Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا أحد منا في أمان من كورونا حتى نكون كلنا كذلك

توني بلير يعتقد أن الفيروس منتشر في الأمكنة كلها ويتنقل بينها

قلق بريطاني واضح بشأن انتشار النسخة الهندية المتحورة من كورونا (غيتي)

"لا أحد منّا في أمان حتى نكون كلنا كذلك"، وفق تقرير جديد قدم توصياته بشأن تطعيم سكان العالم بأسره ضد فيروس كورونا في أسرع وقت ممكن.

ذكر "كونسورتيوم الأمن الصحي العالمي"Global Health Security Consortium، المبادرة التي تضمّ "معهد توني بلير"Tony Blair Institute  وباحثين من "جامعة أكسفورد" Oxford University، إن "تحقيق الهدف المتمثِّل في تطعيم سكان العالم هذا العام يتطلّب تركيزاً وخطة استراتيجيين".

وكذلك وجّه التقرير نداءً إلى الدول الغنية يحثّها فيه على عدم التوقّف عن تسريع إنتاج اللقاحات بعدما تلقى معظم سكانها الجرعات التحصينية، والحرص على أن تجد اللقاحات طريقها إلى من يحتاجون إليها.

وبحسب التقرير، "إنّ الطريقة الوحيدة في حماية العالم بأسره من فيروس متحوِّر ما زال ينمو باطّراد، تكمن في تحقيق هدف تطعيم الناس على نطاق واسع"، وفق التقرير. حتى هذه المرحلة، ما زلنا تحت تهديد خطر كبير من ظهور سلالات متحوِّرة جديدة أكثر قابلية للانتقال، ويحتمل أن تكون مقاومة للقاحات".

ويضيف التقرير المعنون "تطعيم العالم في عام 2021"، "ببساطة، لن يكون أحد منّا في أمان حتى نكون كلنا في مأمن"، من الفيروس.

وبالاسترجاع، شهد العام الحالي انتشار أنواع جديدة من فيروس كورونا حول العالم، من بينها نسخ اُكتشفت للمرة الأولى في المملكة المتحدة، والبرازيل، وجنوب أفريقيا.

وأخيراً، أثارت نسخة متحوِّرة من "كوفيد- 19" رُصدت للمرة الأولى في الهند التي تعاني موجة ثانية فتاكة من كورونا، الذعر في المملكة المتحدة فيما تمضي هذه البلاد قدماً في تخفيف إجراءات الإغلاق.

في ذلك الصدد، اقترح "كونسورتيوم الأمن الصحي العالمي"، الذي تضم قائمة شركائه المؤسسين "معهد إليسون للطب التحويلي" أيضاً، توصيات تتعلّق بكيفية التغلّب على العقبات من أجل تحصين سكان العالم ضد كورونا، في أسرع وقت ممكن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مثلاً، ذكر التقرير أن اللقاحات يجب أن تستهدف بشكل استراتيجي مجموعات سكانية معينة بغية خفض أعداد الوفيات، والحفاظ على الخدمات الأساسية، وتقليص إمكانية انتقال الفيروس، نظراً إلى أنه لن يكون في المستطاع تطعيم العالم برمّته خلال العام الحالي. ووفق المجموعة، يمكن أن ينصبّ التركيز على "المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والمناطق الحضرية".

كذلك أشار التقرير إلى ضرورة رفع حجم الإمدادات المتاحة من لقاحات "كوفيد- 19" هذا العام والأعوام المقبلة، في خضمّ النقص العالمي الحالي في الجرعات، والحاجة المحتملة إلى نسخ معزّزة منها مستقبلاً.

واستطراداً، رأى التقرير أيضاً أن بلداناً كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرها من الدول التي تملك إمكانات مالية تمكنها من الاستمرار في تحفيز العمل على إنتاج الجرعات التحصينية، بعد أن تلقّى معظم سكانها لقاحات ضدّ كورونا.

في سياق متصل، أوضح توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، إنه "نتيجة التحدي الذي تطرحه متحوِّرات كورونا، ثمة إقرار الآن بأن الفيروس المنتشر في أي مكان، يُحتمل أن يتنقّل في كل مكان".

وأضاف، "من ثمّ، بينما ينصبّ التركيز الأساسي لأيّة حكومة على حماية سكانها وتطعيمهم، ثمة أسباب قوية تتعلّق بالمصلحة الذاتية تدفع بالدول التي تملك اللقاحات أو لديها القدرة على إنتاجها، إلى الحرص على إنتاج وتوزيع أكبر قدر ممكن من الجرعات في مختلف أنحاء العالم".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني السابق، "وعلى الرغم من ذلك الاعتراف، لا تتوافر حتى الآن خطة لتسريع وتيرة التطعيم ونشر فوائده بالطريقة المطلوبة".

وإذ أوضح التقرير أنه ينبغي أن يكون في المستطاع إيصال إمدادات اللقاحات إلى الناس، شدد في الوقت عينه على الأهمية التي ينطوي عليها الحدّ من تردَّد الناس بشأن أخذ الجرعات بغية ضمان الإقبال عليها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التوزيع المنسق للتطعيمات على مجموعات سكانية رئيسة محددة استراتيجياً.

وفي سياق متصل، يرد في التقرير أن "العمل على تبديل وجهة استعمال المصانع كي تصبح قادرة على إنتاج اللقاحات، خطوة ضرورية في زيادة القدرة على تصنيعها عالمياً"، بيد أن ذلك يجب ألا يعرض "إمدادات اللقاحات الأساسية والمنتجات الطبية الأخرى للخطر".

في مقدمة كتبها مارك غرين، السفير الأميركي السابق، يرد أن التقرير "يوصي باتباع نهج استراتيجي بشأن "دبلوماسية اللقاحات" التي في مقدورها أن تساعد العالم في السيطرة على الجائحة.

وفي ذلك السياق، لفت غرين الذي شغل سابقاً منصب مدير "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"، إلى أن "التقرير يذكر ما لا يجب أن يُقال، ويتمثّل ذلك في أن "الإنتاج الفاعل والتوزيع الأمثل استراتيجياً للقاحات (عالمياً) يخدم مصلحتنا الذاتية". (وكذلك)، فمن شأن المصلحة الذاتية المستنيرة أن تنقذ العالم".

وفي نفسٍ مشابِه، خلص التقرير إلى أن "قلة من البلدان تحتلّ موقع الصدارة في تقديم التطعيمات، من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي المقابل، ثمة أجزاء كثيرة من العالم متخلِّفة عن الركب. في نهاية المطاف، لن يستفيد أحد من هذا الوضع".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أفادت "منظمة الصحة العالمية" أن ما يزيد على حوالى عشرة دول لم تتسلّم بعد اللقاحات المضادة لكورونا، مشيرة إلى أن كثيراً من تلك الدول موجودة في أفريقيا.

كذلك أشار تحليل إلى أن بعض أفقر البلدان في العالم لن تنجح في تطعيم خُمس سكانها حتى أوائل العام المقبل.

وفي ضوء معدلات التطعيم الحالية، قدرت "إيرفينيتي" Airfinity، الشركة المتخصِّصة في تحليل البيانات، أن دولاً عدة، من بينها باراغواي والفيليبين وإيران وميانمار وجنوب أفريقيا، لن تحصِّن سوى 20 في المئة من سكانها مع حلول أوائل عام 2022.

© The Independent

المزيد من صحة