مقارنة مع اثنين فقط خلال 2019.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أولهم مؤسس ورئيس تنفيذي شركة "بايكوم سوفتوير" للبرمجيات المالية، تشاد ريتشيسون، الذي بلغ إجمالي أجره ومكافآته أكثر من 200 مليون دولار العام الماضي، يليه الرئيس التنفيذي لشركة "أكتيفيشن بليزارد" لتطوير ألعاب الفيديو، روبرت كوتيك، الذي زادت حزمة أجره ومكافآته العام الماضي على 150 مليون دولار.
وفي المرتبة الثالثة يأتي رئيس شركة "ريجينريشن فارماسويتيكالز" للتكنولوجيا الحيوية، ليونارد شلايفر، الذي زاد أجره ومكافآته في 2020 على 130 مليون دولار. ثم يأتي بعدهم خافيير رودريغز، شركة "دافيتا"، ولاري كالب شركة "جنرال إلكتريك" بنحو 75 مليون دولار لكل منهما.
لكن كما سبقت الإشارة، فتلك البيانات والأرقام تستند إلى ما هو مسجّل من قبل الشركات، أما القيمة الحقيقية فتزيد أو تنقص بحسب أداء الأسهم التي تشكل القدر الأكبر من الأجر والمكافآت لرؤساء الشركات، فعلى سبيل المثال، منح مجلس إدارة "جنرال إلكتريك" الرئيس التنفيذي لاري كالب ضمن راتب 2020 أسهما بقيمة 57 مليون دولار، لكن قيمتها بنهاية العام وصلت إلى 100 مليون دولار.
الأقل أجراً
المقصود بالأقل أجراً بين الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى على مؤشر "إس آند بي" هم من لم تزد حزمة أجورهم ومكافآتهم العام الماضي على 5 ملايين دولار، وكان متوسط عدد هؤلاء خلال السنوات الأخيرة ما بين 28 إلى 33 رئيساً تنفيذياً، لكن هذا العدد تراجع العام الماضي إلى 24 فقط.
ومن بين من تقل أجورهم عن 5 ملايين دولار، الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر"، جاك دورسي، وستيفين من شركة كيندر مورغان التي تملك خط أنابيب غاز، لكن الأقل أجراً على الإطلاق هو الملياردير إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" للسيارات الكهربائية. وبحسب الأرقام المسجلة فإن ماسك لم يتلق أي أجر عن 2020، إذ تشير السجلات إلى صفر في خانة أجره ومكافآته.
وبحسب حزمة أجره ومكافآته لعام 2018، استفاد ماسك من "خيارات أسهم" منحت له في ذلك الوقت، بلغت قيمتها السوقية العام الماضي 32 مليار دولار، ومع ذلك تأتي شركة "تيسلا" في أعلى قائمة الشركات الأفضل أداء في 2020، إذ حققت أعلى عائد لمساهميها.
وبحسب البيانات والأرقام، فإن أفضل خمس شركات كبرى أداء وتحقيقاً للعائد لمساهميها لم يحصل رؤساؤها التنفيذيون سوى على أقل من المتوسط العام للأجور والمكافآت الذي يزيد على 13 مليون دولار، فـ "تيسلا" التي تأتي في مقدم الأفضل أداء، راتب رئيسها التنفيذي المسجل رسمياً صفر، ثم شركة "إتسي" للتجارة الإلكترونية التي لم يحصل رئيسها التنفيذي جوش سيلفرمان سوى على 1.9 مليون دولار في 2020. وكذلك شركة "بن ناشيونال غيمنغ" التي حصل رئيسها التنفيذي جاي سنودن على 3.9 مليون دولار العام الماضي.
ويلاحظ أن 12 شركة من بين 25 كانت الأفضل أداء العام الماضي هي شركات تكنولوجيا، بينما أربع شركات منها في المجال الصحي والطبي.
وفي المقابل، دفعت الشركات الخمس الأسوأ أداء العام الماضي لرؤسائها التنفيذيين حزم أجور ومكافآت تزيد على المتوسط العام لسنة 2020. وعلى سبيل المثال، كانت شركة "نرويغيان كروز لاين" للبواخر السياحية الأسوأ أداء بين الشركات الكبرى، لكن رئيسها التننفيذي فرانك دل ريو حصل على 36.4 مليون دولار في 2020، تلتها "أوكسيندتال بتروليم" التي دفعت لرئيستها التنفيذي فيكي هولوب 14.2 مليون دولار العام الماضي.