Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل و"حماس" تعلنان النصر واشتباكات جديدة في القدس

السيسي يأمر بإرسال وفدين أمنيين إلى مناطق الصراع وبايدن يتعهد بتقديم معونة إنسانية لغزة وتعزيز منظومة القبة الحديدية

اندلعت مواجهات، الجمعة 21 مايو (أيار)2021  مجدداً، بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بعد أسبوعين على أحداث مشابهة كانت السبب في تفجر المواجهات بين حركة "حماس" وإسرائيل.

وبدأت المواجهات بعد صلاة الجمعة التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين.

وردد مئات المصلين شعارات مؤيدة لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وحملوا أعلاماً فلسطينية وأعلام حركة "حماس".

وقامت الشرطة طبقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، بإطلاق قنابل صوتية ورصاص مطاطي لتفريق المتظاهرين، وضربت البعض بالهراوات.

وأصيب 21 شخصاً في مواجهات المسجد الأقصى، تم نقل اثنين منهم إلى المستشفى، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

من جهته، أفاد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد، أن الشرطة تعرضت لإلقاء حجارة من قبل الفلسطينيين، وبدأت بإجراءات مكافحة "الشغب".

وقال المتحدث، إن "المئات بدأوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه رجال الشرطة الذين قاموا بالرد".

ودانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، وذكرت في بيان، أن "الاستمرار في سياسة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواصلة الاعتداءات على المصلين الآمنين، هي سياسة مرفوضة ومدانة، واستفزاز غير مقبول يعيد الأمور إلى مربع العنف والتوتر".

وقف إطلاق النار

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بوساطة مصرية حيز التنفيذ في الساعة الثانية من فجر الجمعة، 21 مايو (أيار)، بعد 11 يوماً من القصف المتبادل أدى إلى مقتل أكثر من 240 شخصاً غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمّت الاحتفالات قطاع غزة، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أي من صافرات الإنذار التي ظلت على مدى أيام الصراع تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه إسرائيل.

وفي الفترة القصيرة التي سبقت وقف إطلاق النار في الساعة الثانية من صباح اليوم الجمعة، استمر إطلاق الصواريخ الفلسطينية ونفذت إسرائيل ضربة جوية واحدة على الأقل.

وفي وقت سابق، جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "مجلس الوزراء وافق بالإجماع على توصية جميع المسؤولين الأمنيين... بقبول المبادرة المصرية بوقف ثنائي غير مشروط لإطلاق النار". وأكد مسؤولون في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لوكالة الصحافة الفرنسية الموافقة على التهدئة التي "ستدخل حيز التنفيذ الساعة الثانية صباحاً" الجمعة (11:00 بتوقيت غرينتش).

كما أفاد مسؤول في "حماس" وكالة "رويترز" بأن وقف إطلاق النار سيكون على أساس "متبادل ومتزامن". كما ذكر التلفزيون المصري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بإرسال وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل على تثبيت الهدنة.

لكن، بعد ساعات من وقف إطلاق النار في غزة، شهدت ساحات مسجد الأقصى في القدس اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين. وقد أطلقت الشرطة قنابل الصوت ورشقها المتظاهرون بالحجارة والعبوات الحارقة.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن أفراداً من الشرطة كانوا في وضع الاستعداد عند إحدى البوابات تعرضوا للرشق بالحجارة.

نتنياهو: "حققنا أهدافنا في العملية"

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حققت "نجاحاً استثنائياً".

وقال نتنياهو للصحافيين في تل أبيب، الجمعة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، "حققنا أهدافنا في العملية"، مؤكداً أنه "لا يمكن لحماس الاختباء بعد الآن... قمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابي بينهم 25 من الكوادر".

من جانبه، أعلن وزير الدفاع بيني غانتس أن العملية الإسرائيلية جاءت بعد خطط "تم تحضيرها منذ سنوات وأشهر".

وأضاف "انتهى العمل العسكري والآن حان الوقت للعمل السياسي".

وحذر غانتس حركة "حماس" من أنها ستدفع "ثمناً باهظاً للغاية" في حال خرقها وقف إطلاق النار.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 في المئة منها.

"حماس" و"نشوة النصر"

وأعلنت "حماس" "الانتصار" على إسرائيل في النزاع المسلح الذي دار بين الطرفين وذلك خلال احتفال شارك فيها الآلاف من أنصارها في مدينة غزة فجر الجمعة. وفي خطاب أمام المحتفلين قال خليل الحية، القيادي في "حماس"، إن "هذه نشوة النصر"، وأضاف "نقول لأهلنا الذين دُمرت بيوتهم والذين شُردوا، سنبني البيوت التي دمرها الاحتلال وسنعيد البسمة".

وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ"حماس" "اليوم تقف هذه المعركة صحيح، لكن فليعلم نتنياهو وليعلم العالم كله أن يدنا على الزناد وأننا سنبقى نُرَاكِم إمكانيات هذه المقاومة ونقول لنتنياهو: إن عدتم عدنا".

وأضاف لـ"رويترز" أن مطالب الحركة تتضمن أيضاً حماية المسجد الأقصى والكف عن إخراج الفلسطينيين من ديارهم بالقدس الشرقية وهو ما وصفه الرشق بأنه "خط أحمر".

وساطة مصرية

وذكر التلفزيون المصري أن الجهود المصرية أسفرت عن وقف لإطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف أن الهدنة في القطاع ستسري اعتباراً من الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بإرسال وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل على تثبيت الهدنة.

وقال مصدر أمني مصري طلب عدم ذكر اسمه، إن "حماس" تعهدت بالانصياع للهدنة إذا أوقفت إسرائيل إطلاق النار، وأضاف أن مشاورات ستبدأ بعد سريان الهدنة، وفقاً لوكالة "رويترز".

وذكرت الرئاسة المصرية أن السيسي تحدث مع الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الخميس. وقال بيان الرئاسة المصرية إنه إضافة إلى التهدئة والهدنة، ناقش السيسي وغوتيريش أهمية "إطلاق جهد جماعي دولي يهدف لإعادة إطلاق مسار المفاوضات بين الجانبين لتحقيق السلام المنشود وفق المرجعيات الدولية".

وعبر الرئيس المصري في تغريدة على "تويتر" في ساعة مبكرة من الجمعة، عن تقديره للرئيس الأميركي جو بايدن "لدوره في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة" في غزة.

وجاء في التغريدة "وقد كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية، وهو الأمر الذي يؤكد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة".

فرصة حقيقية لإحراز تقدم

من جانبه، رحب بايدن باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبراً أنه يمثل "فرصة حقيقية لإحراز تقدم" بعد 11 يوماً من القصف المتبادل بين الجانبين.

وقال بايدن في خطاب مقتضب ألقاه من البيت الأبيض "أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم وأنا ملتزم العمل في سبيل ذلك"، مشيداً بالدور الذي أدته القاهرة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستقدم معونة إنسانية لقطاع غزة، مشيراً إلى أن بلاده ستعزز منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية التي ساعدت في التصدي لصواريخ "حماس". وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة "لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة".

وأكد أن مساعدات إعادة إعمار غزة ستكون بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وليس "حماس" التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. وقال بايدن "سنفعل هذا بشراكة كاملة مع السلطة الفلسطينية- وليس حماس- على نحو لا يسمح لحماس بإعادة ملء ترسانتها العسكرية".

ودافع بايدن في تصريحاته عن نهجه في التعامل مع الأزمة بعد أن حثه العديد من المشرعين الديمقراطيين على تعديل موقفه المدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وعبروا عن استيائهم مما اعتبروه رد فعل غير متناسب من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هجمات "حماس" الصاروخية.

وقال إنه أجرى ست مكالمات هاتفية مع نتنياهو وتحدث أيضاً مع عباس والسيسي.

وأضاف "أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية". وقال "ستواصل إدارتي دبلوماسيتنا الهادئة الراسخة لتحقيق هذه الغاية. وأعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لإحراز تقدم وأنا ملتزم بالعمل على ذلك".

بلينكن يتوجه إلى الشرق الأوسط

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيسافر للمنطقة في الأيام المقبلة للقاء نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني ومقابلة نظراء من المنطقة ومناقشة جهود إعادة الإعمار "والعمل معاً على بناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين".

وقال إن بلينكن تحدث هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكينازي الذي "رحب بالرحلة المرتقبة للوزير بلينكن له إلى المنطقة، حيث سيلتقي وزير الخارجية في الأيام المقبلة نظيريه الإسرائيلي والفلسطيني ونظراء إقليميين للتباحث معهم في جهود التعافي".

ولم يحدد برايس متى بالتحديد سيبدأ الوزير الأميركي جولته في المنطقة.

السعودية تؤكد استمرار الجهود للتوصل إلى تسوية

ورحّبت السعودية، الجمعة، بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنها تقدر الجهود المصرية والدولية في هذا الشأن.

وأعاد بيان وزارة الخارجية، وفق وكالة الأنباء السعودية، التأكيد على استمرار جهود المملكة مع الحلفاء للتوصل إلى تسوية.

لندن ترحب باتفاق وقف إطلاق النار

بدوره، رحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، مساء الخميس، باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مطالباً "كل الأطراف بالعمل على استدامته".

وقال راب في تغريدة على "تويتر" قبل أقل من ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ إن "نبأ وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة موضع ترحيب. يجب على جميع الأطراف العمل على استدامته وإنهاء دورة العنف غير المقبولة وخسارة أرواح المدنيين"، مشدداً على أن "المملكة المتحدة تواصل دعم الجهود الرامية لإحلال السلام".

بناء فلسطين

ورحب مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند "بوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل"، وتقدّم بأحر التعازي لضحايا العنف وذويهم، وقال، "أعمال بناء فلسطين يمكن أن تبدأ".

"حل سياسي" طويل الأمد

ورحب الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" وتعهد بتعزيز الجهود من أجل "حل سياسي" طويل الأمد لحل الأزمة، وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن التكتل "يرحب بوقف إطلاق النار المعلن الذي ينهي العنف في غزة وما حولها"، وأضاف، "نحن مصدومون ونشعر بالأسف للخسائر في الأرواح"، وشدد البيان على أن "الحل السياسي وحده هو الذي سيحقق السلام الدائم وينهي النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي برمته"، وقال بوريل إن "إعادة توجيه الأفق السياسي نحو حل الدولتين تبقى الآن ذات أهمية قصوى، والاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم الكامل للسلطات الإسرائيلية والفلسطينية في هذه الجهود"، وأكد أن "الاتحاد الأوروبي يجدد التزامه مع الشركاء الدوليين الرئيسيين بما في ذلك الولايات المتحدة وشركاء آخرين في المنطقة وكذلك اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي أعيد تنشيطها لتحقيق هذه الغاية".

تعزيز التهدئة

وحثّت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إسرائيل و"حماس" على تعزيز وقف إطلاق النار، وكتبت على "تويتر"، "أحث الجانبين على تعزيزه وتحقيق الاستقرار في الأجل الطويل. وحده الحل السياسي هو الذي سيجلب السلام والأمن الدائمين للجميع".

أسباب النزاع

كما رحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بوقف إطلاق النار، وقال في تغريدة على "تويتر"، "إنه لأمر جيد أن يطبق وقف لإطلاق النار، ولم يعد يسقط ضحايا"، وذلك غداة محادثات أجراها في إسرائيل ورام الله، وأضاف، "علينا الآن معالجة الأسباب وإعادة بناء الثقة والتوصل لحل للنزاع في الشرق الأوسط".

يجب أن تنتهي

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعلن أمام الجمعية العامة التابعة للمنظمة الدولية في وقت سابق الخميس، أن استمرار إطلاق النار بين الطرفين "غير مقبول"، مضيفاً أن "الاشتباكات يجب أن تنتهي على الفور".

وقال غوتيريش "لقد صُدمت بشدة لاستمرار القصف الجوي والمدفعي من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة" والذي أسفر عن مقتل 232 فلسطينياً، من بينهم 65 طفلاً. وأضاف أن "استمرار إطلاق الصواريخ العشوائية من قبل حماس وجماعات مسلحة أخرى على تجمعات سكانية في إسرائيل غير مقبول أيضاً"، وقد خلّف 12 قتيلاً من بينهم طفل. وتابع غوتيريش خلال اجتماع الجمعية العامة الذي عُقد بطلب من النيجر والجزائر، الدولتين الرئيستَين الحاليتَين لمنظمة التعاون الإسلامي والمجموعة العربية في الأمم المتحدة توالياً، "إذا كان هناك جحيم على الأرض، فستكون حياة الأطفال في غزة".

وزاد "من الضروري أن نحقق خفضاً للتصعيد لمنع أزمة أمنية وإنسانية عابرة للحدود لا يمكن احتواؤها"، داعياً إلى "استئناف المفاوضات" لتحقيق "حل الدولتين على أساس خطوط 1967".

وندد الأمين العام بالدمار الذي ألحقه القصف الجوي بـ "العديد من المستشفيات"، واصفاً تدمير عدد من مكاتب وسائل الإعلام ومقتل صحافي في غزة "بالمقلق للغاية". وقال "إنني أشعر ببالغ الأسى بسبب الأضرار التي لحقت بمنشآت الأمم المتحدة في غزة. ومباني الأمم المتحدة لا يجوز انتهاكها، بما في ذلك أثناء النزاعات المسلحة. يجب احترام وحماية المنشآت الإنسانية".

وأشار إلى أنه سيتم إطلاق دعوة لتقديم مساعدات إنسانية "في أقرب وقت ممكن"، موضحاً أن الأمم المتحدة ستصرف 14 مليون دولار من الصندوق الإنساني للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد غوتيريش أنه "لا يوجد أي مبرر، بما في ذلك مكافحة الإرهاب أو الدفاع عن النفس لتخلي أطراف النزاع عن التزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني". وأضاف "كما أنني أشعر بقلق عميق إزاء استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية".

مطالبة بهدنة إنسانية

في موازاة ذلك، دعا مسؤولون كبار بمنظمة الصحة العالمية الخميس، إلى هدنة إنسانية في غزة للسماح بإدخال المساعدات في ظل معاناة النظام الصحي في القطاع من نقص شديد.

وقال ريك بيبركورن الذي يرأس مكتب المنظمة في الضفة الغربية وقطاع غزة في إفادة صحافية "حتى يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، يتعيّن على كل أطراف الصراع الاتفاق على هدنة إنسانية لضمان إمكانية دخول غزة والخروج منها". وأضاف أن قافلة تابعة للأمم المتحدة تنقل مساعدات إنسانية، منها 10 آلاف جرعة من لقاح سينوفارم المضاد لكورونا، مستعدة للدخول إلى غزة فور السماح لها بذلك.

وتابع بيبركورن "عدم قدرتنا على الدخول بسبب الأوضاع الأمنية السائدة أمر مخيب للآمال للغاية".

كذلك، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" الخميس، إنها مُنعت مرة أخرى من الحصول على تصريح للعبور من إسرائيل إلى غزة. وأضافت المنظمة أن "النظام الصحي الذي يواجه نقصاً حتى من دون التعرض للقصف تنقصه مواد أساسية لعلاج الجرحى مثل أكياس الدم".
وقال أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة إن "إغلاق نقاط الدخول والخروج أمام المرضى والمساعدات الصحية الإنسانية والقيود الشديدة على دخول الإمدادات الطبية يفاقم هذه الأزمة الصحية العامة". وأضاف أن "شدة الإصابات تثقل على النظام الصحي المضغوط بالفعل والذي يواجه نقصاً شديداً في الأدوية والإمدادات الأساسية في الوقت الذي يكافح فيه أيضاً جائحة كوفيد-19".

وتابع أن الفرق الطبية في الضفة الغربية المحتلة واجهت التعطيل والضرب واحتجاز سيارات الإسعاف واقتحام المنشآت الصحية.

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن 24 منشأة صحية دمرت في غزة في حين يفاقم انقطاع الكهرباء الأوضاع، إضافة إلى تعطل ثلاث محطات لتحلية المياه تخدم 400 ألف شخص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خسائر بقيمة 150 مليون دولار

في سياق متصل، أعلنت الحكومة في قطاع غزة التي تديرها حركة "حماس" الخميس، أن الخسائر الأولية جراء القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي المتواصل منذ 11 يوماً بلغت 150 مليون دولار أميركي.

وقال وكيل وزارة الأشغال العامة ناجي سرحان في بيان صحافي إن الأضرار الناتجة من الغارات والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة تُقدّر بـ 150 مليون دولار، تُضاف إلى مئتي مليون هي "أضرار الحروب السابقة".

وبحسب سرحان فإن إجمالي عدد الوحدات السكنية المتضررة بلغ 16800 "منها 1800 وحدة غير صالحة للسكن و1000 وحدة هُدمت بالكامل".

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان شن الطيران الإسرائيلي أكثر من 1900 غارة، من بينها 80 غارة نُفذت ليلة الأربعاء (19 مايو)، وتركزت على شمال القطاع ووسطه.

وأشار البيان إلى تضرر "أكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية وشبكات مياه بطول 14 ألف متر، و50 بئر مياه، وشبكات طرق بطول 10500 متر مربع، وشبكات صرف صحي بطول 17200 متر، و11 محطة صرف صحي".

وفي قطاع الطاقة أشار البيان إلى تضرر "31 محولاً كهربائياً، وقطع 9 خطوط رئيسة". وبحسب البيان، أدى القصف الإسرائيلي إلى "تضرر 68 مدرسة ومرفقاً صحياً وعيادة رعاية أولية".

سعي إلى وقف التصعيد

في هذه الأثناء، تكثفت المساعي الدبلوماسية، علناً وبعيداً عن الأضواء في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة "حماس" بعد ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف وانطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وبعد دعوة الرئيس الأميركي، الأربعاء، إلى خفض فوري للتصعيد، وفشل فرنسا في إيصال مشروع قرار ينص على وقف لإطلاق النار إلى التصويت في مجلس الأمن بسبب عرقلة أميركية، بدأ، الخميس، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زيارة إلى تل أبيب ورام الله للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة للتوصل إلى تهدئة. ولن يلتقي ممثلين عن حركة "حماس" المدرجة على لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.

وعبر ماس في مؤتمر صحافي عقده، صباحاً، في تل أبيب مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، عن تضامنه مع إسرائيل، قائلاً نعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة يندرج في إطار "حق الدفاع عن النفس"، ودعا إلى وقف لإطلاق النار.

وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً، الخميس، على مستوى وزراء الخارجية يتناول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

كما تقوم مصر باتصالات مكثفة مع أطراف مختلفة لإعادة العمل بالهدنة التي كانت قائمة بين إسرائيل وحركة "حماس" والتي لعبت القاهرة دوراً أساسياً في إرسائها وتجديدها مرة بعد مرة.

وقال مسؤول في "حماس"، لم يود الكشف عن اسمه، الخميس، لوكالة الصحافة الفرنسية، "توقعاتنا أن يتم الإعلان عن التهدئة خلال ساعات أو يوم غد، وهذا يتوقف على وقف الاحتلال عدوانه على غزة والقدس".

وأضاف "هناك جهود واتصالات مكثفة تجري مع الاحتلال من جهة ومع حماس وفصائل المقاومة من جهة أخرى تبذلها مصر وقطر وأطراف أخرى"، مشيراً إلى أن "الفرنسيين والأميركيين يشاركون في هذه الجهود".

لكنه شدد على أنه "لا شيء نهائياً حتى هذه اللحظة. المقاومة مستعدة لكل الاحتمالات. إذا تواصل العدوان، سيتواصل توجيه الصواريخ في اتجاه الاحتلال وجنوده".

من جهة أخرى، قال مسؤول عسكري إسرائيلي، الأربعاء، إن بلاده تستغل العمليات العسكرية من أجل "إضعاف قدرات حماس".

وقال مصدر عسكري إسرائيلي لصحافيين، الأربعاء، "نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار"، مضيفاً "نحن نقيم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية... وما إذا كان هدفنا (المتمثل) في إضعاف القدرة القتالية لحركة حماس في غزة قد تحقق".

واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية ليل الأربعاء- الخميس منازل ستة قياديين في "حماس" في القطاع، وفق الجيش الإسرائيلي.

المبادرة الفرنسية

قالت البعثة الأميركية بالأمم المتحدة، إنها لن تدعم "تحركات نرى أنها تقوض جهود التهدئة" بين إسرائيل والفلسطينيين وذلك في معرض ردها، أمس الأربعاء، على سؤال بشأن مبادرة فرنسية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

وقال دبلوماسيون إن فرنسا وزعت مسودة لنص القرار على أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء، تطالب بوقف فوري للأعمال القتالية وتندد "بإطلاق الصواريخ العشوائي على مناطق مدنية" من دون أن تلقي بالمسؤولية على أحد. وتحث المسودة على حماية المدنيين وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي تسعى إلى حل الدولتين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه يأمل في أن يتسنى لأعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 التصويت على مشروع القرار في أسرع وقت ممكن. ويحتاج إصدار قرار لتسعة أصوات وعدم اعتراض أي من الدول الدائمة العضوية، وهي روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد للمندوبين في الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن إصدار "بيان عام الآن" عن مجلس الأمن لن يساعد في تهدئة الأزمة.

وجاء التحرك الفرنسي في الأمم المتحدة بعد أن عارضت واشنطن مراراً إصدار بيان لمجلس الأمن تتعين الموافقة عليه بالإجماع. ويعتقد دبلوماسيون فرنسيون أن قرار مجلس الأمن الدولي قد يزيد الضغط على طرفي الصراع لإنهاء القتال ويكمل المبادرات الدبلوماسية الأخرى.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، "نعتقد أن لحديث مجلس الأمن بصوت واحد قوي وزنا في الواقع، ليس فقط في هذه الحالة ولكن في حالات الصراع الأخرى".

12 ضربة جوية على غزة

ونفذت إسرائيل أكثر من 12 ضربة جوية على غزة بعد منتصف الليل منها ضربتان دمرتا منزلين في جنوب القطاع. وقال مسعفون إن أربعة أشخاص أصيبوا في ضربة جوية على بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن طيرانه ضرب في ساعة مبكرة، اليوم الخميس، ما وصفه بأنه "وحدة لتخزين السلاح" في منزل مسؤول في "حماس" في مدينة غزة وكذلك "بنية تحتية عسكرية في مقار إقامة" قادة آخرين في الحركة، ومنها ما يقع في خان يونس.

وانطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ مبكراً، اليوم الخميس، في بلدة بئر السبع في جنوب إسرائيل وفي مناطق على الحدود مع غزة. ولم ترد تقارير عن حدوث خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

ويقول مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة، إنه منذ اندلاع القتال في 10 مايو (أيار) سقط 228 قتيلاً في قصف جوي فاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في قطاع غزة.

وذكرت السلطات الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل، حيث أثارت الهجمات الصاروخية المتكررة الذعر وجعلت الناس يهرعون إلى المخابئ.

صواريخ من لبنان

وقال الجيش الإسرائيلي، إن أربعة صواريخ انطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل، الأربعاء، في ثالث واقعة من نوعها منذ بدء التصعيد الأخير. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها.

وفي الضفة الغربية، قُتلت فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنها أطلقت الرصاص صوب قواته وصوب مدنيين.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 21 فلسطينياً على الأقل قتلوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية ووقائع أخرى في الضفة الغربية منذ 10 مايو.

مجلس حقوق الإنسان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن مجلس حقوق الإنسان سيجتمع الأسبوع المقبل في جلسة استثنائية بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

والاجتماع المقرر في 27 مايو (أيار) سينظم بطلب من باكستان كمنسق لمنظمة التعاون الإسلامي والسلطات الفلسطينية التي جمعت تواقيع كافية من الدول الـ47 الأعضاء في المجلس، كما أوضحت الأمم المتحدة في بيان مقتضب.

وخلال الاجتماع ستدرس الدول "الوضع الخطير لحقوق الإنسان" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط