Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيران القذائف تأكل جهود التهدئة بين إسرائيل وغزة

الوساطات ما زالت عاجزة عن إنهاء التوتر والقصف يتبادل بين الطرفين وتل أبيب توسع ضرباتها والحركة تمحو الخطوط الحمراء

لا تزال قطعات الجيش الإسرائيلي- الطائرات المقاتلة والمدافع والزوارق الحربية، تواصل شن غاراتها بشكل مكثف على أرجاء قطاع غزة، مستهدفة جميع مقار حركة "حماس" الاقتصادية، بعدما أنهت تدمير المراكز الأمنية والشرطية والحكومية.

وكانت الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية الأشد عنفاً منذ بداية الاقتتال العسكري، وراح ضحية إجمالي أربعة أيام من تبادل إطلاق النار بين الجيش والفصائل المسلحة في غزة أكثر من 83 قتيلاً، بينهم 17 طفلاً وسبع سيدات، إلى جانب ما يزيد على 380 إصابة، بينهم 155 طفلاً و50 سيدة.

أميركا تتوسط

ويتواصل إطلاق النار في كلا المنطقتين، على الرغم من جهود قوية تبذلها أميركا ومصر والأمم المتحدة لاحتواء التصعيد والتوصل إلى تفاهمات وقف إطلاق نار متبادل. وبحسب المعلومات، فإن وفداً أمنياً مصرياً زار قطاع غزة الليلة الماضية لساعات عدة، والتقى قيادات من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لمناقشة عرض برعاية أممية لوقف الاقتتال العسكري.

وهذه المرة الأولى، التي تتدخل فيها الولايات المتحدة الأميركية على خط الوساطة بين "حماس" وإسرائيل، ووصل وفد مبعوث من وزارة الخارجية في واشنطن إلى تل أبيب، لبحث سبل وقف إطلاق النار، كما أجرى الرئيس جو بايدن اتصالاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفاهم على ضرورة وضع حدّ للاقتتال العسكري.

وتشير المعلومات إلى أن "حماس" أبدت موافقة مبدئية عليه، ويشمل العرض المصري المدعوم من منسق عملية السلام في الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند على وقف إطلاق نار متبادل فوري بين الطرفين من دون شروط، وإعادة سبل الهدوء بين المنطقتين إلى سابق عهده، ثمّ بحث بنود التفاهمات المترتبة عليه بما يضمن تحسين الحياة الاقتصادية.

وكان من المتوقع أن تتوصّل الليلة الماضية الأطراف المتقاتلة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن جميع الاتصالات لم تنجح في ذلك، بعدما رفضت إسرائيل جميع مقترحات الوسطاء. وبحسب المعلومات، فإن اجتماع "الكابينت" الليلة الماضية درس مقترحات الوسطاء، وبعد عدم التوافق عليها، قرّر المضي  بخطة توسيع الضربات.

شرط واحد لـ"حماس"

يقول عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق إن أطرافاً عدة تبذل جهوداً للتوصل إلى تفاهمات تهدئة، وأبلغناهم بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي أولاً ليتمّ بعدها إيقاف إطلاق القذائف الصاروخية من غزة.

وفي الموضوع ذاته، يقول الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية يجري اتصالات بجهات عدة بغية وقف العدوان على غزة، لافتاً إلى أنهم وضعوا شرطاً واحداً لذلك بأن توقف إسرائيل عمليتها فوراً.

وفي ما يتعلق بوفد القاهرة، نفى برهوم علمه بأيّ معلومات تفيد بدخول شخصيات من الاستخبارات المصرية إلى القطاع، لكنه أكد أن الاتصالات مع الوسطاء المصريين والأمميين مستمرة، مشيراً إلى أن تل أبيب هي التي أوصلت الأوضاع الأمنية إلى مرحلة التدهور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إسرائيل توسع ضرباتها

وتفيد المعلومات بأن إسرائيل ممثلة بالمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) (رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ووزير الجيش بيني غانتس ورئيس الأركان القتالية أفيف كوخافي) ترفض وقف إطلاق النار.

وفي وقت متقدم من ليلة أمس، صادق "الكابينت" على توسيع الضربات على قطاع غزة، لتشمل تدمير مقار اقتصاد حركة "حماس". وبالفعل شنّت الطائرات المقاتلة الحربية ضربات مكثفة وقوية على بنوك تابعة للحركة وعلى مبنى وزارة المالية فدمّرته، إضافة إلى استهداف عدد من المقار الأمنية.

ويقول نتنياهو إنهم سيحققون الهدوء لإسرائيل بحزم كبير في الدفاع والهجوم، "سنتّخذ مزيداً من الإجراءات المؤلمة إزاء حماس في غزة".

في المقابل، أفاد متحدث الجيش أفيخاي أدرعي بأنهم أضافوا بنك أهداف جديدة، يتمثل في مؤسسات حكومية تابعة لـ"حماس"، بينها منظومة الأمن الداخلي، إلى جانب تدمير البنك الإسلامي الوطني التابع للحركة.

حشد القوات البرية

ميدانياً، وصلت قوات برية إسرائيلية على طول حدود غزة، وكذلك ارتفع عدد الغارات التي شنها الجيش على القطاع إلى أكثر من ألف، استهدفت مباني سكنية وقصفها من دون إنذار مسبق، أو اتصال يطلب إخلاء المنازل. في هذا السياق، يقول رئيس اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي إن ذلك "جريمة مكتملة الأركان، واستهداف واضح للمدنيين، ويجب محاسبتهم على ذلك. هذا يُعدّ انتهاكاً واضحاً لجميع القوانين الدولية والإنسانية ولاتفاقية جنيف".

ومن جهة الفصائل المسلحة، أطلقت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" نحو ألف قذيفة صاروخية وصل أكثر من 80 في المئة منها إلى تل أبيب وبئر السبع وسديروت ومطار بن غوريون ومطار رامون (للمرة الأولى تتمكّن كتائب القسام من استهدافه) بقذائف يصل مداها إلى 250 كيلومتراً.

يقول الناطق باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس" أبو عبيدة إن بجعبتنا الكثير للردّ على العدوان الإسرائيلي، ولا خطوط حمراء، ولا قواعد اشتباك مقدسة، إذا تعلق الأمر بالردّ على العدوان، وعلى الرغم من فارق الإمكانات العسكرية، وجّهنا ضربات صاروخية هائلة لم تجرؤ دول على أن توجّهها لإسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات