Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة تحذر...الإعانات الحكومية تخذل أكثر من مليون شخص يعانون من مشكلات نفسية

منظمة خيرية تكتشف أن بعض العيوب "غير الضرورية" في تصميم الإعانات تعد المطالبين الضعفاء "للفشل"

عجز عن التكيف: غالباً ما يحتاج مقدمو الطلبات الذين يعانون من مشكلات نفسية للمساعدة عند تقديمهم طلبات الإعانة الحكومية (غيتي)

وجدت دراسة جديدة تتنبأ بوقوع موجة جديدة من المشكلات فور انتهاء برنامج الإجازات المدفوعة في 30 سبتمبر (أيلول)، أن آلاف الأشخاص الذين يعانون من درجات مرتفعة من الكرب النفسي يواجهون خطر اقتطاع دفعات الإعانات الحكومية الحيوية التي يتلقونها بسبب التعقيد الشديد للعملية.

ويدعو فريق الحملات البارز، معهد سياسات المال والصحة النفسية (Money and Mental Health Policy Institute) الحكومة للتحرك العاجل من أجل إصلاح ما يسميه "عيوب التصميم" السخيفة في نظام الإعانات، لكي يتمكن أي شخص يحتاج للمساعدة من الحصول عليها، لا سيما في ظل الارتفاع الهائل في عدد المطالبين بالإعانات خلال الجائحة.

ويشمل هذا العدد 1.3 مليون شخص يتلقون المساعدات الحكومية حالياً، ويتعاملون كذلك مع درجات عالية من الكرب النفسي.

وتكشف الدراسة التي أعدتها المنظمة الخيرية أنه في غياب الدعم، يجاهد كثير من الأشخاص الذين يعانون من عوارض شائعة لمشكلات الصحة النفسية، والأرجح أن أحداث العام الماضي لم تسعفهم أبداً، من أجل التعامل مع المتطلبات الإدارية والبيروقراطية للحصول على دفعات إعاناتهم الحكومية والحفاظ عليها. 

وقد يشمل ذلك صعوبات في فهم المعلومات المعقدة وتذكر المواعيد، كما الجوانب العادية من تعبئة الطلبات المعقدة والتعامل مع مراسلات وزارة العمل ومعاشات التقاعد واستئناف الأحكام المتعلقة بإعاناتهم.

وهو ما يعرض الناس لخطر تلقي جزية من قبل وزارة العمل ومعاشات التقاعد، أو وقف إعاناتهم الحكومية كلياً، كما تقول المنظمة. كما يتسبب بكرب غير ضروري للأشخاص الذين يعانون أساساً من مشكلات في الصحة النفسية، ولمن يعتنون بهم. 

وتحذر المنظمة من أنه لكي يرشح أحد المطالبين بالإعانات أحداً لمساعدته، عليه الخوض في عمليات معقدة وغير واضحة تماماً، كتلك التي يحاول الحصول على المساعدة من أجل العمل عليها في المقام الأول.

هذا الأسبوع، كشف استطلاع الآراء الذي أجرته لمئات من الأشخاص يعانون من مشكلات نفسية طالبوا بإعانات حكومية، أن أكثر من نصفهم (57 في المئة) قالوا إنهم احتاجوا لمساعدة أُسرهم أو أصدقائهم من أجل إدارة حسابهم للإعانات الحكومية.

وقال أكثر من ربعهم إنهم دائماً أو غالباً ما يحتاجون هذه المساعدة، ومع ذلك واحد من كل 10 فقط استطاع تدبير موافقة رسمية لكي يساعده أحد.

وقال غاري الذي شارك في الدراسة: "صُرفت من عملي السنة الماضية بعد عملي مع الشركة أكثر من 23 عاماً، وظهر كل الضغط والتوتر الآن."

"وجدت عملية إدارة الإعانات الحكومية رهيبة والتقيد بها صعب. لا يُقدم لكم أي شرح أو تفسير. لا يمكنني أن أتعامل مع رسائل وزارة العمل ومعاشات التقاعد بنفسي، وأحتاج لمساعدة زوجتي، لكن لا يمكننا أن نتدبر أمر تلقيها الإخطارات بشأن الحساب."

"لقد ملأنا كل الاستمارات، لكننا نشعر بأنه تقييم مليء بالفخاخ. إن كانت إحدى إجاباتكم خاطئة ولو قليلاً، تُرفضون وهذا كل ما في الأمر، لن يعطوك المال. كما لو أن النظام مصمم لكي يجعلك تفشل."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشمل بعض المشكلات المحددة التي وجدتها الدراسة، أن وزارة العمل ومعاشات التقاعد لا تُعلن أنه يمكن للأشخاص السماح لأحد أحبائهم بإدارة حساب إعاناتهم الحكومية، كما لا تعلن عن العملية المطلوبة من أجل ترتيب هذا الموضوع عبر الموقع الإلكتروني للإعانات الحكومية.

ولكي يسمي أحد الأشخاص المقربين له باعتباره مساعداً متنظماً، على مقدم الطلب أن يزود وزارة العمل ومعاشات التقاعد بكافة التفاصيل المتعلقة بكل مهمة قد يحتاج للمساعدة من أجل إتمامها، وكل معلومة يريد أن يشاركها لكن من دون أي  إرشادات تبسط العملية.

كما يمكن للناس نظرياً الاتصال بوزارة العمل ومعاشات التقاعد لشرح نوع المساعدة التي يحتاجونها من أحبائهم، لكن ذلك ليس خياراً ممكناً بالنسبة إلى كثير من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية. 

يقول أكثر من نصف البالغين في المملكة المتحدة الذين عانوا من مشكلات نفسية، إنهم يواجهون صعوبات بالغة في استخدام الهاتف، غالباً ما تؤدي إلى إصابتهم بنوبات ذعر وخفقان قلب وقلق متزايد.

ويقول مارتن لويس، رئيس ومؤسس معهد سياسة المال والصحة النفسية، وهو أيضاً مؤسس الموقع الإلكتروني المختص بتوفير المال MoneySavingExpert.com: "يبدو الأمر كما لو كان مشهداً من خدعة." 

"يُسمح للأشخاص المؤهلين للحصول على الإعانات الحكومية، أحياناً بسبب معاناتهم من مشكلات في الصحة النفسية، التي تؤثر على قدرتهم على تعبئة الاستمارات أو استيعاب المعلومات المعقدة، أن يسموا أحداً لمساعدتهم في الإجراءات الإدارية التي يحتاجونها لكي يستمروا في الحصول على الإعانات."

"ولكن لكي يفعلوا ذلك، عليهم الخضوع لعملية معقدة تتطلب منهم أن يفعلوا الأمور نفسها التي يحتاجون للمساعدة من أجل إتمامها في المقام الأول. وإن لم يتمكنوا من ذلك، هم معرضون لتلقي جزية أو خسارة أي مساعدة مالية."

"لا أعتقد أنها محاولة متعمدة من أجل إفشال الناس. ومع ذلك هذا ما يحدث عملياً مع البعض. وهذه إحدى مشكلات الإعانات الحكومية التي يمكن للدولة حلها بسهولة عبر تزويد الناس بالنصائح الصحيحة بطريقة ترشيح أحد أحبتهم من أجل مساعدتهم وعبر تبسيط العملية المطلوبة من أجل ترشيحهم وجعلها أسهل بالنسبة إلى المستخدمين."

وصرح أحد المتحدثين باسم الحكومة: "نحن دائماً على استعداد لمساعدة مقدمي الطلبات الذين يحتاجون دعماً إضافياً، ولا تنطبق العقوبات على كل المطالبين بالإعانات، لا سيما أولئك الذين يعانون من مشكلات نفسية شديدة. لا نرغب في فرض جزاءات على أي أحد، ولن نفعل ذلك دون سبب وجيه."

"توفر الإعانات الحكومية شبكة أمان أساسية لملايين الأشخاص وأمام أي شخص يرغب في ترشيح أحد ما من أجل مساعدته عدة طرق متاحة، ومنها عبر الهاتف أو إلكترونياً أو باستخدام خدمة المساعدة في تقديم الطلب. ويجري ذلك بالتوازن مع الحاجة لتأمين المستوى المناسب من الأمان والحماية لمعلومات المطالبين الشخصية."  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد