Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حديث عن اقتراب الهدنة في غزة وفرنسا وأميركا تتواجهان في مجلس الأمن

بايدن يحض نتنياهو على خفض التصعيد والمدفعية الإسرائيلية ترد على إطلاق 4 صواريخ من جنوب لبنان

وسط تكثيف إسرائيل غاراتها على قطاع غزة والحديث عن قرب التوصل إلى هدنة، وبعد نحو أحد عشر يوماً على فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد إعلان يدين العنف في الشرق الأوسط، وزعت فرنسا، الأربعاء، على أعضاء المجلس الخمسة عشر، مسودة مشروع قرار يدعو إلى "وقف العمليات العسكرية" و"إيصال المساعدات الإنسانية" خصوصاً إلى قطاع غزة المحاصر.

ولم تقترح باريس موعداً للتصويت، فهل تلك وسيلة لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة لتشديد موقفها تجاه إسرائيل؟ الأمر الوحيد المؤكد هو أن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا الأربعاء إلى وقف التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين "اليوم".

ولم يتأخر رد الولايات المتحدة القاطع وتلميحها إلى إمكان استعمال حقّ النقض (الفيتو) في حال المضي قدماً بالمقترح.

وقالت متحدثة باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية "كنا واضحين في أننا نركز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية لإنهاء العنف وأننا لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد".

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية إن "الموقف الأميركي سيكون حاسماً (...)، صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلاً إزاء ذلك".

وأضاف أن "إطالة العمليات لا يفيد أحداً. من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها"، مشدداً على أن "الخطوة الأولى التي يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت".

وتابع الوزير "نأمل حقاً أن تُتّخذ تدابير إنسانية بسرعة كبيرة".

وتتبع واشنطن، أكبر حلفاء إسرائيل، هذه السياسة منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس (ممثلة العالم العربي في المجلس) والنرويج.

كذلك ماطلت الولايات المتحدة في تنظيم أربعة اجتماعات للمجلس منذ 10 مايو (أيار)، حتى أنها تسببت في تأجيل أحدها قبل أن يعقد أخيراً الأحد بصيغة مفتوحة.

ويعجز حلفاء واشنطن الأوروبيون التقليديون عن فهم أسباب ذلك.

وقالت جيرالدين بيرن ناسون، سفيرة ايرلندا العضو غير الدائم في مجلس الأمن، الثلاثاء، إن "أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية جماعية عن السلم والأمن الدوليين. حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث".

وقال سفير أوروبي آخر طلب عدم كشف اسمه "نحن ببساطة نطلب من الولايات المتحدة دعم بيان لمجلس الأمن يقول أموراً مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن على الصعيد الثنائي".

وصرّح سفير آخر لوكالة الصحافة الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته "إنه أمر غريب بعض الشيء بسبب تطلعنا جميعاً لعودة الأميركيين إلى الدبلوماسية المتعددة الأطراف".

وأضاف "اعتقدنا أيضاً أن الولايات المتحدة ستكون حريصة على إظهار أهمية مجلس الأمن في مثل هذه المواقف".

بايدن حض نتنياهوعلى خفض التصعيد

وعلى وقع استمرار القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، أعلنت متحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرئيس بايدن حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء 19 مايو الحالي، على خفض التصعيد في صراع غزة "تمهيداً" لوقف إطلاق النار.

وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين، "أجرى الزعيمان (بايدن ونتنياهو) مناقشة مفصلة بشأن تطورات الأحداث في غزة والتقدم الإسرائيلي في إضعاف قدرات حماس والعناصر الإرهابية الأخرى والجهود الدبلوماسية المستمرة من حكومات المنطقة والولايات المتحدة". وأضافت جان بيير أن "الرئيس أبلغ رئيس الوزراء بأنه يتوقع خفضاً كبيراً في التصعيد اليوم تمهيداً لوقف إطلاق النار".

وكانت هذه المكالمة الرابعة خلال أسبوع بين الزعيمين.

مساع لمنع صفقة بيع أسلحة لإسرائيل

في الأثناء، قدّمت النائبة الأميركية الديموقراطية ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز مع عدد من زملائها الأربعاء نصاً يرمي إلى منع صفقة بيع أسلحة لإسرائيل، في مبادرة حظوظ نجاحها ضئيلة جدا لكنها تبيّن وجود تجاذبات بين الديموقراطيين حيال النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وجاء في بيان لأوكاسيو-كورتيز "في الوقت الذي تعلو فيه أصوات كثر، بمن فيهم الرئيس بايدن دعماً لوقف إطلاق النار، يجب ألا نرسل أسلحة هجومية مباشرة إلى رئيس الوزراء نتانياهو تطيل أمد العنف".

واعتبرت النائبة رشيدة طليب المتحدرة من أصول فلسطينية أن "الحقيقة المرة هي أن هذه الأسلحة تبيعها الولايات المتحدة إلى إسرائيل وهي على علم تام بأنها ستستعمل بغالبيتها لقصف غزة".

وفي الخامس من مايو تبلّغ الكونغرس رسمياً بصفقة بيع أسلحة لوزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة 735 مليون دولار. وبحسب القواعد البرلمانية، لدى النوب مهلة تنقضي الخميس لتقديم مشروع قرار معارض وتبنيه.

لكن القادة الديموقراطيين غير المؤيدين لهذا النص لم يحددوا موعداً للتصويت عليه.

وغالبية الأميركيين اليهود يؤيدون الحزب الديموقراطي الداعم تقليدياً لإسرائيل باستثناء بعض الأصوات المعارضة النادرة.

لكن تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين دفع بديموقراطيين معتدلين إلى إطلاق انتقادات جديدة للدولة العبرية. إلا أن المبادرة الأخيرة تبقى محصورة بالجناح اليساري في الحزب.

وكان عدد من الديموقراطيين المعتدلين قد تباحثوا مطلع الأسبوع بشأن التقدّم بطلب لإرجاء صفقة بيع الأسلحة هذه، لكنهم عادوا وصرفوا النظر عن هذا الطرح في نهاية المطاف.

وأبدى الجمهوريون الأربعاء دعماً مطلقا للدولة العبرية. وحضّ أعضاء كثر في مجلس الشيوخ "بايدن وإدارته على الدفاع عن حليفتنا إسرائيل".

ومن بين هؤلاء السناتور المحافظ تيد كروز الذي وجّه عبر "تويتر" انتقادات حادة للنواب التقدّميين، معتبراً أنّهم يسعون إلى "ترقية من متحدثين باسم (حركة) حماس إلى وزراء دفاع للحركة".

الحرس الثوري

في المقابل، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، الميجر جنرال حسين سلامي في كلمة بثها التلفزيون، الأربعاء، إن إيران تدعم حرب الفلسطينيين ضد إسرائيل. وأضاف سلامي الذي تدعم بلاده حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، أن "طهران تؤيد قتال الفلسطينيين ضد النظام الصهيوني. الفلسطينيون ظهروا كأمة مجهزة بالصواريخ".

صواريخ من لبنان

في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه أطلق قذائف مدفعية باتجاه جنوب لبنان بعد إطلاق أربعة صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو إسرائيل، في ثالث حادث من هذا النوع خلال أيام.
وقال الجيش الإسرائيلي "أُطلقت أربعة صواريخ من لبنان على الأراضي الإسرائيلية، ورداً على ذلك استهدفت مدفعيتنا أهدافاً في منطقة داخل الأراضي اللبنانية". وأشار إلى أن صواريخ درع القبة الحديدية اعترض أحد الصواريخ، مرجحاً أن تكون الثلاثة الأخرى سقطت في أرض خالية.

أيام أخرى من القتال

وكان مصدر عسكري إسرائيلي أكد اليوم الأربعاء، إن الدولة العبرية تجري تقييماً للتأكد مما إذا كانت شروط "وقف إطلاق النار" مستوفاة رغم أنها تستعد "لأيام أخرى" من القتال إذا لزم الأمر، بعد أسبوع من التصعيد مع الفصائل المسلحة في غزة.

وقال المصدر لصحافيين "نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار" ولكن "نستعد لأيام أخرى". وأضاف "نحن نقيّم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية (...) وما إذا كان هدفنا في إضعاف القدرة القتالية لحركة حماس في غزة قد تحقق".

وسأل المصدر إن كانت حماس ستفهم "الرسالة" التي تفيد بأن قصفها الصاروخي لإسرائيل لا يمكن أن يتكرر.

واندلع النزاع بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل تضامناً مع مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد في القدس الشرقية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967. وبحسب المصدر العسكري الإسرائيلي فإن الدولة العبرية قررت تجاوز الرد الانتقامي الضيق في التصدي لإطلاق صواريخ من قبل حماس. وأضاف "انتهزناها فرصة لتقليص قدرة حماس".

محمود عباس

في المقابل، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة بـ "إرهاب دولة منظم"، مشدداً أن السلطة الفلسطينية "لن تتهاون في ملاحقتها أمام المحاكم الدولية".

وقال عباس في كلمة مسجلة ألقاها أمام البرلمان العربي عبر الفيديو "ما تقوم به دولة الاحتلال الآن في قطاع غزة من اعتداءات وحشية على المدنيين، وقصف متعمّد للبيوت والمنشآت وتدميرها على رؤوس سكانها وتدمير البنى التحتية وقتل الأطفال والشيوخ والنساء، هو إرهاب دولة منظم وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي".

وأضاف "لن نتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية". وكان عباس أكد للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط هادي عمرو الذي التقاه قبل أيام، وللرئيس الأميركي جو بادين الذي تلقى منه اتصالاً قبل أيام، استعداده العمل مع اللجنة الرباعية والولايات المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية جديدة بعد التوصل إلى اتفاق هدنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل.

وقال عباس في كلمته التي بثتها محطات تلفزيونية عدة "عملنا منصب اليوم على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم الدخول في عملية سياسية جدية وبمرجعية دولية واضحة تفضي الى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين".

من جهة ثانية، شنت إسرائيل ضربات جوية على قطاع غزة واستأنفت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ عبر الحدود، من دون أن تظهر، اليوم، إشارات مؤكدة على أي وقف وشيك لإطلاق النار على الرغم من دعوات دولية إلى وقف القتال المستمر منذ أكثر من أسبوع.

وقال قادة إسرائيل إنهم ماضون قدماً في هجوم على حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لكن متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي أقر بأنه في ظل احتواء ترسانة الجماعتين في غزة على ما يقدر باثني عشر ألف صاروخ وقذيفة مورتر "فلا يزال لديهما ما يكفي من الصواريخ لإطلاقها".

وقالت الشرطة، إن عاملين من تايلاند قُتلا وأصيب سبعة أشخاص في ضربة صاروخية على مزرعة إسرائيلية على الجانب الآخر من حدود غزة مباشرة. وأعلنت "حماس"، التي تسيطر على القطاع، و"الجهاد الإسلامي" مسؤوليتهما عن الهجوم.

وأطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، حيث دوت أصوات صفارات الإنذار في مدينة أسدود الساحلية، إلى الجنوب من تل أبيب، وفي مناطق أقرب إلى حدود غزة. ولم ترد أنباء عن أضرار مادية أو إصابات بشرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 52 طائرة ضربت أنفاقاً لحركة "حماس" في جنوب قطاع غزة، خلال هجوم استمر 25 دقيقة الليلة الماضية. وأضاف أنه تم ضرب 40 هدفاً في العملية.

ارتفاع عدد القتلى

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 217 فلسطينياً قتلوا، منهم 63 طفلاً، كما أصيب أكثر من 1400 منذ أن بدأ القتال في العاشر من مايو (أيار). وتقول السلطات الإسرائيلية، إن 12 قتلوا في إسرائيل بينهم طفلان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت إسرائيل، إن طائراتها هاجمت منازل تخص العديد من أعضاء "حماس"، وكانت تستخدم مراكز للقيادة أو لتخزين الأسلحة. وقال شهود، إن المدفعية الإسرائيلية قصفت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء أهدافاً في جنوب القطاع.

واندلعت الاشتباكات في الضفة الغربية المحتلة أيضاً، حيث قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته قتلت بالرصاص فلسطينياً حاول مهاجمتها ببندقية وعبوة ناسفة بدائية الصنع.

وذكر مسؤولو الصحة أن فلسطينياً آخر قتل برصاص القوات الإسرائيلية في احتجاج بالضفة الغربية. وقال الجيش، إن جنوده تعرضوا لإطلاق نار مما أدى إلى إصابة اثنين منهم، وإنهم ردوا بإطلاق الرصاص.

أضرار كبيرة

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن نحو 450 مبنى في قطاع غزة، بينها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، دمرت أو لحقت بها أضرار كبيرة منذ بدء الصراع. ولجأ نحو 48 ألفاً من بين 52 ألفاً من النازحين، إلى 58 مدرسة تديرها الأمم المتحدة.

وقالت إسرائيل، إن أكثر من 3450 صاروخاً أطلق عليها من غزة، بعضها أسقطه نظام القبة الحديدية الدفاعي وبعضها لم يتجاوز الحدود. وذكرت أنها قتلت نحو 160 مسلحاً.

"قنوات سرية"

وذكر تلفزيون إسرائيلي نقلاً عن مصادر فلسطينية لم يسمها أن مصر اقترحت عبر "قنوات سرية" وقف القتال بين إسرائيل وغزة، صباح الخميس.

وأصدر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" بياناً، الثلاثاء، يقول إن التقارير عن موافقة الحركة على وقف إطلاق النار، الخميس، غير صحيحة، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقال "لم يتم التوصل لاتفاق أو توقيتات محددة لوقف إطلاق النار. نؤكد أن الجهود والاتصالات من الوسطاء جادة ومتواصلة، ومطالب شعبنا واضحة ومعروفة".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "تويتر"، الثلاثاء، إن هجمات إسرائيل ستستمر "مهما استغرق الأمر لاستعادة الهدوء" من أجل جميع المواطنين الإسرائيليين.

وأضاف أن ضربات إسرائيل "أعادت حماس سنوات طويلة للوراء"، وهو ما فسره بعض المعلقين الإخباريين الإسرائيليين على أنه توطئة محتملة لوقف إطلاق النار في الأيام المقبلة.

لكن عاموس يدلين، وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، قال إن الصورة أكثر تعقيداً، مستشهداً بالاضطرابات الأهلية في إسرائيل واحتجاجات الفلسطينيين المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة وصواريخ أطلقت من لبنان.

المزيد من الشرق الأوسط