Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اغتنم فرصتك واقتنص الأفضل من هذا التخبط في مشهدية العمل

حول هواياتك وظيفة مؤقتة يمكن استثمارها في الطرق الجديدة لعيشنا وعملنا بعد الجائحة

تشكل الأعمال الحرفية إحدى الطرق في جني المال من هواية معينة (آي ستوك)

هل لديكم عمل مؤقت؟ يزدهر العمل المؤقت منذ الإغلاقات العامة المرتبطة بكورونا. ومن ويلز إلى نيوزيلندا، اكتشف الناس طرقاً جديدة في كسب المال من هواياتهم، عبر تكريس أوقات فراغهم لمصلحة إطلاق أعمال جديدة أو مجرد أداء قليل من العمل لحسابهم الشخصي.

في ذلك الصدد، هنالك أدلة شفاهية كثيرة، ويجري جزء كبير من هذا النشاط من دون أن يلاحُظَ أو يُتابع، لكن الولايات المتحدة لديها بعض البيانات المذهلة التي تؤكد حدوث طفرة في تشكيلات الأعمال. فقد أظهر "مكتب الإحصاء الأميركي" أن الطلبات الشهرية للحصول على هويات ضريبية، التي بلغت حوالى 300 ألف قبل الجائحة، وصلت إلى 488 ألفاً في أبريل (نيسان) 2021. وفي المملكة المتحدة، حدث ارتفاع مماثل في الشركات الجديدة، إذ سُجِّلت 781 ألف شركة العام الماضي في "بيت الشركات" (سجل الشركات)، بالمقارنة مع 691 ألفاً في 2019.

ومرة أخرى، يجد عديد من الناس سبلاً في جمع المال بوصفهم تجاراً يعملون لحسابهم، من دون تسجيل شركة رسمية لذلك، ما يعني أن تلك الأرقام لا تُشكل سوى غيض من فيض.

لماذا يحدث هذا؟ هناك أربع قوى على الأقل تدفع نمو الشركات الجديدة، بما في ذلك تلك التي أطلقها أشخاص عاملون (في وظائف أخرى).

ومن بين هذه القوى، يبرز برنامج الإجازات المدفوعة. لا يمكنكم أن تتولوا وظيفة أخرى إذا كنتم في إجازة، لكن لا شيء يمنعكم من القيام ببعض الأنشطة الأخرى. وإذا كانت هوايتكم تحقق المال، يمكنكم الاستمرار فيها مع عودتكم إلى عملكم.

وهناك أيضاً تغييرات بنيوية هائلة حدثت على كل المستويات في طريقة عملنا وتسوقنا وعيشنا. ودمرت هذه التغييرات عدداً من الوظائف، لكنها أنشأت أيضاً فرصاً جديدة. مثلاً، كلما زاد استخدام الناس للتسوق عبر الإنترنت، تكاثرت الفرص المتاحة أمام الشركات الناشئة كي تبيع الأشياء عبر الإنترنت. والآن، أصبح ثلث مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة يجري عبر الإنترنت. وإذا توقف الأشخاص عن الانتقال إلى المكتب، هناك مزيد من الفرص في بيع الخدمات إليهم داخل منازلهم أو بالقرب منها. وهكذا دواليك.

واستطراداً، ينطلق العنصر الثالث من هذه التغيرات. إن تكاليف إطلاق أي شركة من المنزل، والمخاطر التي ينطوي عليها الأمر، أقل كثيراً من تلك الشركات التي تتطلب أماكن عمل. لذا، من الأسهل كثيراً إطلاق عمل مؤقت في وقت فراغكم، ربما باستخدام الوقت الموفر مقابل عدم التنقل، بالمقارنة مع ما كانت عليه الحال في "الوضع الطبيعي" القديم.

وأخيراً، تعلمنا كثيراً عن انعدام الأمن الوظيفي العام الماضي. إذ أثبتت الوظائف التي بدت صلبة، أنها ليست كذلك. والواقع أن الحجة لمصلحة استكمال المرء وظيفته الرئيسة بأي شكل آخر من أشكال الدخل، باتت منطقية. لقد كان هذا العام عاماً مدمراً لعديد من الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في فنون الأداء، لكنه علمنا أيضاً عن الحاجة إلى أكثر من رافد [عائد أو مصدر للدخل] واحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذاً، كلما زادت مصادر الدخل لديكم، تمكنتم من التغلب على النكسات، وربما إنه الوقت الأنسب لإطلاق عمل خاص.

لكن، كيف ستكون ردة فعل أصحاب العمل إزاء حقيقة مفادها أن عديداً من أفضل موظفيهم حصلوا على عمل مؤقت؟ أتوقع ألا يشعر معظمهم بالإثارة. ولعل هذا أحد الأسباب التي تجعل عديداً من أصحاب العمل راغبين في إعادة موظفيهم إلى مناصبهم، وهذه ليست مشكلة جديدة.

لقد وجدت الشركات الحكيمة في الماضي سبلاً في استخدام ما يملكه موظفوها من حماسة استثمارية بشأن الدخول في خطوط عمل جديدة. ومن وجهة نظر رائد الأعمال الناشئ، قد يشكل الحصول على الدعم من صاحب العمل الفارق بين النجاح والفشل. ومن المحتمل أن يعني ذلك الأمر (دعم الموظفين في أداء أعمال أخرى) التخلي عن السيطرة المطلقة عليهم، لكن في المقابل تحصلون على دعم قوي من الأشخاص الذين يعرفونكم (هم موظفوكم أيضاً)، بدلاً من الاضطرار إلى ترويج أفكاركم في مجتمع رأس المال الاستثماري.

وثمة تفصيل إضافي للقصة. لعل السبب الأقوى وراء إطلاق عمل مؤقت جانبي يتمثل في أن ذلك يشكل وسيلة آمنة في مدى رغبتكم في العمل لحسابكم الخاص، أو كونكم تفضلون الحصول على الضمان النسبي للمرتب الشهري الذي يصل إلى الحساب المصرفي.

يأتي أصل التعبير "لحسابه الخاص" ("freelance") من رواية السير والتر سكوت التاريخية "إيفانهو"، إذ وظف أحد اللوردات في العصور الوسطى مرتزقة للقتال في سبيل من يدفع له أفضل أجر، فكوّن جيشاً من "الحِراب الحرة" ("free lances").

ويحب بعض الناس أن يعتبروا أنفسهم مرتزقة، ويفضل آخرون أن يكونوا جنوداً نظاميين. وفي المقابل، لن تعرفوا أياً منهما أنتم حتى تجربوا، وفق ما اكتشف عديد من الناس ذلك، على مدار العام الماضي.

© The Independent

المزيد من اقتصاد