Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أصبحت شركات تداول العملات المشفرة جاذبة للمهارات المالية؟

زيادة مستمرة في انتقال الكفاءات من القطاع المصرفي والمالي التقليدي إلى نظام التداولات الجديد في الأسواق

شركات تعمل في العملات المشفرة تسعى لإستقطاب المهارات المصرفية لتعزيز نشاطها في الأسواق ( أ ف ب )

أعلنت شركة "كوين بيز"، أول شركة للتجارة في العملات المشفرة تسجل على مؤشر البورصة في "وول ستريت" بنيويورك، هذا الأسبوع عن تعيين فاريار شيرزاد رئيساً للسياسات في الشركة. وكان شيرزاد يعمل مسؤول جماعة ضغط (لوبي) لبنك "غولدمان ساكس" الاستثماري الشهير. كذلك ينضم جون دالبي رئيس القسم المالي في "بريدجووتر"، أكبر صندوق تحوط في العالم، إلى شركة الخدمات المالية المشفرة "أن واي دي آي جي". وهذا الشهر أيضاً، عينت شركة تداول المشفرات "أف تي أكس" بريت هاريسون رئيساً لعملياتها في الولايات المتحدة. وكان هاريسون كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "سيتاديل سيكيوريتيز" في "وول ستريت"، وعمل لفترة طويلة على تطوير خوارزميات نظام التداول لشركة "جين ستريت".

تلك مجرد أمثلة على انتقال المهارات والكفاءات المالية من البنوك الاستثمارية، وشركات قطاع المال التقليدي إلى شركات تداول وتجارة العملات المشفرة في الآونة الأخيرة. ويرى بعض المحللين أن هذا التوجه يماثل ما حدث مع شركات الانترنت قبل نحو عقدين من الزمن حين أصبحت شركات التكنولوجيا الصاعدة وقتها جاذبة للكفاءات المالية والتكنولوجية من القطاع المصرفي والمالي، قبل أن غليان فقاعة شركات الإنترنت وانفجارها، في ما عرف وقتها بانفجار "فقاعة دوت كوم".

  هجرة المهارات

وتشبه هجرة المهارات والكفاءات المالية والتكنولوجية من القطاع التقليدي إلى شركات العملات المشفرة الحالية موجة سابقة من تلك الانتقالات في فترة صعود قيمة سوق العملات المشفرة حتى عام 2017. وتنقل صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عن شركات التوظيف في القطاع المالي والتكنولوجي ومحللي سوق المشفرات والأصول الرقمية قولهم، إن شركات التعامل في العملات المشفرة أصبحت نقطة جذب لكبار التنفيذيين مع الزيادة الهائلة في نشاط تداول الأصول الرقمية في العامين الأخيرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول إدوارد هندي، الشريك في صندوق التحوط للمشفرات "تاير كابيتال"، إن الصندوق يتلقى إيميلات أسبوعية من مرشحين للتوظيف في الوظائف العليا من القطاع المالي التقليدي، ويضيف، "هناك تغير هائل جداً في الأشهر الأخيرة...". ويفسر هندي ذلك بأن شركات المشفرات الكبرى تقدم للموظفين الكبار فائدة كبرى بدفع مرتباتهم في شكل راتب نقدي قليل مع حصة كبيرة من أسهم الشركة، كما تدفع أغلب الشركات بعض الحوافز على هيئة عملات رقمية أو مشتقاتها.

  القطاع المالي

ويراهن كبار العاملين في القطاع المالي الذين ينتقلون من البنوك والصناديق الاستثمارية إلى شركات العملات المشفرة على ما يحصلون عليه من أسهم كجزء من رواتبهم، بخاصة في بداية عمر تلك الشركات. إذ يتوقع هؤلاء أن ترتفع قيمة نصيبهم من الأسهم في ما بعد. لكن ذلك ليس بالأمر المضمون تماماً. فعلى سبيل المثال، حين سجلت شركة "كوين بيز" على مؤشر بورصة نيويورك الشهر الماضي، كانت تقدر قيمتها السوقية بنحو 76 مليار دولار. وبالفعل وصل سعر السهم فيها إلى 430 دولاراً، لكنه ظل ينخفض حتى وصل سعر السهم الأسبوع الماضي إلى 237 دولاراً. لكن عل الرغم من التذبذب الهائل في قيمة سوق العملات المشفرة، يأمل المتحمسون لتلك الأصول الرقمية وبالتالي كبار العاملين في القطاع، أن تعاود الارتفاع، ما يزيد من ثرواتهم نتيجة ما يحتفظون به من عملات أو أسهم في شركات المشفرات.ويرى بعض المحللين في السوق المالية، أن توظيف مسؤولين كبار من القطاع المالي التقليدي في شركات وصناديق المشفرات يمنح المستثمرين في تلك المشتقات الرقمية مزيداً من الثقة. ويخلص هؤلاء إلى أن قطاع العملات المشفرة قد لا يتجه بالضرورة إلى المسار نفسه الذي سلكته شركات الإنترنت الكبرى في "أزمة دوت كوم" مثل "ياهو" و"إيه أو أل" وغيرها.

التوظيف في العملات الرقمية

وتشير عمليات التوظيف في قطاع العملات الرقمية المشفرة لعاملين كبار من القطاع المالي التقليدي إلى أن شهية المخاطرة في هذا القطاع ما زالت مفتوحة. ولا يتردد هؤلاء المسؤولون الماليون والتكنولوجيون من ذوي الخبرة الطويلة في المخاطرة بتلقي رواتبهم ومكافآتهم بأسهم شركات المشفرات والعملات المشفرة على أساس احتمالات ارتفاعها على المدى المتوسط على الأقل. كذلك، تغري شركات التداول وصناديق المشفرات الكفاءات والمهارات المالية والتكنولوجية باستمرار زيادة الرواتب والأجور في القطاع. فحسب أرقام شركة التوظيف في القطاع المالي، "نيوتون تشيس"، ارتفعت رواتب العاملين في تجارة وتبادل العملات المشفرة، وكذلك رواتب التكنولوجيين في القطاع، بما يصل إلى 40 في المئة في العامين الأخيرين.

المزيد من اقتصاد